close
الأخبار

بعد ان مر بوضع مبـ.ـكي.قصة ملهمة للاجئ سوري نذر حياته لمساعدة المحتاجين في شوارع أوروبا ترويها صحيفة غارديان

عام 2015 في مشفى داخل لبنان وقع “خالد وكاع” وزوجته دلال في محنة حيث كانت الزوجة تـ.ـعـ.ـانـ.ـي من الـ.ـهـ.ـزال والـ.ـيـ.ـرقـ.ـان،

فمنذ مغادرته سوريا وعلى مدى عامين من الزمن وصل الزوجان إلى شـ.ـفـ.ـيـ.ـر الـ.ـهـ.ـاويـ.ـة، إذ كانا يـ.ـنـ.ـامـ.ـان في الشارع أو على أسطح منازل الأصدقاء. يقول خالد لصحيفة غارديان: “لقد شارفنا أنا وزوجتي على الـ.ـمـ.ـوت.. أراد المشفى 500 دولار، تركتها في غرفة الـ.ـانـ.ـتـ.ـظـ.ـار وذهبت للتسول في المساجد والكنائس.. لم يساعد أحد”.

نشر بعض الأصدقاء عن وضع خالد الـ.ـمـ.ـزري على فيسبوك وبدأ نـ.ـظـ.ـراؤـ.ـه الـ.ـلـ.ـاجـ.ـئـ.ـون في بيروت الاتصال. يقول خالد: “تلقيت مكالمات هاتفية من أشخاص ليس لديهم أمـ.ـوال لكنهم أرادوا مساعدتي” أعطوه كل ما تمكنوا من جمعه معاً (200 دولار)، في البداية، رفـ.ـض المستشفى قـ.ـبـ.ـول المبلغ، لكنه رضـ.ـخ بعد الكثير من الـ.ـمـ.ـفـ.ـاوضـ.ـات، وتم قـ.ـبـ.ـول دلال.

يـ.ـبـ.ـكـ.ـي الوكاع كلما تـ.ـذكـ.ـر تـ.ـلـ.ـك الـ.ـأوقـ.ـات، ليس بـ.ـسـ.ـبـ.ـب عدم اكـ.ـتـ.ـراث مـ.ـديـ.ـري الـ.ـمـ.ـشـ.ـفـ.ـى، بل بـ.ـسـ.ـبـ.ـب مـ.ـبـ.ـادرة السوريين من أجله وتقديمهم جلّ ما كان بـ.ـاسـ.ـتـ.ـطـ.ـاعـ.ـتـ.ـهـ.ـم رغم عدم معرفتهم به. عندما مُنح الوكاع وزوجته حـ.ـق الـ.ـلـ.ـجـ.ـوء في المملكة المتحدة في عام 2017 ، تـ.ـذكـ.ـر تـ.ـلـ.ـك اللحظات وكل الأشخاص الآخرين الذين أحـ.ـدثـ.ـوا فـ.ـرقـ.ـا.

“ميدل” العاملة في مجال الـ.ـإغـ.ـاثـ.ـة هي إحدى أولئك الذين قدموا المساعدة، بعد أن وفـ.ـرت للوكاع عملاً مدفوع الأجر في مخيم للاجئين على الحدود وسـ.ـاعـ.ـدتـ.ـه كذلك في تأمين الـ.ـلـ.ـجـ.ـوء في المملكة المتحدة.

يقول الوكاع: “كانت السيدة ميدل بمثابة الباب الكبير الذي فتح في حياتنا”. لهذا السبب، منذ وصوله إلى إنكلترا في عام 2017 ، أمضى وكاع كل وقته في التطوع.

تقول روث أونيل، التي تعمل مع الوكاع في بنك طعام محلي لـ.ـلـ.ـمـ.ـشـ.ـرديـ.ـن: “لقد اخترت خالدا، لأنه عمل بلا كلل من أجل المجتمع سواء في الطبخ ، أو دروس التمارين الرياضية، والمساعدة في المسجد.. إنه رجل محبوب، ويصنع قهوة سورية لذيذة”.

في معظم أيام الأحد، يخرج الوكاع لتوزيع وجبات نباتية سورية مطبوخة في المنزل على المشردين في وسط المدينة. يقول: “أتفهم شعور الجوع. “كان لدي نفس الشعور مع عائلتي في لبنان.”، يدير الوكاع كذلك دروسا رياضية مـ.ـجـ.ـانـ.ـيـ.ـة في الحديقة . هـ.ـرب الوكاع وزوجته من سوريا في عام 2013.

ويقول: “أرادت الحكومة أن أقاتل معهم، وكـ.ـذلـ.ـك فـ.ـعـ.ـلـ.ـت داعـ.ـش. لم أرغـ.ـب في سـ.ـفـ.ـك الـ.ـدمـ.ـاء. طلبت منهم بضعة أيام للتفكير في الـ.ـأشـ.ـيـ.ـاء، وغـ.ـادرت “.

ولد خالد في قرية قرب دير الزور على ضفاف نهر الفرات شرق سوريا. عاشت عائلته في منزل من طابق واحد وسط حقول ليست بعيدة عن النهر.

كان هناك حديقة نباتية خلف المنزل، وجدول من المياه الـ.ـمـ.ـالـ.ـحـ.ـة. في الربيع، كان كل شيء أخضر، يمكنك رؤية النهر القديم من الشرفة بعد خروج وكاع قـ.ـصـ.ـفـ.ـت قـ.ـوات نـ.ـظـ.ـام أسـ.ـد القرية فيما بعد هـ.ـرب الأشخاص بـ.ـاسـ.ـتـ.ـخـ.ـدام الـ.ـإطـ.ـار الـ.ـداخـ.ـلـ.ـي لـ.ـلـ.ـعـ.ـجـ.ـلـ.ـات من أجل الطفو وعبور النهر، لكنه يعرف عائلة مكونة من سبعة أفراد غـ.ـرقـ.ـت.

اتجه خالد ودلال إلى لبنان حـ.ـامـ.ـلـ.ـيـ.ـن حقيبة ملابس فقط، وهناك عمل في مزارع الكروم، وكعامل بناء وحلاق، ولكن مع عبور المزيد من اللاجئين عبر الحدود، أصبح من الـ.ـصـ.ـعـ.ـب الـ.ـعـ.ـثـ.ـور على عمل. في النهاية انتهى الأمر بالزوجين في أحد الـ.ـمـ.ـخـ.ـيـ.ـمـ.ـات حيث تم تـ.ـخـ.ـصـ.ـيـ.ـص منزل مـ.ـهـ.ـجـ.ـور لهما وكانا مـ.ـمـ.ـتـ.ـنـ.ـيـ.ـن لـ.ـوجـ.ـود مكان يـ.ـنـ.ـامـ.ـان فيه، حتى لو غـ.ـمـ.ـرتـ.ـه مياه الأمطار في كثير من الأحيان.

أعادت منظمة اليونيسف توطينهم في المملكة المتحدة قبل أربع سنوات، وخصصت لهم شـ.ـقـ.ـة من غرفتي نوم في منطقة إكستر. سأل المسؤولون بداية دلال عما تحتاجه، فأجابت: “فقط سرير”. يفتقد خالد عائلته في سوريا ويضيف: “يقول الناس، لماذا أنت لـ.ـاجـ.ـئ هنا؟ عد إلى بلدك، إنهم لا يفهمون.

ليس خيارنا المجيء إلى هذا البلد”. لكنه الآن في المملكة المتحدة ، وهو مصمم على المساهمة في المكان الذي وفر له ملاذاً، وبيتاً لبناته الصغيرات.

يقول: “لقد جئت لـ.ـلـ.ـمـ.ـسـ.ـاهـ.ـمـ.ـة بتقدم هذا البلد، وليس لأخذ المال والجلوس في المنزل. من الـ.ـصـ.ـعـ.ـب عليّ الحصول على وظيفة.

لـ.ـكـ.ـنـ.ـنـ.ـي أساعد طوال الوقت لأقول شكرا”. الوكاع طباخ ماهر. حلمه هو أن يـ.ـفـ.ـتـ.ـتـ.ـح شاحنة طعام سورية ومطعماً يوماً ما. لقد وضع خـ.ـطـ.ـة قـ.ـرض لـ.ـإطـ.ـلـ.ـاق مـ.ـشـ.ـروعـ.ـه، لكن تم رفضها بـ.ـسـ.ـبـ.ـب جـ.ـائـ.ـحـ.ـة كـ.ـورونـ.ـا.

حاز الوكاع على عضوية مـ.ـجـ.ـانـ.ـيـ.ـة في منظمة “NCASS” التي تمثل شركات طعام الشوارع في جميع أنحاء البلاد وهو ما مكنه من الحصول على مؤهلات السلامة الغذائية الضرورية للعمل في هذا المجال.

كذلك ربطته المنظمة مع شركة “Alex Rogers of Street Dogs” ، وهي إحدى شركات طعام هوت دوغ مقرها في الجنوب الغربي، من أجل اكتساب خبرة في العمل والتوجيه.

يقول خالد عن يومه في العمل مع الشركة : “لقد كان جيدا حقا”، تعلم وكاع خدمة العملاء الأساسية، وكيفية إدارة قائمة الـ.ـانـ.ـتـ.ـظـ.ـار والتعامل مع الطلبات.

في وقت لاحق ، ستساعد منظمة NCASS الوكاع في وضع خـ.ـطـ.ـة عمله بالشكل الصحيح حيث التحق بدورة تدريبية في إدارة الأعمال لتحسين إدارة الجانب المالي للعمل .

يقول وكاع: “كدت أسـ.ـتـ.ـسـ.ـلـ.ـم، فخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وجـ.ـائـ.ـحـ.ـة كـ.ـورونـ.ـا هـ.ـاجـ.ـمـ.ـوا خـ.ـطـ.ـتـ.ـي. لكن الأمر تـ.ـغـ.ـيـ.ـر الآن وأنا متحمس جدا للبدء”. ( المصدر / اورينت نت )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى