close
منوعات

من هو الصحابي الذي فاز بتقبيل النبي ليده وقال عنها هذه يد يحبها الله ورسوله ؟

ما من مسلم إلا ويحلم بأن تمس يداه يدا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم مصافحًا أو يفوز بأن تلثم شفتاه يده الشريفة ويحظى بالقبول ..

روت لنا كتب الحديث والسيرة أن أحد الصحابة الكرام قد فاز بما هو أكثر من ذلك .. فقد صافحت يده يد الحبيب الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، بل أعظم من ذلك .. فقد تشرفت يداه بأن لمستها شفتا الحبيب المحبوب صلى الله عليه وآله وسلم عندما قبل النبي يداه، وقال له .. هذه يد يحبها الله ورسوله.

إنه الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. فقد روى أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مد يده مسلمًا على معاذ بن جبل رضي الله عنه فلمس في يده خشونة، فسأله عن سببها فأخبره أنها من أثر العمل، فقبّلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: “هذه يد يحبها الله ورسوله ولا تمسها النار”.

ومعاذ بن جبل كان سيدًا للخزرج، وأسلم في عمر الثماني عشرة سنة، وطالب قومه من الخزرج أن يسلموا فأسلموا جميعًا، وبايع الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم مع الأنصار بيعة العقبة الثانية.

ومنذ هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لازمه ليتعلم منه شرع الله، فكان أحد الستة الذين حفظوا القرآن على عهد الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، فوصفه الحبيب فقال: “وأعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل”، وقال كذلك: “استقرئـوا القرآن من أربعـة: من ابن مسعـود، وسالم مولى أبي حذيفـة، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل”.

وكان معاذ بن جبل سفيرًا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن ليعلم الناس دينهم هناك وقبيل سفره سأله النبي صلى الله عليه وآله وسلم: بما تحكم يا معاذ ؟. قال معاذ: بكتاب الله.

قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: فان لم تجد ؟. قال معاذ: بسنة رسول الله. قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: “فان لم تجد ؟”. قال معاذ: أجتهد رأي ولا آلو. فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: “الحمد لله الذي وفق رسول الله لما يرضي رسول الله”.

وانتقل الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى ومعاذ لا يزال باليمن، وفي خلافة سيدنا أبي بكر رجع معاذ من اليمن، وكان سيدنا عمر قد علم أن معاذا قد ظهر عليه الثراء لاجتهاده في العمل مع الدعوة .. فاقترح سيدنا عمر على سيدنا أبي بكر أن يشاطره ثروته وماله، وقال هذا أيضًا لمعاذ وناقشه معاذ في الأمر، ثم تركه عمر وانصرف.

وفي اليوم التالي هرول معاذ إلى دار سيدنا عمر، وما أن رآه حتى عانقه معاذ وهو يبكي ويقول: “لقد رأيت الليلة في منامي أني أخوض حومة ماء، أخشى على نفسي الغرق.. حتى جئت وخلصتني يا عمر”، وذهبا معا إلى سيدنا أبي بكر، وطلب إليه معاذ أن يشاطره ماله، فقال أبو بكر:” لا آخذ منك شيئا”. فنظر عمر إلى معاذ وقال: “الآن حلّ وطاب”.

وهاجر معاذ إلى الشام يعلم الناس ويفقهم في دينهم، وفي خلافة سيدنا عمر ابن الخطاب ولاه عمر على الشام، ولم يمض أشهر على ولايته حتى لقي ربه، وتوفي معاذ بن جبل في السنة السابعة عشرة من الهجرة النبوية في طاعون عمواس وعمره ثلاث وثلاثون سنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى