الأخبار

دولة عربية تجدد دعمها للثورة السورية ومندوبها لدى الأمم المتحدة يكشف عن تسوية سياسية!

جددت الكويت وعلى لسان مندوبها لدى الأمم المتحدة “منصور العتيبي”، دعمها لتطلعات الشعب السوري.

وقال العتيبي: لقد قلنا سابقاً، ولازلنا نقول، أن الحل في سوريا لايمكن أن يكون عسكرياً، وهذا ماأكد عليه المجتمع الدولي.

وأكد على أن الطريق باتجاه حل الأزمة السورية “سياسي”، ولايمكن أن يكون غير ذلك.

وأضاف: ليس من المناسب أن يتخلل مفاصل الحل السياسي أطرافاً خارجية، بل يجب أن يكون بأدوارٍ سوريةٍ خالصة.

وأشار إلى أن التسوية السياسية، التي من شأنها أن يقودها السوريين، بحاجة لقيادة سياسية حكيمة، ومتفق عليها.

ولفت إلى أن الشعب السوري، هو المخول الوحيد باختيار قيادته، التي تحقق تطلعاته وأهدافه، وتحول دون التفريط بوحدة الأراضي السورية، وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم2254.

ونوه إلى أن العملية السياسية، يجب أن تكون مبنية على أسس سلينة، تحقق أهداف ومطالب السوريين.

وأوضح أن من أهم تلك الأسس التي تحقق تطلعات السوريين، هي السعي في ملف المعتقلين في سجون نظام الأسد، ويجب أن يكونوا من أولويات العملية السياسية.

واستهل العتيبي حديثه قائلاً: لقد مر على ثورة السوريين، عقد من الزمن، ولازالوا حتى الآن يعيشون مأساةً حقيقية، في ظل العنف والقمع الذي يتعرضون لها من قبل نظام الأسد.

وأضاف: إن استخدام النظام لكل ماأُوتيَ من قوة عسكرية ضد شعبه، أدى إلى موجات هائلة من النزوح داخل وهارج سوريا، وتبلغ أعداد اللاجئين 13 مليون نسمة.

وأشار إلى أن النظام السوري ارتكب جرائم وانتهاكات بحق شعبه، وبذلك خالف المعايير والقوانين الدولية.

واختتم العتيبي حديثه، مطالباً المجتمع الدولي، بتأمين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للسوريين، ومنع عرقلتها.

تُجدر الإشارة إلى أن دولة الكويت، وقفت إلى جانب الثورة السورية منذ اندلاعها، وبقيت ثابتة في دعم تطلعات السوريين.

قصة تركي ذهب إلى دمشق من أجل دراسة اللغة العربية فقـ.ـضى 21 سنة في سجـ.ـون الأسـ.ـد مـ.ـن أجل رسالة

“لأول مرة وقفت أمام المرآة رأيت حالي.. رأيت معالم وجهي التي كنت أتحسسها فقط عن طريق اللمس.. كنت ألمس شفاهي وشعري الذي فقـ.ـدته، شـ.ـاهدت كم تغير وجهي.. فكانت هذه إحدى الصـ.ـدمات”.

بهذه الكلمات يصف الشاب التركي رياض أولار للجزيرة نت مشـ.ـهدا من لحظة خروجه من السجـ.ـن بعد 21 عاما قضـ.ـاها في المعتـ.ـقل إثر توجهه إلى سوريا سنة 1996 بغرض دراسة اللغة العربية، وخلال أقل من عام أعتـ.ـقل، فماذا كان السبب؟

يقول أولار في حديثه للجزيرة نت إنه سمع في سوريا عن الأحـ.ـداث الد امـ.ـية التي حدثت في حماة مطلع الثمانينيات، والمجـ.ـزرة التي ارتـ.ـكبها رفعت الأسد بحـ.ـق سجـ.ـناء تدمر،

“فشرعت في تدوين هذه القصص، رغبة مني في إرسالها إلى أصدقاء لنشرها في صحف تركية وغربية، حينها لم أكن أعلم أن كل شيء في سوريا مراقـ.ـب، فقد أرسلت رسالة عبر البريد لتلتقطها المخـ.ـابرات، وتم اعتقـ.ـالي على الطريق الواصل بين محافظتي حلب ودمشق”.

أولار والمعتـ.ـقلات السورية

فور اعتقـ.ـاله يقول “أغمـ.ـضوا عيني وأخذوني وأنـ.ـزلوني سلالم تحـ.ـت الأرض، وكنت أنزل باستمرار للأسفل، لا أعلم كم درجة، وفتـ.ـحوا زنـ.ـزانة منفردة وألقـ.ـوا بـ.ـي بداخـ.ـلها، كانت أكبر صـ.ـدمة أعيشها بحياتي، لا أعلم ما ذنـ.ـبي، لماذا أنا هنا، لتبدأ رحـ.ـلتي مع التعـ.ـذيب”.

“كانوا يخـ.ـرجونني من المنفـ.ـردة إلى حفـ.ـلة التعـ.ـذيب، وكان تعـ.ـذيبا قـ.ـاسٍيا، ثم يعيدونني إلى الزنـ.ـزانة المنفـ.ـردة، ومن الضـ.ـباط الذين أشرفوا على تعـ.ـذيبي الضـ.ـابط عاطف نجيب وكان حينها برتبة مقدم، وعبد الرزاق مطـ.ـلق الذي أصبح فيما بعد قائدا لشرطة دمشق، كانوا يرتبـ.ـون لي تهـ.ـما مثل كل السوريين، واستمر وجودي بهذه المنفـ.ـردة لمدة عامين”.

يصـ.ـف الزنـ.ـزانة المنفـ.ـردة بالقول إنها “كانت مظـ.ـلمة، لا أستطيع مشاهدة شيء فيها، لكن عيـ.ـناي تعودتا شيئا فشيئا على الظـ.ـلام لدرجة أصبـ.ـحت أرى الصـ.ـراصير والنمل على الحيطان وكونت صداقة معها، حيث لا يوجد من يمكنني الحديث معه أو أستأنس به لأحدثه عما عـ.ـانيته.. عن عـ.ـذابي.. عن آهـ.ـاتي، وبلغ بي الحال التـ.ـمني بأن يأتوا ليخـ.ـرجوني ويعـ.ـذبوني على أن أبقى بالمنـ.ـفردة، الوحدة والعـ.ـزلة سيـ.ـئة جدا”.

“لم أكن قد تعلمت العربية بعد، فكان أحدهم يأتي ويفتح فتحة في الباب، يثـ.ـرثر بكلمات لا أفهمها ثم يلقي الطعام، وكنت أفهم الأوقات من طريقة الأكل، عند جلب طعام الإفطار أعلم أنه الصباح، بالإضافة لأوقات التعـ.ـذيب الصباحية والمسائية والليلية إذا رغـ.ـب سجـ.ـاني بذلك، لكن مع مرور الوقت لم أعد أكترث للتوقيت، ولا يعـ.ـنيني مـ.ـاهية الزمن، فكل شيء جـ.ـامد حولي”.

الانتـ.ـقال إلى جنـ.ـاح السـ.ـياسـ.ـيين

لأول مرة بعد مرور عامين، يلتقي رياض أولار بأشخاص يذكر منهم “سلامة كيلي كاتب فلسـ.ـطيني استقبلني وكونت صداقة معه، وكان في السـ.ـجن معتـ.ـقلون من الإخـ.ـوان المسـ.ـلمين والـ.ـشيـ.ـوعين، وشبـ.ـاب أكراد سوريون، وكانت تهـ.ـمتـ.ـهم المطـ.ـالبة بهـ.ـوية، وكنت لأول مرة أسـ.ـمع عن أنـ.ـاس ولدوا في بلدهم وبلد آبائهم وأجدادهم ولا يحمـ.ـلون هـ.ـوية هذا البلد”.

الاختـ.ـفاء القسري

يقول “بقيت لمدة 15 سنة مختـ.ـفيا قـ.ـسـ.ـريا ممـ.ـنوعا من التـ.ـواصل مـ.ـع أي شخص، ولا أحد يعلم عني أي شيء، وكنت أحاول على الدوام تسـ.ـريب معلومة عني، ومنـ.ـع الزيارة لا يعـ.ـذب المعتـ.ـقل فقـ.ـط، بل يعـ.ـذب الأهل أيضا، وكان أخي قد قدم إلى سوريا للبحث عني، ووصل إلى مكان اعتقـ.ـالي، وسأل عني وأبلغوه بعدم وجود شخص بهذا الاسم، وحـ.ـاول أكثر من مرة السؤال عني وفي المرة الثالثة أبلغوه إذا عـ.ـاود ذلك سيتم اعتقـ.ـاله، أبي أيضا كان يبحث عني وذهب إلى السفارة السورية في أنقرة، وهناك أصـ.ـيب بجـ.ـلطة دمـ.ـاغية وبسبـ.ـبها فـ.ـارق الحـ.ـياة، علمت بذلك بعد خروجي من السـ.ـجـ.ـن ليسـ.ـبب لي ذلك حـ.ـالة من القـ.ـهر، من الصـ.ـعب أن يرافقك شعـ.ـور بأن والدك تـ.ـوفي وهو يبـ.ـحث عنك”.

سـ.ـجن صـ.ـيدنايا

وعند نقله إلى سـ.ـجن صيدنايا الذي يقول إنه نقل إليه مغـ.ـمـ.ـض العيـ.ـنين، تعـ.ـرض إلى “استقـ.ـبال سـ.ـجن صيدنايا، وهو عبـ.ـارة عن تعـ.ـذيب بكـ.ـافة الأسـ.ـاليب، وهنا يستمر التعـ.ـذيب لفترة غـ.ـير معلومة وغير محددة، فالاستـ.ـمرار في التعـ.ـذيب لا ينـ.ـتهي إلا عند اكتفـ.ـائهم أو انشغـ.ـالهم”.

ويضيف أنه شـ.ـهد في سـ.ـجن صيدنايا حـ.ـادثة الاستعـ.ـصاء التي استمـ.ـرت بين عامي 2007 و2008، ومطـ.ـالب السجـ.ـناء كانت زيـ.ـادة الماء والطعام، حينها اسـ.ـخدم النظام القـ.ـوة المفـ.ـرطة، وبعد أسـ.ـر السـ.ـجناء لمجنـ.ـدين قـ.ـام النظـ.ـام بقتـ.ـل المجنـ.ـدين الأسـ.ـرى مع سـ.ـجناء، وبـ.ـقي السـ.ـجن غيـ.ـر مسـ.ـيطر عليه لمدة سـ.ـتة أشهر.

نقل أولار إلى سـ.ـجن آخر و”فيه أشار زملاء لي إلى بـ.ـلاطة في الأرض وقالوا لي هذا هو مكانك، وأمضـ.ـيت سنتين ونصـ.ـف السنة في مسـ.ـاحة 75 سنتيمترا”.

و”مع صعوبة الوضع في السجن كنا ننتج أفكارا للتعايش، فقد تكفل أحد اصدقائي بإيصال خبر إلى عائلتي، حينها كتبت عنواني في تركيا على ورقة سجائر، وتم لفها بشكل صغير وعند زيارة والدته تم تهريبها بظفره، وأنا ممتن لهذه الأسرة التي ذهبت إلى تركيا وأبلغت عائلتي بمكان وجودي، ولأول مرة أحس بالزمن حين زارني أخي وكنت قد تركته بعمر ثماني سنوات، وجدته رجلا كبيرا ومتزوجا ولديه ولدان، هنا أدركت أنه مر وقت طويل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى