Uncategorized

شاب عصامي أصبح أغنى أثرياء تركيا وصنع إمبراطورية اقتصادية عملاقة ..قصة نجاح عمر صبنجة

تعتبر عائلة “صبنجة” اليوم واحدة من أثرى العائلات التركية، وفقًا لما نشرته قائمة فوربس للمليارديرات عام 2016، بحيث تتراوح ثروتها بين 20 إلى 30 مليار دولار.

أسس كيان الأعمال الرئيسي للعائلة الشاب العصامي حاجي “عمر صبنجة”, في الثلاثينيات بعدما انتقل من موطنه قيصري إلى أضنة في أوائل العشرينيات من القرن الماضي ليؤسس شركتة الأولى المتخصصة في تسويق السيارات وتصدير القطن.

وبعيد تأسيس الجمهورية التركية والنهضة الصناعية، نجح رجل الأعمال حجي عمر صبنجة بتأسيس شركته الأولى بمدينة أضنة عام 1925.

وتمكن من بناء إمبراطورية عملاقة صارت إحدى كبرى التكتلات الاقتصادية العاملة في مجالات التمويل والصناعة والطاقة بجانب البيع بالتجزئة.

وتعتبر شركة حجي عمر صبنجة القابضة، المعروفة في تركيا باسم صبنجة القابضة (Sabancı Holding)، إحدى أكبر التكتلات الصناعية والمالية في تركيا.

وتركز الأنشطة الأساسية للشركة في الخدمات المالية والتأمين، والطاقة (توليد الكهرباء وتوزيعها)، وصناعة الإسمنت، وقطاعات البيع بالتجزئة، بالإضافة إلى الصناعة والإنتاج.

أسست الشركة عام 1925 على يد حجي عمر صبنجة بعد قدومه من مدينة قيصري وسط الأناضول واستقراره في مدينة أضنة جنوب تركيا، والذي ابتدأ أول أعماله التجارية من خلال تجارة القطن وصناعة الأقمشة والزيوت النباتية.

ومن ثم افتتح بنك “أك بنك” عام 1948، وتوسع بعد ذلك في مجالات صناعية وزراعية ومالية مختلفة جُمعت بعد وفاته تحت مظلة شركة حجي عمر صبنجة القابضة التي تأسست عام 1967، ومقرها إسطنبول.

وعلى الرغم من إدراج الشركة في بورصة إسطنبول (BIST) منذ عام 1997، إلا أن عائلة صبنجة ما زالت تمتلك حصة الأغلبية من أسهم الشركة، والبالغة قرابة 35.17% من إجمالي الأسهم.

كما يرأس مجلس إدارة الشركة السيدة جولار صبنجة، عضو العائلة من الجيل الثالث.

بداية الحكاية


بعد وفاة والده ولصعوبة ظروفهم المعيشية، بدأت رحلة كفاح رجل الأعمال العصامي ومؤسس إحدى أكبر الشركات التركية، حجي عمر صبنجة، المولود عام 1906 في طالاس الواقعة في مدينة قيصري وسط الأناضول، وذلك بعد سفرة سيراً على الأقدام من قيصري إلى أضنة جنوباً عام 1920، قاطعاً مسافة تصل لأكثر من 450 كيلومتراً.

وما أن وصل أضنة، حتى باشر في العمل في مزارع القطن هناك كعامل ومن ثم مُتعهداً لتشغيل العمال.

وبعد سنوات قليلة وبمبلغ مالي بسيط كان قد وفره، أنشأ شركته الأولى (نواة شركة صبنجة القابضة) وبدأ في تجارة القطن.

ليشارك لاحقاً في عام 1932 في مصنع لإنتاج الشراشف، ومن ثم في مصنع لصناعة الزيوت النباتية عام 1943، وليقوم بعدها بـ3 سنوات بشراء مصنعه الخاص المتخصص بإنتاج الزيوت النباتية.

واستغل حجي صبنجة النهضة الصناعية التي شهدتها تركيا في أعقاب تأسيس الجمهورية التركية الحديثة عام 1923، وبدأ في التوسع سريعاً في مختلف المجالات الصناعية والزراعية.

ولم تقتصر أعمال صبنجة على مجالات التجارة والصناعة وحسب، بل دخل في عام 1948 مجال الخدمات المالية والمصرفية بعد إنشائه بنك “أك بنك”.

وفي عام 1950، ونتاجاً لنجاحاته الكبيرة التي حققها في مختلف المجالات، أصبح حجي عمر صبنجة أغنى أغنياء تركيا.

وعلى إثر ذلك اشترى قصراً على مضيق البوسفور وانتقل مع عائلته المكونة من زوجته صديقة هانم وأبنائه الستة للعيش بمدينة إسطنبول منذ عام 1951.

وفي شهر فبراير/شباط من عام 1966، وفي الغرفة رقم 237 في فندق هيلتون إسطنبول، توفي رجل الأعمال العصامي حجي عمر صبنجة بسبب أمراض القلب والسكري، ودفن حسب وصيته بمدينة أضنة.

صبنجة القابضة

بعد وفاة المؤسس بعام واحد، قرر أبناؤه جمع شركاته ومصانعه التي أسسها تحت تكتل واحد أسموه شركة صبنجة القابضة التي تأسست في 17 أبريل/نيسان 1967 في مدينة إسطنبول، والتي وحتى يومنا الحالي تعد واحدة من كبرى المنظمات المالية والتجارية والصناعية في تركيا.

واعتباراً من عام 2020، تخدم صبنجة القابضة أكثر من 40 مليون عميل من خلال توظيف أكثر من 63 ألف موظف في 14 دولة.

ويترأس مجلس الإدارة جولار صبنجة، حفيدة حجي عمر صبنجة، فيما يشغل جينك ألبير منصب المدير التنفيذي في المجموعة.

وصلت مدخولات تكتل شركات صبنجة السنوية أكثر من 21.5 مليار ليرة تركية خلال العام المنصرم 2020، فيما بلغ صافي الأرباح نحو 4.76 مليار ليرة تركية لنفس الفترة.

وتضم الشركة القابضة تحت مظلتها ما مجموعه 12 شركة تعمل في مجالات البنوك والتمويل والتأمين، وإنتاج الطاقة وتوزيعها، والصناعة وإنتاج الباصات والمركبات التجارية، ومصانع إنتاج الإسمنت ومواد البناء الأخرى.

بالإضافة إلى البيع بالتجزئة من خلال الشراكة مع كارفور الفرنسية بجانب تيكنوسا المختصة بيع الأجهزة الإلكترونية.

صبنجة الخيرية
وإلى جانب الأعمال التجارية، أنشأت عائلة صبنجة مؤسسة حجي عمر صبنجة الخيرية في عام 1974، وذلك من أجل أداء واجبها الاجتماعي تجاه المجتمع التركي من خلال مشاركتها المنتظمة بالأنشطة الخيرية.

ومنذ إنشائها، أنشأت المؤسسة أكثر من 120 عملاً دائماً من خلال إنشاء المدارس والمساكن والمؤسسات الصحية والمرافق الرياضية والمراكز الثقافية والمرافق الاجتماعية في جميع أنحاء تركيا.

ومنذ عام 2007، قدمت مؤسسة حجي عمر صبنجة الخيرية الدعم المالي لما مجموعه 173 مشروعاً تخص المنظمات غير الحكومية في تركيا.

كما وقعوا مشاريع في مجال الثقافة والفنون مستمرة منذ 22 عاماً، فضلاً عن المنح الدراسية التي قدمتها المؤسسة لأكثر من 50 ألف طالب طوال سنواتها الـ46.

وتمنح المؤسسة أيضاً جوائز تقديرية منذ عام 1994 من أجل تشجيع الطلاب والمدرسين والفنانين والرياضيين الناجحين.

وإلى جانب المستشفيات والمدارس والمساجد، أنشأت المؤسسة عام 1999 جامعة صبنجة الخاصة الخيرية التي نجحت خلال فترة قصيرة في أن تكون واحدة من أفضل الجامعات على مستوى تركيا.

وتوسعت أعمال الشركة تدريجيًا وباتت مجموعتها من الأسرع نموًا في تركيا، إذ قادت مشاريع مختلفة في مجال الخدمات المصرفية والتأمين والطاقة والإسمنت والصناعة.

حيث تعمل المجموعة حاليًّا في 13 دولة وتسوق منتجاتها في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وآسيا وشمال إفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية.

ما يعني أنها ساهمت بشكل كبير في تنمية الاقتصاد التركي، ففي عام 2018، حققت إيرادات مبيعات مجمعة قدرها 88 مليار ليرة تركية وأرباح صافية بلغت 3.8 مليار ليرة تركية، كما تمثل الشركة العملاقة 12% من بورصة إسطنبول، ويعمل فيها 56 ألف شخص.

ومن أكثر الجوانب إثارة للاهتمام في تاريخ هذه الشركة هو رئاسة جولر صبنجة مجلس إدارة هذه الإمبراطورية العملاقة وهي أول امرأة تصل إلى هذا المنصب.

ورغم التشكيك بقدراتها، فإن أرباح الشركة نمت بمعدل 12% تحت إشرافها، كما احتلت المرتبة الثانية في مجلة “فاينانشال تايمز” كواحدة من أفضل 50 امرأة في عالم الأعمال لعام 2011، وتبع ذلك تربعها في المرتبة الـ93 في قائمة “فوربس” لأقوى نساء العالم.

المصدر: TRT عربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى