الأخبار

شاهد فيديو وصور لمجـ.ـزرة حي “التضامن”على يد قـ.ـوات النظام السوري بينهم ست نساء واطفال وشيوخ

في شهر نيسان (إبريل) من العام 2013، قام فـ.ـرع المنطقة التابع لشـ.ـعبة الاستخـ.ـبارات العسكرية، والمعروف أيضاً بالفـ.ـرع 227، بقـ.ـتل أكثر من 280 مدني اقتـ.ـيدوا إلى أحد أحـ.ـياء دمشق المعـ.ـزولة، وتم إعـ.ـدامـ.ـهم واحداً تلو الأخر في مقبـ.ـرة جمـ.ـاعية كانت قد أُعدت مسبقاً. وأثناء توثيقهم للمجـ.ـازر بتصـ.ـويرها، لم يتـ.ـوانَ الجنـ.ـاة عن أخذ لقـ.ـطات تذكـ.ـارية مـ.ـروّعـ.ـة.

لم يكن من المفترض أن يتم تداول هذه المقاطع، ولكنّ مصدراً مقرباً منهم قام بتـ.ـسريـ.ـب هذه الفـ.ـيديوهـ.ـات لنا. وعلى مدار عامين، قُمنا بالتحقّق من حمـ.ـلة القـ.ـتل تلك، حيث أجرينا تحليلاً لهذه المقاطع المصورة وعملنا على تحديد الموقع الجغرافي الذي وقعت فيه هذه المـ.ـجـ.ـازر، كما أننا استطعنا العثـ.ـور على مُطـ.ـلِق النـ.ـار الرئيسي على منصة فيسبوك

الفيديو الصـ.ـادم
في شهر حزيران (يونيو) من العام 2019، كان أور أونغر يَحضرُ مؤتمراً أكاديمياً في باريس، حول الاستخدامات العلمية للمواد البصرية وشهادات النـ.ـاجـ.ـين وشهـ.ـود العيان في حالات المجـ.ـازر الجمـ.ـاعية. خلال هذا المؤتمر كان أور يستعد لتقديم عرض حول آلية معالجة المواد الفيلمية المتعلقة بجـ.ـرائم الحـ.ـرب، وأثناء انتظاره لتقديم مداخلته، تلقّى اتصالاً هاتفياً من صديق سوري أراد لقاءه بشكل عاجل.

وفعلاً التقيا في ركن بعيد في أحد المقاهي الهادئة، أخرج الصديق السوري هاتفه وطلب من أور مشاهدة مقطع فيديو. كان مقطع الفيديو هذا، والمقاطع اللاحقة التي شاهدها مع مجموعة من الباحثين المخضرمين في أبحاث أعمال العنـ.ـف والابـ.ـادة الجـ.ـماعية، صـ.ـادمـ.ـاً بشدّة حتى بالنسبة لهم، إذ تتضمن هذه الفيديوهات عرضـ.ـاً لتنفيذ عنـ.ـاصر من المخـ.ـابرات العـ.ـسكـ.ـرية وقـ.ـوات الدفـ.ـاع الوطـ.ـني عملية إبـ.ـادة ممنهجة بحق مدنيين في حي التضامن الدمشقي في العام 2013 وبدايات 2014.

دليل لا يقبل الشك: المجـ.ـزرة
قام كل من أمجد يوسف ونجيب الحلبي، في 16 نيسان (أبريل) من العام 2013، بإعـ.ـدام 41 شخصاً عبر الإلقاء بهم في حفرة تم إعدادها مسبقاً لهذا الهدف في وسط أحد الشوارع «غير المأهولة» في حي التضامن،

وبعد الانتهاء من إطـ.ـلاق الـ.ـنـ.ـار على الضـ.ـحايا واحداً تلو الآخر، أضـ.ـرمَ الجـ.ـناة النار في جثـ.ـث ضـ.ـحاياهـ.ـم عبر إحـ.ـراق إطارات سيارات وُضـ.ـعت مُسبقاً في قعر الحفرة. أُنجزت المـ.ـجـ.ـزرة في يوم واحد، وقام الجـ.ـناة بتصوير تفاصيل المـ.ـذبحـ.ـة كاملة.

كان أمجد يوسف يرتدي زيـ.ـاً عسـ.ـكرياً أخضر اللون وقبعة صيد، مبدياً درجةً عاليةً من التركيز والهدوء والدقّة الخالية من المشاعر. وكان يُنفّذُ «عمله» هذا «بكفاءة» عالية مُنـ.ـجِزاً المهمة في غضون 25 دقيقة، فيما كان زميله نجيب الحلبي يرتدي زياً عسـ.ـكرياً رمادي اللون وتبدو على ملامحه علامات الارتياح. كان يدخن، بل ويتحدث أحياناً بشكلٍ مباشرٍ إلى عدسة الكاميرا.

كانت عملية إعـ.ـدام الضحـ.ـايا تتم بشكل روتيني تماماً، حيث يقوم أحد الجناة بإخراج الضـ.ـحية معصـ.ـوبة العينين من سيارة بيضاء صغيرة مخصصة للنقل الجماعي «سرفيس»، ثم يقـ.ـتاده إلى الحفرة الكبيرة المفروشة بالكامل بإطارات السيارات، ويلقي به في هذه الحفرة، ليقوم الآخر بإطـ.ـلاق النـ.ـار عليه من خلال بندقية حـ.ـربـ.ـية من طراز AK-47 وفي بعض الحالات بواسطة مسـ.ـدس.

نفَّذَ الجناة عمـ.ـليات الإعـ.ـدام هذه بأسـ.ـلوب إجـ.ـرائي اعتيادي دون أن يتبادلوا الحديث إلا فيما ندر. كانت صـ.ـرخاتهم وأوامرهم تتوجه للضحـ.ـايا: «قوم» «طلاع» «مشي» «اركض».

ولم يُبدِ القـ.ـتلة أي درجةٍ من درجات التعاطف مع الضـ.ـحـ.ـايا، بل نستطيع القول إننا نَلمَحُ درجةً من الاستمتاع وهم يقومون بذلك. خلال مجريات تصوير المجزرة، يتوجه نجيب إلى عدسة الكاميرا مخاطباً «رئيسه»: «لعيونك يا معلم ولعيون البدلة الزيتية اللي م تلبسها».

من الواضح أن الجـ.ـناة قد أعدّوا موقع الإعـ.ـدام هذا بشروط مثالية من أجل استخدامه المتكرر، ليس فقط لتنفيذ عـ.ـملـ.ـيات الإعـ.ـدام، بل وأيضاً من أجل إحـ.ـراق الجـ.ـثث وعدم ترك أي أثرٍ لها. كما يبدو أن مرتكبي المجزرة مرتاحون تماماً أثناء تنفيذ عملـ.ـهم في وضح النهار، مما يشير إلى أن موقع المجزرة يقع تحت سيطـ.ـرتهم الكاملة، حيث لا تبدو عليهم العجلة، وليسوا مُعرَّضين لأي تهـ.ـديد.

في سياق هذه المجـ.ـزرة، يقوم الجناة بإيهـ.ـام بعض الضـ.ـحايا بأنهم يمرون عبر منطقة معرضة لنيران القنّـ.ـاصة، فيـ.ـصرخ نجيب مخاطباً ضحيته: «قنّاص يا عـ.ـرص» دافعاً إياه نحو الحفرة ومُطـ.ـلِقاً النـ.ـار عليه بينما لا يزال في الهواء أثناء سقوطه.

فيما يبدي أمجد درجةً من نفاد الصبر لأن أحد الضـ.ـحايا لم يَمـ.ـت لا من الطلقة الأولى ولا من الثانية، وبعد الطلقة الثالثة يصرخ مخاطباً الضـ.ـحية «مـ.ـوت يا عرصـ.ـة، ما شبعت؟». تُشير نهاية الفيديو إلى انتهاء هذه المجزرة حيث يسأل أحد الجناة: «في غيرو؟»، ليَسودَ صمتٌ لا يقطـ.ـعه سوى أنينٌ خافتٌ صادرٌ عن كتلة الجـ.ـثث تحت أحـ.ـذية الجناة.

في فيديو آخر، يظهر أمجد يوسف وهو يقود الجرافة التي تحفر المقبرة الجـ.ـماعيـ.ـة بعمق ثلاثة أمتار. تم قصـ.ـف الشارع الذي وقعت فيه المجزرة في وقتٍ لاحق، ليبدو المشهد وكأنه دمارٌ شاملٌ جراء القصـ.ـف والتفـ.ـجير والاشتـ.ـباكات.

تظهر ثقـ.ـوب الرصـ.ـاص على الجدران، فيما تبدو الأجواءُ خلال الفيديو هادئة بدون أصوات للحـ.ـرب أو القصـ.ـف أو الاشتـ.ـباكـ.ـات؛ هدوءٌ لا تقطعه سوى أصـ.ـوات طلـ.ـقات النار التي تسـ.ـتهدف الضـ.ـحايا، بالإضافة إلى الدخان المتـ.ـصاعد من فوهات بنادق القتَـ.ـلَة.

يأخذ المصوّر وقـ.ـته في التقاط مَشَاهِده، حيث يركّز في أغلب الأحيان على المـ.ـقـ.ـبرة الجمـ.ـاعية، وعلى عملية إحضـ.ـار الضـ.ـحايا وإطـ.ـلاق النار عليهم واحداً تلو الأخر.

يُملَأُ القـ.ـبر بسرعة ويتحوّل إلى فوضى متـ.ـشابكة من الجـ.ـثث والملابس والدم وإطارات السيارات، وبعد بضعة دقائق تَصعُب مشاهدة اللقطات ويَصعُب وصفها بالقدر ذاته.

كانت أعينُ الضـ.ـحايا معصـ.ـوبة إمّا بشريط لاصق أو بغلاف بلاستيكي، كما أن أيديهم كانت مُقيَّدةً برباطٍ بلاستيكي يُستخدم عادة من أجل جمع وتثبيت الكابلات الكهربائية. تُستخدم هذه الأربطة في جميع أرجاء العالم كأصفادٍ بلاستيكية. يرتدي معظم الضـ.ـحايا ملابس غير رسمية: جينز وقمصان وبدلات رياضة ودشاديش، فيما يرتدي عددٌ آخرٌ منهم ملابس منزلية مما يدل على توقيفهم إما من منازلهم أو من نقاط التفتيش القريبة إليها.

كما أن الفقر المدقع يبدو على بعضهم، فيما البعض الآخر يبدو حسنَ الهندام. كما تُظهر الفيديوهات بأن هؤلاء الضـ.ـحايا لم يتعـ.ـرضوا لتـ.ـعذيـ.ـبٍ شديد، ولا وجود لعلامات هزال كالتي تظهر على المعتـ.ـقلين الذين يحتفظ بهم النظام في معسـ.ـكرات اعتـ.ـقالـ.ـه،

مما يشير إلى حداثة توقيفهم. لا يُبدي الضـ.ـحايا أية مقاومة تذكر، فهم يطيعون الأوامر بكل استسلام، يخرجون، يمشون ويقفون دون ينطقوا ببنت شفة. قُتـ.ـلَ الضـ.ـحايا جميعاً بإطـ.ـلاق النار عليهم، باستثناء رجل كبير في السنّ قتـ.ـله أمجد يوسف ذبـ.ـحـ.ـاً.

يُـ.ـقتَـ.ـلُ الضـ.ـحايا بصمت، مع قليل من التوسل والبـ.ـكاء والصياح. يحاول بعضهم المساومة أو التسوية، ولكن أياً منهم لم ينطق الشهادتين قبل مـ.ـوته. كان الجـ.ـناة يقومون بدفع البعض دفعاً، بينما يتم ركل الآخرين في الحفرة ليتم إطـ.ـلاق النـ.ـار عليهم بعد أن تستقر أجسادهم فوق جـ.ـثث من سبقوهم،

وفي بعض الحالات كان يتم إطـ.ـلاق النار على الضـ.ـحايا وهم في الهواء أثناء سقطتهم الأخيرة. أحد الضـ.ـحايا توسّلَ لأمجد قائلاً: «بحياة الإمام علي»، لكن أمجد لم يرحمه وقـ.ـذف به في الحفرة قائلاً «لعـ.ـنك الله يا إبن الشـ.ـ….ة». عجوزٌ يسير مترنحاً ليرتطم بالجدار، وتنزلق قدمه في الحفرة مطلقاً صرخة ألم مستنجداً بوالده: «يا باي»،

شابٌ يستطيع تحرير يديهِ من القيد أثناء سقـ.ـوطه؛ امتـ.ـدّت يده محـ.ـاولاً رفع العصابة عن عينيه قبل أن يرديه أمجد برصـ.ـاصة في الرأس. تتحرك بعض الأجساد في الحفرة وهي تـ.ـفظ أنفاسها الأخيرة، ولكن زملاء أمجد يوسف يمسـ.ـكون بنـ.ـادقهم «الكلاشنكوف» بيدٍ واحدةٍ، ويمطرون برصـ.ـاصهم الجـ.ـثث في الحفرة.

ست من الضـ.ـحايا النساء السبع اللواتي يظهرنَ في التسجيل كُنَّ يرتدين الحجاب والمعطف، اللذين يميزان النساء المسلمات التقليديات. هؤلاء النسوة كُنّ يقـ.ـتلن بوحـ.ـشية وعدائية لا يبديها القتـ.ـلة تجاه ضحـ.ـاياهـ.ـم من الرجال. بشكلٍ مفاجئ تصـ.ـرخ إحدى النساء صرخة استـ.ـغاثة،

ولكن نداءها لم يصل إلى أذني قاتـ.ـلها، بل أجابها قائلاً: «قومي ولك شر….ة»؛ يسـ.ـحبها من شعـ.ـرها ويلقي بها في الحفرة مُطلِقاً عليها النار. تصرخ امـ.ـرأتان صـ.ـرخة خوف وهلـ.ـع، ليقوم أمجد بركـ.ـلـ.ـهما نحو الحفرة وقتـ.ـلهمـ.ـا، فيما الأخريات واجهنَ مصـ.ـيرهنّ بكل صمت.

في فيديو آخر، تتحرك عدسة الكاميرا فوق أجساد مجموعة من الأطفال وسط غرفة مظلمة، يتحدث أمجد يوسف قائلاً بإيجاز: «أطفال كبار الممولين في ركن الدين، تضـ.ـحية لروح الشهيد نعيم يوسف».

بلغ عدد الضـ.ـحايا الإجمالي 288 ضـ.ـحية في مقاطع الفيديو الـ27 التي بحـ.ـوزتنا، معظـ.ـمهم من الشباب أو ممّن هم في منتصف العمر، بالإضافة إلى بعض الأطفال والنساء وكبار السن. وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من الضـ.ـحايا هم من السنّة (بما فيهم التركمان) 3

القـ.ـاتـ.ـل هو شاب، صف ضـ.ـابط في المخـ.ـابرات العسكـ.ـرية اسمه أمجد يوسف، يمكن التعرف عليه بسهولة بسبب ندبةٍ أفقية على حاجبه الأيسر. نظر إلى الكاميرا مباشرةً في فيديو المجـ.ـزرة، وكانت صورته واضحةً جداً. وبعد تصفح ملفه الشخصي على فيسبوك، الذي ضُبـ.ـطت منشوراته بحيث تكون متاحة للعموم، أرسلنا له طلب صداقة. كان بالتأكيد هو.

لقد تغير مظهره الجسدي قليلاً، إذ اكتسب جسـ.ـدُ مطـ.ـلق النـ.ـار النحيل ذي الزي العسـ.ـكري بنـ.ـيةً عضـ.ـلية. كان ملفّه الشخصي على فيسبوك يطابق تماماً نمط منتـ.ـهكي حقوق الإنسان السوريين، منشوراته كانت صوراً للأسد الأب والابن، لقطاتٍ لأصدقائه، مناظر خلّابة لقريته،

صور شخصية أثناء ممـ.ـارسته الرياضة في النادي، والأهم من ذلك كله، منشورٌ حزينٌ نعى فيه صديقه وزميله «نجيب الحلبي»، والذي كان من السهل التعرف عليه على أنه مطـ.ـلق النار الثاني. لقد غمرتنا البهجة إذ وجدنا «الشريكين» اللذَين بحـ.ـثنا عنهما لأشهر.

المخـ.ـابرات والشـ.ـبيحة: شبكة القتـ.ـل المتداخلة
تشير كلمة «مخـ.ـابرات» في العالم العربي عموماً إلى وكالات الاستـ.ـخـ.ـبارات أو الشـ.ـرطة السـ.ـرية. يكمن تحت مظلة هذه الكلمة الاصطلاحية مجموعةٌ من الممارسات التي تعبّر عن سلطات ومناطق سيطرة متداخلة جزئياً ومتنافسة غالباً،

تقوم أحياناً بالتجسس على بعضها والعمل ضد بعضها بينما تحافظ على الاستقرار الراهن للنظام. أسّس حافظ الأسد امبراطوريته المخـ.ـابراتية منذ السبعينات اعتماداً على أربع وكالاتٍ استخـ.ـباراتية: المخـ.ـابرات العامة أو أمن الدولة والأمن السياسي والأمن العسـ.ـكري والمخابرات الجوية، يتبع لهذه الأجهزة فروعٌ ازدادت قوتها بشكل ملحوظ بحيث بدأت تشكل في حد ذاتها فاعلاً مهماً مستقلاً نسبياً.

ما يميز الاستخبارات السورية عن مـ.ـثيلاتها حول العالم بشكل أساسي هو صـ.ـلاحياتها الواسعة لاستخدام العنـ.ـف ضد المواطنين السوريين. فالأجهزة السورية تستطيع التنـ.ـصت والتجسس على المواطنين،

كما بمقدورها تهـ.ـديدهـ.ـم وابتـ.ـزازهـ.ـم، وأيضا اعتقـ.ـالهم وسجـ.ـنهم غالباً دون مذكرة أو أي اعتبار لسلطة القانون. تتسم سجـ.ـون المخـ.ـابـ.ـرات السورية بالتـ.ـعـ.ـذيب الوحـ.ـشـ.ـي الممنهج واسع النطاق الذي ينفّذُه جلادون محترفون، ويمكن للمرء الادعاء أن السـ.ـجن والتعـ.ـذيب يُعـ.ـرِّفان النظام السوري.

والآن وبعد أن كشفنا دائرة المخـ.ـابرات، ماذا عن القـ.ـاتل الثـ.ـاني الذي كان يرتدي بزّةً عسـ.ـكريةً رمادية؟ كانت ذراع أمجد اليمنى في فيديو المجزرة هو نجيب الحلبي، والمعـ.ـروف أيضاً بلقب «أبو وليم». عرفناه إذ وجدناه وقد تمت الإشارة إليه في منشورٍ على فيسبوك في صفحة «شهداء التضامن».

نجيب ابنُ عائلةٍ درزية نازحة من الجولان، ولكنه ولد وترعرع في حي التضامن. وعلى عكس باقي سكان الحي الفقراء، كانت حالة نجيب المادية معقولةً وكان يدير ملهىً في منطقة باب شرقي قبل انـ.ـدلاع النزاع.

أنشأ في عام 2011 أول مجموعةٍ من الشـ.ـبيحة في التضامن، متخذاً لها مركزاً على خط الجـ.ـبهة بجوار جامع عثمان، الأمر الذي جعل منه بطلاً في نظر الموالين لنظام الأسد. خِبرتُه في حفر الأنفاق والخنادق كانت سبباً لاسـ.ـتدعـ.ـائه للإشراف وتقديم المشورة أثناء القيام بهذه الأعمال على الجبهة أو عند ارتـ.ـكاب المجـ.ـازر.

كان نجـ.ـيب في فيديوهات المجزرة يقف على حافّة القبر الجماعي، يدخن سيجارةً ويبتـ.ـسم للكاميرا صانعاً علامة النصر بيده. لم يكن يُظهِر أي ضيقٍ على الإطـ.ـلاق بينما يتم إعـ.ـدام جيـ.ـرانه الذين أمضى حياته بينهم، ويرمون في الحفرة. ما عـ.ـرفناه عن نجيب أنه كان متواضـ.ـعاً وذكياً، مستمعاً جيداً ومحـ.ـبوباً من الجميع. وكأنه لم يُظـ.ـهِر أبداً كـ.ـراهـ.ـيته وجـ.ـانبه المظلم لأحد.

«لا يمكنك توقّع أنه سيفعل ذلك. لقد صُدِمتُ عندما رأيت الفيديو» يقول أحد الأشخاص الذي كان يعرفه. مع هذا فقد كان لنجـ.ـيب أعـ.ـداء. مـ.ـات نجيب أثناء حفر نفق على الجبهة في العام 2015. ولا يزال سبب مـ.ـوته مثارَ جدلٍ حتى هذه اللحظة، فهناك من يعتقد أنه كان اغتـ.ـيـ.ـالاً دبّـ.ـره له خصـ.ـومه، وهناك من يلقي اللوم في موته على المعـ.ـارضة.

الفيديو

فيديو ثاني

https://www.youtube.com/watch?v=Tex8e2pFkxg

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى