close
الأخبار

بعد الانسـ.ـحاب الأمريكي توازنات إقليمية جديدة مهمة.. وموسكو خليفة واشنطن وسوريا المفتاح..أهم التفاصيل !

ما كانت موسكو لتحقق حلمها بالوصول والتمركز على شواطئ المتوسط، ومشاطرة أوروبا المسطح المائي ذاته لولا غباء بشار الأسد.

لم يتمكن الأسد من التصرف كند لبوتين رئيس دولة مقابل رئيس دولة، كان بشار ليستطيع أن يحصل على الدعم الروسي المطلق بمقايضات أخرى تضمن السيادة الدولة السورية.

مكّن غباء السيد الرئيس الروس من تحقيق أحلامهم وزيادة، فكل ما كان يريده الروس هو الإشراف المباشر على القـ.ـوة الأمريكية في المتوسط

لكننا نجدهم اليوم يمسكون بعصب المواصلات البرية التي تربط غرب آسيا بشرقها، وبمنابع النفط السورية، وبعقود تصل لقرن كامل تحـ.ـتل فيها روسيا مراكز حيوية في سورية، وحـ.ـرمت تلك العقود الدولة السورية من ملايين الدولارات من الممكن تحصيلها خلال عدة سنين.

يشكل الانسـ.ـحاب الأمريكي من أفغانستان فراغاً جديدً في المنطقة تلهث وراءه كل القـ.ـوى الطامحة، لكن أمريكا لن تسمح بالطبع للصين بالوصول إلى أفغانستان، كما أنها لن تترك إيران وحدها هناك، فروسيا تعرف جيداً كيف تكـ.ـبح جماح الطمع الإيراني.

الآمال الروسيّة الطامحة

تهيئ روسيا نفسها لكسب المزيد من النفوذ مع انسـ.ـحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، بينما تفكر واشنطن في إعادة الدخول في الاتفاق النـ.ـووي مع إيران

وفي نفس الوقت، تنقل وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” بين الهند وباكستان وإيران، ليجد الكثير من الترحيب والضيافة، كما أدت التوتـ.ـرات مع أوكرانيا إلى نشر عشرات الآلاف من القـ.ـوات، ومن ثم سحـ.ـبها في خطوة وصفتها موسكو بأنها مجرد “منـ.ـاورة”.

كيف أصبحت روسيا حكماً في القضـ.ـايا الدولية من أفغانستان إلى إيران؟ وكيف تفوقت على الولايات المتحدة في السياسة المتعلقة بالشرق الأوسط، بينما تتخـ.ـبط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن؟

يجيب سيث ج. فرانتزمان، المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليلات، في مقال نشره موقع “ذا هيل” القريب من الكونغرس أن الترحيب الكبير بزيارة وزير الخارجية الروسي في جزء كبير من العالم هو انعكاس لتزايد نفوذ روسيا ، مؤكداً أن السبب الأول في تصاعد قـ.ـوة موسكو على الساحة الدولية كان تدخلها في سوريا بالمقام الأول.

وأشار فرانتزمان إلى أن استعراض روسيا للقـ.ـوة على حـ.ـدود أوكرانيا، حيث تحتل شبه جزيرة القرم ومناطق انفصـ.ـالية في شرق البلاد، هو بالضبـ.ـط الدور الذي تريده روسيا

فهي تريد أن تظهر أن مجرد تدريب عسكري يمكن أن يتسبب في اندفـ.ـاع حلف الناتو والولايات المتحدة والقـ.ـوى الأوروبية في دوائر لمحاولة درء غزو روسي، وهذا يتنـ.ـاقض بشكل صـ.ـارخ مع التساؤلات السابقة حول مدى جودة أداء روسيا ضـ.ـد حركة المعـ.ـارضة في الشيشان .

وبالنسبة لموسكو، كما يضيف فرانتزمان، فقد كانت سوريا هي نقطة التحول، فهي لم تكن جزءاً من الاتحاد السوفيتي التاريخي، ولكن الحـ.ـرب هناك هـ.ـددت نظام بشار الأسد، الحليف الرئيسي في المنطقة للروس، وطريق موسكو إلى ميناء طرطوس، وبعد تدخل موسكو في الحـ.ـرب الد.موية بسوريا، صعدت روسيا إلى المسرح الدولي.

وبحسب ما ورد، فقد اشتـ.ـبكت موسكو مع أوكرانيا في عام 2015 وأرسلت المـ.ـرتزقة إلى ليبيا ووسط أفريقيا

وقامت بالتدخل في الانتخابات الأمريكية الرئاسية في عام 2016، ووصلت الأمور إلى حـ.ـد إجراء محادثات مع الولايات المتحدة حول وقف لاطـ.ـلاق النار في جنوب سوريا والعمل مع إيران وتركيا للتوسط في اتفاق لتفادي التضـ.ـاربات في الساحة السورية كما استضافت محادثات لحل الصـ.ـراع السوري.

وهكذا استخدمت روسيا الصـ.ـراع السوري لترك بصماتها على المستوى الدولي، ومن الواضح أنها تعمل الآن مع إيران وتركيا والصين لتحـ.ـدي الولايات المتحدة، وفقا للكاتب، كما أنها تتحـ.ـدى أوروبا ودول أخرى.

وأضاف الباحث أن الزيادة السريعة في النفوذ الروسي أدت إلى المزيد من المبادرات المرافقة مثل مبيعات الأسلـ.ـحة إلى تركيا.

وكان الصـ.ـراع في سوريا تحولاً بالنسبة لموسكو، حيث لم تساعد موسكو على عدم إسقـ.ـاط رئيس النظام بشار الأسد فحسب، بل أصبحت وسيطاً للسلطة في سوريا

وعملت مع تركيا وإيران، ونجحت روسيا في تهميش الولايات المتحدة، وهنالك توقعات بأن تتدخل روسيا في أفغانستان بعد الانسـ.ـحاب الأمريكي.

هل انتصرت حـ.ـركة طـ.ـالبان؟

إعلان الرئيس بايدن الانسـ.ـحاب من دون شروط، قد أثـ.ـار استغراب ودهشة الكثير من المراقبين، الذين اعتقدوا أنه سيخالف سياسات ترامب، التي يعتقد مراقبون أنها شجعت حـ.ـركة طـ.ـالبان.

فقد تصاعدت الهجـ.ـمات في أفغانستان منذ توقيع الولايات المتحدة اتفاقا في شباط/ فبراير عام 2020 في العاصمة القطرية الدوحة مع حـ.ـركة طـ.ـالبان التي تنـ.ـفي مسـ.ـؤوليتها عن هذه الهجـ.ـمات.

كما أن سحـ.ـب القـ.ـوات الأمريكية سيترك الرئيس الأفغاني أشرف غني وحكومته المنتخبة، تحت رحمة الميليـ.ـشيات.

وخلص تقرير للمخـ.ـابرات الأمريكية إلى أن الحكومة الأفغانية “ستكـ.ـافح” للوقوف على قدميها في مواجـ.ـهة حـ.ـركة طـ.ـالبان “الواثقة من نفسها”.

ويضيف التقرير بأن “حـ.ـركة طـ.ـالبان واثقة من قدرتها على تحقيق النصر عسكريا”.

كما جاء في تقرير المخـ.ـابرات الأمريكية أن “القـ.ـوات الأفغانية مستمرة في تأمين المدن والمقار الحكومية.

وهي مستمرة في مهام دفـ.ـاعية وتكـ.ـافح من أجل الاحتفاظ بالمناطق التي تمت استعادتها أو العودة إليها عام 2020”.

ويقول الخبير الأمـ.ـني همدام إن “الجـ.ـيش الأفغاني يعتمد ماليا وعسكريا على الولايات المتحدة، وبدونها سيكون في موقف صعـ.ـب”.

وحـ.ـركة طـ.ـالبان ليست الجهة الوحيدة التي تهـ.ـدد القـ.ـوات الأفغانية، حيث هناك ميليـ.ـشيات ومجموعات أخرى تهـ.ـددها مثل تنـ.ـظيم “الدولة الإسـ.ـلامية” (دا.عش).

وحـ.ـذرت النائبة في البرلمان الأفغاني، ريحانة آزاد في حوار مع DW من خـ.ـطر تلك المجموعات، وقالت “حـ.ـركة طـ.ـالبان الآن أقوى من السابق.

تنظـ.ـيم دا.عش والمجموعات الإرهـ.ـابية الأخرى وجدت موطئ قدم لها.

لذلك فإن الانسحـ.ـاب المتسرع واللامسـ.ـوؤل ستكون عواقبه خطـ.ـيرة ليس على أفغانستان وإنما على كل المنطقة والعالم”.

ما بعد الانسـ.ـحاب

يحـ.ـذر تميم عاصي، الرئيس التنفيذي لمعهد دراسات الحـ.ـرب والسلام في العاصمة الأفغانية كابول، من أن “النتيجة الأفضل التي يمكن توقعها هي أن يكون الجدول الزمني للانسحـ.ـاب محفزاً وعامل ضـ.ـغط على الأحزاب الأفغانية للتوصل إلى تسوية سياسية بحلول سبتمبر/أيلول، وإلا سنواجه حـ.ـربا أهلية د.موية على غرار سوريا”.

وقد تتوقع قلة أن تتم قراءة هذا الفصل الأخير في المهمة العسكرية الأمريكية بوصفه انتصاراً لحـ.ـركة طـ.ـالبان فـ.ـرض عودتها إلى السلطة، سواء في ساحة المعـ.ـركة، أو من خلال محادثات السلام التي تملك فيها أغلب الأوراق.

وتتراجع “المكاسب” الممكنة كل يوم مع استمرار موجات الاغتيـ.ـالات للعناصر المتعلمة والنشطة والطموحة في المجتمع الناشئ.

ويخشى الكثير من الأفغان اليوم الوقوع في عثرة الحـ.ـرب الأهلية، في صـ.ـراع ظل يوصف بأنه من بين الأعـ.ـنف في العالم.

أما أكثر ما يخـ.ـشاه أحد الناشطين الحقوقيين الأفغان فهو “ارتباط الجداول الزمنية بانسـ.ـحابهم (أي الأمريكيين)، وليس بالأوضاع (في البلاد).

طـ.ـالبان ستنتظر خروجهم ولن تتطرق (في المفـ.ـاوضات) للقضـ.ـايا الهامة”، ويشاركه آخرون هذا الرأي.

ويقول أورزالا نعمة، رئيس وحدة البحث والتقييم الأفغانية: “كنت آمل أن يشترط الرئيس بايدن مع جدول انسـ.ـحاب القـ.ـوات توقف كل الأطراف عن تنفيذ عمليات القـ.ـتل على الأرض تماما”.

لكن مسـ.ـؤولا كبيرا في إدارة بايدن قال للصحفيين إن الانسـ.ـحاب أمر حتمي، “ويرى الرئيس أن التوجه القائم على ربط الانسـ.ـحاب بالأوضاع، والذي كان قائما طوال العقدين الماضيين، يعني أن تبقى القـ.ـوات الأمريكية في أفغانستان إلى الأبد”.

وأضاف أن هناك تعهدا كذلك “باستخدام كل الوسائل الممكنة للتأكد من أن يكون مستقبل أفغانستان أقرب ما يكون للصورة التي يريدها الناس”.

المصدر : أخبار اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى