close
Uncategorized

هكذا يفعل الإيمان

لما حمي الوطيس يوم اليرموك واشتد الروم على المسلمين ، وبدأت الدائرة تدور عليهم ، خرج عملاق من عمالقة المسلمين وبطل من أبطالهم وبدأ يصيح فيهم :
( يامعشر المسلمين قد أصبحتم بإزاء عدو كثير عددهم شديد عليكم حنقهم , وقد وترتموهم في أنفسهم ونسائهم وأولادهم وأموالهم وبلادهم , فوالله لا ينجيكم منهم اليوم وتبلغون رضوان الله الا بصدق اللقاء والصبر في المواطن المكروهة , ألا إنها سنة لازمة , ليس لأحد فيها معقل ولا معقول الا الصبر والرجاء فيما وعد الله , فهو خير معول , فامتنعوا بسيوفكم , وتقربوا بها الى خالقكم , ولتكن هي الحصون التي تلجأون اليها وبها تمتنعون ).

ثم أخذ يسير ويقف على الكراديس ويقول : ( الله الله , انكم ذادة العرب و أنصار الإسلام , وإنهم ذادة الروم وأنصار الشرك . اللهم ان هذا يوم من أيامك , اللهم أنزل نصرك على عبادك ).

ثم ذهب إلى النساء وبدأ يحمسهن ويقول يامعشر النساء لا يرجع اليكن أحد من المسلمين الا رميتموه بهذة الحجارة , وقلتن : من يرجوكم بعد الفرار عن الإسلام وأهله , وعن النساء بأرض العدو ؟ فالله الله . ثم رجع الى موقفه من صفوف المسلمين ونادى :
( يا معشر أهل الإسلام , حضر ماترون , فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم والجنة أمامكم ,والشيطان والنار خلفكم).
ثم وقف موقفه وإستل سيفه وقاتل حتى فقأت عينه الثانية وقد فقأت الأولى في حنين ، وكانت صيحاته رحمه سبباً من أسباب انتصار المسلمين.

أتدرون من ذاك البطل ؟!
إنه أبو سفيان بن حرب الرجل الذي حارب الإسلام لسنوات .. هكذا يفعل الإيمان .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى