ألمانيا

ألمانيا : الموجة الثالثة .. أرقام متصاعدة واحتجاجات وترقب لحوار مع ميركل

تواصل معدلات العدوى بفيروس كورونا ارتفاعها في ألمانيا، بعدما تجاوزت عتبة عشرين ألف إصابة في اليوم الواحد خلال الأيام القليلة الماضية

وفي حصيلة مأساوية جديدة، قال معهد روبرت كوخ إن معدل الإصابة على مدار سبعة أيام قفز الأحد إلى 129,7 لكل مائة ألف شخص خلال سبعة أيام، وهو معدل لم يعد بعيداً عن أكبر نسبة سجلتها البلاد منذ ظهور الوباء، وذلك في 19 كانون الثاني الماضي، حيث وصلت إلى أكثر من 131 إصابة جديدة لكل 100 ألف خلال سبعة أيام

ويعزو الخبراء هذا الانتشار شديد السرعة إلى السلالات المتحوّرة وعلى رأسها ما بات يعرف بالسلالة الإنجليزية

ويحذر المعهد الحكومي من أن تبلغ الإصابات اليومية 100 ألف إصابة في حال لم يقرر إغلاق شامل، وأن جميع الفئات العمرية باتت مهددة ، خاصةً تلك تحت 65 عاماً، بعدما انتشرت الحالات المعقدة وتطور خطير للمرض لدى الفئة العمرية بين الأربعين والخمسين عاما

وفي ذات السياق، دعا رئيس جمعية أطباء العناية المركزة في ألمانيا، كريستيان كاراغيانيديس، إلى فرض إغلاق صارم لمدة أسبوعين، وإلى وقف فوري لجميع خطوات إعادة الفتح المقررة، معتبراً القرارات التي اعتمدتها بعض الولايات في فتح المحلات ومرافق الحياة العامة أمام أشخاص قاموا بفحوصات سريعة، قرارات خاطئة

وتعتزم ولاية زارلاند تخفيف اللوائح في الولاية بأكملها بعد عيد القيامة

وتقرر أثناء اجتماع رؤساء الولايات مع المستشارة أنغيلا ميركل اعتماد إغلاق صارم خلال أيام عيد الفصح، لكن سرعان ما تراجعت ميركل عن هذه الخطوة وطلبت المعذرة من الشعب الألماني، غير أن الخطوة زادت الأمور ضبابية وبات الشارع مهتما بسؤال: وماذا بعد؟!

وفي وقت تتوالى فيه تصريحات رؤساء حكومات الولايات حول تزايد خطر الوباء، تتزايد التوقعات بانعقاد اجتماع قريب بين المستشارة ورؤساء الولايات لإصدار قرارات جديدة، وذاك قبل حتى أعياد الفصح الجمعة المقبلة، وقد تكشف ميركل عن تفاصيل أكثر في هذا الاتجاه حين تطل على الشعب الألماني ضيفةً على القناة الثانية في البرنامج الحواري أنا فيل ، مساء الأحد

وقبل ذلك، خرج مدير مكتبها هيلغه براون إلى الإعلام عبر صحيفة بيلد آم زونتاغ ، الأحد، للتحذير من تحوّر جديد للفيروس قادر على مقاومة اللقاحات المتوفرة في حال لم تسعى الحكومة إلى تقليل معدل الإصابة

وحول التخبط الذي شهده أداء السياسيين هذا الأسبوع دون استثناء، ردّ براون إننا نمر بأخطر مرحلة في الوباء.. الأسابيع القليلة المقبلة ستحدد ما إذا كنا سنسيطر عليه

ويبقى اللقاح هو الأمل الحقيقي لاجتياز الأزمة، وقد أعطي في ألمانيا إلى غاية اللحظة سوى 12 مليون جرعة، بحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ووكالة بلومبرغ للأنباء، السبت، وهي نسبة لا تتوافق مع تطلعات المسؤولين كونها تبقى ضعيفة جداً أمام ضراوة الموجة الثالثة للفيروس ومقارنة بوتيرة التطعيم في دول كإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية

وتعد البيروقراطية في مقدمة الأسباب، إضافةً إلى قلة اللقاحات، وهي مشكلة تعاني منها باقي دول العالم

شهدت مدينة دارمشتات، غربي ألمانيا، الأحد، احتجـ.ـاجاً على سياسة كـ.ـورونا، وأشارت تقديرات شرطة ولاية هيسن التي تقع بها المدينة إلى أن عدد المشاركين في احتـ.ـجاج حركة (كفير دينكن) التفكير الجانبي وصل حتى وقت مبكر إلى قرابة 300 شخص

وبحسب بيانات الشرطة، فإن العدد الذي تم التصريح به لهذا الاحتـ.ـجـ.ـاج يبلغ 1500 شخص بحد أقصى

وتأتي هذه المظاهرة بعد مضي أكثر من أسبوع على المظاهرة الكبيرة التي شهدتها مدينة كاسل (في نفس الولاية)، التي شارك فيها أكثر من 20 ألف شخص

ونشرت الشرطة مئات من أفرادها لتأمين مظاهرة الأحد، وذكرت الشرطة أن الموقف هادئ حتى الآن

في الوقت نفسه، بدأت عدة مظاهرات مضادة لاحتـ.ـجاج حركة التفكير الجانبي

تجدر الإشارة إلى أن العدد الذي كان مسموحاُ بمشاركته في مظاهرة كاسل قبل أكثر من أسبوع لا يزيد عن 6000 شخص، وتخلل المظاهرة اشتـ.ـباكات، بعضها عنـ.ـيف، كما لم يلتزم العديد من المشـ.ـاركين فيها بشروط مثل ارتداء الكمامة

وشهدت كاسل العديد من المسيرات بعضها لمظاهرات مضـ.ـادة

واتهم منتقدو الشرطة في كاسل بالتعامل بتحفـ.ـظ في مظاهرة مناوئي تدابير كـ.ـورونا.

و أعلن غريغو ماير، وزير داخلية ولاية تورينغن، اتخاذ عـ.ـواقب بعد انتشار مقاطع فيديو أظهرت تعاملاً عنـ.ـيفاً للشرطة مع مظاهرة في مدينة كاسل، السبت.

وتجدر الإشارة إلى أن مدينة كاسل تقع في ولاية هيسن، وقد طلبت سلطات المدينة مساعدة من الشرطة في ولايات أخرى، منها ولاية تورينغن، نظراً للعدد الكبير للمشاركين في المظاهرة.

وكتب الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مساء السبت، على “تويتر”: “بطبيعة الحال سيتم تتبع المهمة بشكل نقدي، كما أنني تعن لي أسئلةً ملحةً بناء على الصور، ولن أتردد في أن أطلع نواب لجنة الشؤون الداخلية على الأمر بشكل شامل”.

وأظهر مقطع فيديو أفراداً من شرطة تورينغن وهم يتعاملون بشكل عـ.ـدواني وبعنـ.ـف خلال مظاهرة لمنـ.ـاوئي تدابير كورونا في كاسل، مع متظاهرة معتـ.ـرضة على هذه المظاهرة تستقل دراجة.

كما أظهرت مقاطع أخرى تعامل أفراد الشرطة بعنـ.ـف مع متظاهرين معتـ.ـرضين، أرادوا اعتراض مسيرة المظاهرة المنـ.ـاوئة لقيـ.ـود كورونا.

وانتقد ساسة في ولاية تورينغن محتوى الفيديوهات، وكتبت كاتارينا كونيغ برويس، النائبة اليسارية في برلمان الولاية، على “تويتر”: “هذا جـ.ـنون، قولي لي يا شرطة تورينغن، هل يجوز هذا؟ الضـ.ـرب على الرأس وضـ.ـرب الوجه على الدراجة”.

وأعلنت في تغريدة أخرى أنها ستقدم استـ.ـجوابًا بخصوص الموضوع في برلمان الولاية.

وفي سياق متصل، طالب شتيفن ديتس، رئيس كتلة اليسار في برلمان الولاية، بتقديم توضيح للمتضـ.ـررين وللبرلمان، كما وجـ.ـهت أستريد روته باينليش، رئيسة كتلة الخضر، مطلباً مماثلا.

وكتبت شرطة الولاية على “تويتر”: “علمنا بالفيديوهات المتداولة على تويتر وتظهر شرطيين من تورينغن أثناء العمل”، مشيرةً إلى أن الفيديوهات ستكون إلى جانب التسجيلات التي قامت بها الشرطة جزءا من عملية التحليل اللاحقة للمهمة، ونحن دائماً ما نأخذ الانتقادات لقيادة العملية ولقواتنا وطريقة تصرفهم مأخذ الجد.

ويشار إلى أن مظاهرة كاسل، السبت، شارك فيها أكثر من 20 ألف شخص وفقاً لتقديرات الشرطة، وقد تجاهل المتظاهرون الشروط التي وضعتها سلطات المدينة وأيدها القضاء، والتي كانت تقضي بالسماح لستة آلاف شخص فقط بالتظاهر في ساحة “دوبل بلاتس” في المدينة.

شاهد الفيديو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى