ألمانيا

على أمل العبور إلى ألمانيا.. قصة عامر من دمشق حتى الحدود البيلاروسية مع بولندا

على أمل العبور إلى ألمانيا.. قصة عامر من دمشق حتى الحدود البيلاروسية مع بولندا

غادر الشاب السوري عامر (31 عاما) بلاده إلى بيلاروسيا، بعد أن أصبح عاجزا عن تغطية نفقاته، وعلى أمل تكرار تجربة صديقه محمود في الهجرة إلى ألمانيا عبر بولندا،

لكن حظا عاثرا جعله يصطدم بقوات حرس الحدود التي اعتدت عليه وعلى رفاقه، ليضطروا إلى العودة سيرا على الأقدام إلى مينسك، حيث يمكث عامر حاليا داخل قبو في إحدى ضواحيها، في انتظار مكالمة من أحد مهربي البشر لمساعدته في عبور الحدود.

يقبع الشاب السوري عامر (31 عاما) منذ أيام، في أحد الأقبية بضواحي مدينة مينسك العاصمة البيلاروسية، بانتظار مكالمة من مهرب للبشر، لينقله إلى ألمانيا عبر بولندا أو عبر روسيا إلى فنلندا.

السلك الشائك

تعد قصة عامر، المدرس السابق في سوريا، واحدة من آلاف قصص المهاجرين السوريين والأفغان واللبنانيين والعراقيين المكدسين في المنطقة الحدودية بين بيلاروسيا وبولندا، والمحاصرين جراء الأزمة بين مينسك والاتحاد الأوروبي.

وعلى عكس صديقه محمود، الذي وصل بالفعل إلى ألمانيا، لم يتمكن عامر من عبور الحدود حتى الآن، وها هو ينتظر حاليا في مكان غير محدد بضواحي مينسك، وليس لديه أدنى فكرة عما ينتظره على الجانب الآخر من السلك الشائك، إذا تمكن من عبوره، لكنه متأكد من أنه لا ينوي العودة إلى سوريا.

هرب من سوريا فأصبح محاصرا في بيلاروسيا

هجرة عامر بدأت في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعدما تسلَّح بالشجاعة، وسار على خطى أحد معارفه، الذي نصحه بالسفر إلى مينسك، ثم الذهاب من هناك إلى ألمانيا.

وكانت نفقات عامر في سوريا تجاوزت قدرته على تغطيتها منذ فترة، فتدني راتبه الذي انخفض بشكل متزايد يعرضه للمجاعة، بسبب استمرار هبوط الليرة السورية إلى مستويات متدنية مقابل الدولار، وأصبحت حياته غير مستقرة في بلاده بسبب الحرب والجائحة.

“لقد أردت الهروب من الفخ في سوريا، لكني الآن سقطت في فخ آخر”، قال عامر عبر الهاتف من مينسك.
3500 دولار جمعها الشاب السوري بمساعدة عائلته ودفعها، مقابل رحلة نظمتها “وكالة سفر” كجزء من حزمة تضمنت تأشيرة دخول إلى بيلاروسيا، وتذكرة طيران ذهابا وإيابا، وبضع ليالٍ في فندق في مينسك.

وهرب عامر من سوريا في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، حيث حمل حقيبته وآخر مدخراته، وقدرها 1000 دولار، وهاتف خلوي وبعض المأكولات،

وعندما سئل إلى أين ستسافر أثناء فحص المسؤولين جواز سفره في دمشق، قال الحقيقة: “أنا ذاهب إلى ألمانيا”، وهنا رد عليه الشرطي السوري، بحسب ما ورد، “أنت محظوظ”.

وقال عامر، الذي تم استقباله بشكل مختلف عندما وصل إلى مطار مينسك، على متن طائرة كانت تقل بالكامل عائلات وكثير من الشباب، “هبطنا الساعة السابعة ليلا، وغادرنا المطار في صباح اليوم التالي”.

ولا يزال يتذكر كيف عاملتهم الشرطة، وأوضح “كان هناك سوريون ولبنانيون وعراقيون وأفغان، لقد نقلونا من جانب إلى آخر مثل قطيع الغنم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى