close
Uncategorized

المريض الغاضب والجراح البارد

دخل جراح الى المستشفى بعد ان تم استدعائه على عجل لأجراء عملية فورية لاحد المرضى

لبى النداء بأسرع ما يمكن وحضر الى المستشفى وبدل ثيابه واغتسل استعدادا لإجراء العملية .

قبل أن يدخل الى غرفة العمليات وجد والد المريض يذرع الممر جيئة وذهابا وعلامات الغضب بادية على وجهه
وما أن رأى الطبيب حتى صرخ في وجهه قائلا :

علام كل التأخير يا دكتور ؟
الا تدرك أن حياة ابني في خطر ؟

اليس لديك اي إحساس بالمسؤولية ؟
ابتسم الطبيب برفق وقال :

أنا آسف يا أخي فلم اكن في المستشفى وقد حضرت حالما تلقيت النداء وبأسرع ما يمكنني
وألأن ارجو ان تهدأ وتدعني أقوم بعملي وكن على ثقة ان ابنك سيكون في رعاية الله وأيدي امينة .
لم تهدأ ثورة الاب وقال للطبيب :

أهدأ ؟
ما أبردك يا أخي لو كانت حياة ابنك على المحك هل كنت ستهدأ ؟

سامحك الله .ماذا لو مات ولدك ما ستفعل ؟
ابتسم الطبيب وقال :

أقول قوله تعالى الذِين إذا أصابتهم مصيبَة قالوا إِنا لِلّهِ وإِنَـا إِليهِ راجعون وهل للمؤمن غيرها ؟
يا أخي الطبيب لا يطيل عمرا ولا يقصرها والاعمار بيد الله ونحن سنبذل كل جهدنا لإنقاذه
ولكن الوضع خطير جدا وأن حصل شيء فيجب ان تقول إنا لله وإنا أليه راجعون,

اتق الله وأذهب الى مصلى المستشفى وصل وادع الله ان ينجي ولدك .
هز الاب كتفه ساخرا وقال :
ما اسهل الموعظة عندما تمس شخصا آخر لأيمت لك بصلة .

دخل الطبيب الى غرفة العمليات واستغرقت العملية عدة ساعات خرج بعده الطبيب على عجل وقال لوالد المريض :
ابشر يا أخي فقد نجحت العملية تماما والحمد لله وسيكون أبنك بخير
والآن اعذرني فيجب أن أسرع بالذهاب فورا وستشرح لك الممرضة الحالة بالتفصيل .

حاول الأب أن يوجه للطبيب أسئلة اخرى ولكنه انصرف على عجل
انتظر الأب دقائق حتى خرج أبنه من غرفة العمليات ومعه الممرضة فقال لها الاب :

ما بال هذا الطبيب المغرور لم ينتظر دقائق حتى أسأله عن تفاصيل حالة ولدي؟
فجأة اجهشت الممرضة بالبكاء وقالت له :

لقد توفي ابن الدكتور يوم امس على اثر حادثة وقد كان يستعد لمراسم الدفن عندما اتصلنا به للحضور فورا
لأن ليس لدينا جراح غيره وها هو قد ذهب مسرعا لمراسم الدفن وهو قد ترك حزنه على ولده كي ينقذ حياة ولدك .

🤲🤲اللهم أرحم نفوسا تتألم ولا تتكلم🤲🤲

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى