close
منوعات

رغم مرور الزمن ما زلنا نقيس قدرة السيارات بقوة الحصان.. شاهد السبب

رغم مرور الزمن ما زلنا نقيس قدرة السيارات بقوة الحصان.. شاهد السبب

هل سألت نفسك يوما لماذا تقاس قدرة السيارات بقوة الحصان؟

عندما نقول إن السيارة تسير بسرعة 100 كم/سا فهذا يعني أنها تقطع مسافة 100كم خلال ساعة واحدة، ولكن ما الذي يعني أن نقول إم هذه السيارة بقوة 150 حصاناً ولماذا اخترنا الحصان وحدة قياس لقوة السيارة؟

الرابط الحقيقي بين وحدة الحصان القوة الميكانيكية جاءت في العام 1763 مع بدء الثورة الصناعية في أوروبا، إذ بدأت المحركات البخارية بالانتشار بشكل واسع، وقام صانع الأدوات الأسكتلندي جيمس واط ببناء أول محرك بخاري متكامل في جامعة جلاسجو.

فقد اخترع وات تعبير “قوة الحصان” كنوع من الدعاية والإعلان عن القدرة الفائقة التي تمتلكها محركاته البخارية، وذلك بالمقارنة مع القدرة التي كانت معروفة لدى الناس آنذاك ألا وهي الخيول.

وقاس واط قدرة جر الحصان لعمل وحدة قياس خاصة بتلك المحركات ليمكن للعامة قياسها ومعرفة الفرق بين المحرك القوي والضعيف، فأجرى دراسة على عدد من الأحصنة والبغال الخاصة بالمزارع، واكتشف أن الحصان الواحد يمكنه إدارة عجلة الطاحونة 144 مرة كل ساعة.

وبالفعل قدر أن الحصان الواحد يمكنه جر ما يقارب 14.7744 كيلوغراما لمسافة متر واحد خلال دقيقة واحدة، وهو الرقم الذي تم تقريبه فيما بعد -للسهولة- إلى 14.968.55 كغم من العمل بالدقيقة الواحدة ليعبر بذلك عن وحدة “قوة الحصان”.

ومن هنا تم اعتماد الحصان كوحدة لقياس أداء المحركات بشكل عام، خصوصا التي تخصص لجر الأشياء، وتحولت إلى وحدة قياس معتمدة من قبل اتحاد مصنعي السيارات الدولي بعد قرنين من حساب جيمس واط لها.

وقد استنبطت هذه الوسيلة من المزارعين الذين استخدموا الحصان لنقل الحمولات والتجول في المناطق، وقد تم اختراعها في نهاية القرن الثامن عشر لقياس قوة محركات البخار التي كانت تستخدم وقتها.

وتقوم هذه الوحدة بقياس قدرة المحرك، فإذا كانت قدرة السيارة 100 حصانا ، فتكون قدرتها بالكليوواط 74.

يذكر أنه توجد عدة أنواع من الأحصنة، نذكر منها: وحدة الحصان الميكانيكية = 745.6999 واط، وحدة الحصان المترية = 735.49875 واط، وحدة الحصان الكهربائية = 746 واط، وحدة الحصان للغلايات= 9809.5 واط.

وفي ما يتعلق بكيفية قياس هذه القدرة، فتكون عبر جهاز يسمى دينامومتر، وهو جهاز يتم وصله بجزء معين من محرك السيارة.

واعلم أيها القارئ أن وحدة الأحصنة لا توازي قوة السيارة بالرغم من اعتبارها معيارا اساسيا في هذا الخصوص، اذ أن وزن السيارة يلعب دورا بارزا في معرفة أداء السيارة. ويذكر أن أكثر ما يؤثر على قوة المحرك هو القدرة على الدوران الذي يمثل النقطة الفاصلة بتحديد أداء المحرك.

لم يهتم وات كثيرا بدقة القياس، لكنه سلط الضوء فقط على التحسينات الهائلة في الإنتاجية التي تشجع المشترين لاقتناء أحد محركاته البخارية.

وحقا كانت محركاته أكثر قوة وموثوقية من الخيول. الأمر الذي دفع الناس إلى عدم التدقيق في صحة حساباته، ولا سيما أنه كان عبقريا وحظي باحترام أقرانه لدرجة أنه تم تسمية وحدة “وات” باسمه عام 1882 تقديرا لأعماله ومساعيه الرائدة.

مصطلحات باقية

يمكن أن تتغير طريقة استخدام الكلمة أو أن ينسى معناها إلى حد كبير بمرور الوقت، ولكن ما الذي يجعل المصطلح يصمد كل هذا الوقت؟

ولماذا تموت بعض الكلمات في حين تستمر أخرى مطبوعة في أذهان الناس منذ القدم إلى يومنا هذا كتعبير “قوة الحصان”.

يقول بعض علماء التسويق أن هذه هي الغاية المنشودة من اللغة فإذا علمنا تأثر الناس ببعض المصطلحات واهتمامهم بها وتشكيلها جزءا من تاريخهم عرفنا كيف نستخدم هذه الكلمات في التسويق ومن هذا الأمر بقي مصنعو السيارات يستخدمون وحدة الحصان لقياس قوة السيارة.

ميزات انخفاض القوة الحصانية للسيارة

تحظى السيارات عالية القدرة باهتمام كبير. إنها أنيقة ومكلفة، وممتعة في النظر إليها، ولها متعة خاصة في الركوب والقيادة. ولكن إذا ارتفعت القدرة الحصانية للسيارة لا بد وأن تكلفتها ستصبح أعلى بكثير مقارنة مع السيارات ذات القدرة الحصانية المنخفضة واستهلاك أعلى للوقود.

وبذلك تمتلك السيارة ذات الرقم الأعلى من حيث قوة الأحصنة قدرة وعزما أكبر من بقية السيارات.

تساعد القدرة الحصانية المتواضعة في الحفاظ على هذه المركبات الشهيرة بأسعار معقولة وفعالة وتوفير في استهلاك الوقود وآمنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى