قصص

قصة شاب من عائلة مثقفه كاملة

أنا شاب من عائلة مثقفة.. الأب مدير تربوي و الأم طبيبة و الأخت الكبرى محامية و أنا و الأخ الصغير طالب بالمدرسة العليا للفنون..
أبلغ من العمر 30 سنة.. إسمي.. رامز.. عشت حياتي مع عائلتي الكريمة حياة مبنية على الأخلاق الحميدة و الطموح الكبير..

جميع أفراد أهلي من بعيد و قريب.. و جميع الجيران و الأصدقاء.. يحترمونني و يشهدون لي بحسن الفعل و الخلق..
درست علوم الإجتماع و إتسطعت بفضل الله و والدي أكرمهما الله ان أتحصل على الدكتوراه و أنا اليوم دكتور بالكلية.. تعرفت على فتاة من الجامعة و هي أستاذة.. كانت العلاقة في أولها مبنية على التعاون التربوي و بعض المناقشات فقط لكن مع مرور الوقت تطورت العلاقة.. و تعرفت أكثر عليها و علمت أنها من أسرة محافظة و محترمة..

أحببت هذه الفتاة و أحبتني هي أكثر .. إسمها.. أماني.. تبلغ من العمر 26 سنة..
قصيرة القامة.. حسناء.. سمراء البشرة و محجبة..
أنعم الله علي أني تزوجت هذه الإنسانة الرائعة التي أحببتها بشدة و من كل قلبي.. كانت أيامي جميلة جدا معها.. و أحبها جميع أفراد أسرتي.. بعد ذلك حولنا إلى منزلنا الجديد أنا و هي كانت في وقتها حاملا في الشهر السادس ..

… ورزقنا بعدها بأجمل طفل كنا متعلقين به وحياتنا أجمل ما يكون..
.. لدرجة أني لا أظن أننا نمنا يوما متخاصمين ..
كانت أحيانا والدتي من تعتني بإبننا في وقت عملنا و أحيانا أمها هي..مرت الأيام …

كان لزوجتي صديقة تقطن بجانبنا.. وهي ايضاً بنت خالها ، كانت زوجتي تحبها حبآ جمآ وتعتبرها أكثر من أختها وكانت هي الأخرى متزوجة و لديها بنت حلوة صغيرة.. و دائما كانت تزورها في بيتنا للإجتماع كل نهاية أسبوع مرة عند زوجتي ومرة عندها ..أما زوجها لطالما سألت زوجتي عنه لماذا لم أره أبدا معها.. أخبرتني وقتها أنهما في خصام شديد.. و أن زوجها يريد الزواج عليها.. و هي لم تتقبل الأمر بتاتا..

… بعد مدة شهر كامل سمعت من زوجتي أن صديقتها و بنت خالها هذه تطلقت …إسمها…. حنين… في مثل عمر زوجتي تقريبا… طويلة القامة.. و يا لجمالها……!!!

ذات شعر بني طويل ..أملس كالحرير.. و بيضاء البشرة.. و ذات عينين كبيرتين و جذابتين..و ممتلئة الجسم قليلا.. عاشت زوجتي في حزن كبير كأنها هي التي تطلقت…و كما أنها أشفقت كثيرا عليها ..و على حالها هذه الأيام.. الوحدة و ابنتها و عملها….!! أحيانا تبكي عليها …
واذا أردت مواستها بكلمتين.. بأن الطلاق و الزواج.. سنن الله للخلق ..حزنت بشدة و قالت بإنفعال : كيف يطلقها ؟!
كيف إستطاع تركها وحيدة..!!
ما ذنب إبنتها الصغيرة ؟!

… كما تتكلم عن أخلاقها .. وتعاملها .. وجمالها …
لم أرى قط.. إمرأة في حياتي تحب صديقتها إلى هذه الدرجة…!!! … كنت أراها من فرط حبها لها ..أنها تبصرها مثل الملاك ، وانشغلت زوجتي بموضوعها جداً ..مما أزعجني قليلا لأن زوجتي تعبانة في هذه الأيام وفي شهورها الأخيرة لحملها الثاني.. كانت دائما تحاول مساعدتها بشتى الطرق وتعزمها تارة في منزلنا و تارة أخرى في مطعم ترفه عنها لكي تستعيد عزيمتها و تعدّل من نفسيتها…و تنطلق في الحياة مرة أخرى بكل ثقة..

…. وكثرت زيارتها عندنا في البيت … !!!!!!! ..صارت تزورنا بشكل شبه يومي.. نادرا ما يمر يوم لا تزورنا فيه …
… وصار كلام زوجتي معي كله عنها …و صارت حنين في قلب جميع أحاديثنا و مواضيعنا..

… ومع مرور الوقت وكثرة كلام زوجتي أماني عنها بدأت أفكر فيها أحياناً..!!!!
… صحيح في البداية أني كنت غير مهتم لها…و كنت أضجر منها و من كلام زوجتي الكثير عنها.. لحد أني أعتقدت انها أصبحت فردا من عائلتنا و دخيلا حديثا.. لكن..!!!!!!

بعد ذلك صرت أسمعها بإهتمام و أستمتع جدآ بمديحها لها.. لو يوم ما تكلمت عنها..صرت أنا أحاول صنع الكلام و أختلق الأعذار.. حتى أجعلها تتكلم عنها ..فهي تعرفها جد المعرفة.. “معرفة سنين طويلة” و “صداقة عمر”..

… و صار لدي فضول عظيم أني أراها بالعين الخيالية و السحرية من وصف زوجتي الرائع و الجذاب عنها من كلامها … و بدأت أحيانا أمعن النظر في جمالها الوهاج و ضحكتها اللبقة أثناء زيارتها لنا و حديثها مع أماني زوجتي

… بعد فترة ولدت زوجتي و رزقنا بطفلنا الثاني الذي كان فرحة جديدة في حياتنا .. وجلست فترة النفاس عند أهلها ….

بعد أسبوعين تقريباً من ولادة زوجتي كنت جالس في البيت وحدي طبعاً بما إن زوجتي عند أهلها … وأحضر في بحوث تابعة للجامعة و الدروس المطلوبة مني.. سمعت جرس الباب … !!! ذهبت لفتح الباب .. أبصرت أمامي.. منظرآ غير عاديآ بالمرة..!!!! إنها…….. ” حنين “…….!!!!!!

شعرها الطويل مسروب على كتفيها .. وفي كامل أناقتها ومكياجها وعطرها الذي شق أنفى حتى وصل قعر عقلي … لما رأتني.. كأنها اتفاجأت وتراجعت وعدلت طرحتها … وسألت عن زوجتي … قلت لها انها عند أهلها هذي الفترة … قالت : أووووه…!! آسفة جدآ… لقد نسيت …. و آنطلقت راجعة لأدراجها بخطوات سريعة … دخلت إلى البيت وأنا محتار في أمر صديقة زوجتي ؟! …..

مسكت هاتفي النقال لاتصل بزوجتي لأخبرها عن الذي صار وأسألها إن كانت متفقة معها لزيارتها …. و قبل اتصالي بلحظات .. رن هاتفي وكان المتصل رقم غريب !

رددت مستغربآ..!! وسمعت صوت بنت…بنت مألوفة.. قالت لي : آسفة عالإزعاج..يا أستاذ رامز.. لكن لو سمحت لا تخبر زوجتك أماني إني جئت لبيتها … أخاف أن تفهمني بالغلط ..!! لقد نسيت تماما انها عند أهلها …!!! لإني لطالما تعودت على مجيئي عندها هنا في بيتها وإختلطت علي الأمور … !!!

بدأت الوساوس تركبني..!! و التفكير بها لا يبرح عقلي…!! وعدتها بأنني لن أقول لزوجتي شيئا مما حدث .. بدا بالي ينشغل بها …و أفرطت في ذلك.. بدون وعي…

بعد إنقضاء مدة نفاس زوجتي عادت للبيت.. و فرحت بها و بإبننا الجديد كثيرآ.. زارني أبي و أمي و أخي و أختي الكبيرة و زوجها.. و حضرت أمي العشاء تلك الليلة.. تحت أجواء من الفرح و الغبطة.. بالمولود الجديد ..لا سيما والدي الذي لم يترك اي أحد منا يلمسه..!! ضحكنا كثيرا و إستمتعنا بأغنية أمي لإبني الجديد.. كانت ليلة رائعة.. حتى حصل شيء غريب.. ساد فيه سكون جميع العائلة.. في هذا الوقت المتأخر..!!!!!!
هل تريدون معرفة ما حصل.. ؟؟….

بعد السعادة الكبيرة التي غمرتني تلك الليلة مع أفراد عائلتي و زوجتي أماني حتى حصل أمر غريب أفزعنا كما إستغربنا حدوثه !!!!
لقد دق الباب في لحظات متأخرة من الليل و سألت نفسي من يمكن أن يزورنا في مثل هذا الوقت ؟؟

إنطلقت نحو الباب و فتحته و تفاجأت بحنين هي الطارقة!! لكن !!! كانت في حالة هيستيرية مفجعة و الدموع على خديها دخلت تترجاني ان أخذها إلى زوجتي التي فجعت لحالها فور رؤيتها لها تواسيها و تحاول فهم الموضوع و أفراد عائلتي يلاحظونها في إستغراب !!

عرفت بعدها أن زوجها السابق تهجم عليها في بيتها و هو في حالة سكر يرثى لها و تشاجرت معه و خرج كل جيرانها لمساعدتها و قررت ان تأتي هنا فهي خائفة من رجوعه حتى الصباح لتبلغ الشرطة عن ما حصل

تلك الليلة غادر بقية أهلي عائدين إلى منزلهم و لا أنسى قول أبي خارجا بعد معرفة قصة هذه الفتاة مني حين أخبرني أن أتحاشى مثل هذه العلاقات و ان اقطعها و الا قطعت عائلتي و دمرت حياتي !!

لكن لم آبه لكلامه و أخبرته أنها مجرد إمرأة قريبة زوجتي نساعدها لا أكثر
في الصباح بعد الإستيقاظ قررت زوجتي الذهاب معها لتبليغ الشرطة و الوقوف معها لكنها أبت ذلك و سمعتها و هي تقول لها أنك مريضة و مازلت في حالة نفاس و لا يمكن أن أتعبك معي لكن زوجتي من كثر حبها لها قررت الذهاب معها بشدة لكن هي الأخرى أصرت على أن مراكز الشرطة ليست جيدة لها و ان لابد لها من الراحة فقط إقتنعت زوجتي ووتركت إبنتها عند أماني.

ثم ذهبت بعد عودتها أخبرتنا أنها بلغتهم و تم القبض على زوجها و إحضاره للمركز لكنهم حاولوا معهما أن يحلا الموضوع هنا فقط و لا داعي لتسجيل محضر قضائي كذلك أن يتعهد زوجها السابق في ورقة بأن لا يعيدها مرة أخرى و يمضي عليها في حين ان اعادها مرة اخرى فقد حكم على نفسه بالسجن المضمون

بقت زوجتي تواسيها و تطمئن قلبها و قد طلبت من زوجتي ان تبقى عنها يومين او اكثر حتى تهدأ الأمور فهي خائفة من عودته فهو رجل شرير و متغطرس و يمكن ان يتمكر فيها

إستقبلتها زوجتي بكل حب حتى انها قبلتها دون مشورتي مرت الأيام و حنين في بيتها هي و إبنتها و بدأ إقترابي بها يزيد و محادثاتي معها تكثر
متالم أعي نفسي أبدا حتى غصت في دباديب حسنها و جمالها الجذاب

أصبحت أبحث عن حجج للتكلم معها كلما عدت للمنزل و بت إهوى ضحكاتها و كلامها العذب معي
كما أنها تعد طعاما شهيا و تحضره بنفسها لي و تعامل إبني بأجمل الأخلاق . وبعدها ضعفت امامها ودخلت غرفتى لتغير ملابسى دخلت واراى وبعدها حصلت الصاعقه

قبل دقائق من حصول الكارثة…!!!
جاءت الصاعقة على رأسي ووراسها.. دخلت زوجتي أماني علينا في غرفتنا.. و أنا أحاول صد حنين عني بكل ضعف..
نظرت إلينا بدهشة عجيبة ثم أغمي عليها على الفور..و سقطت مترنحة في مكانها..

نقلت الى المستشفى و أمضت في غيبوبتها يومين متاتليين.. و أنا معها خائف و محتار في هول ما اقترفت يداي و نفسي.. بعدما اوصلت الاولاد لامي..
علم اهلها و قدموا لزيارتها و كذبت في انها سقطت وحدها و من ثم اغمي عليها..
عدت للبيت للبحث عن الحنين التي لم تأتي للمستشفى بتاتا..فلم أجدها أبدا و حتى أمتعتها و كل ألبستها غير موجودة.. لقد رحلت..
ذهبت لأستخبر عنها.. فعرفت عدت امور صعقتني.. منها زوجها الذي سافر الى الخارج فور طلاقه و ان تلك الحادثة التي قالت فيها انه تهجم عليها و انها ذهبت و تعهد لها في مركز الشرطة.. كلها اكاذيب ..لتتسنى لها فرصة العيش معنا..

صعقت لكل ما عرفت و ندمت كثيرا لضعفي و كيف اني لم اخبر زوجتي عن كل ما حصل منها من اول يوم لما حصل ما حصل..
لكن ما طمأنني أني لم أخطأ الخطأ الكبير معها..
ماذا سأقول الآن لزوجتي.. ؟؟
هل ستسامحني.. لقد ضعفت و لقد خدعتنا كلانا..
فانا احب زوجتي كثيرا و احب اولادي …

بعد مدة استفاقت زوجتي و دخلت في حالة كآبة حادة.. و لم تصدق ما حصل لها.. و ما بدر من صديقة عمرها و من زوجها الخائن..
عرفت فيما بعد ان حنين قد حملت ابنتها و هربت ولا نعرف الى اي وجهة.. اما انا فقد طردتني من اول محادثة بالرغم من جميع محاولاتي باني خدعت..
بعد شهر استعادت اماني قليلا من عافيتها و عادت للبيت و في اول زيارة لها طلبت مني الطلاق..

أخبرتها بشدة ان اولادنا ستدمر حياتهم و اني ندمت و اني ضحية لكنها لم تأبه لي..
طلقت إماني و عدت الى بيت والدي.. خاليا كما كنت.. حتى حضانة الاولاد خسرتها.. و اصبحت وحيدآ دون عائلة..
عائلتي التي كنت احبها و كنت سعيدا معها.. دمرتها بضعفي و جهلي.. و ها انا وحيد ادخن السجائر بقوة و احيانا اغيب عن عملي و اصبحت في وسط كآبة حادة لما اقترفت نفسي..

بعد عام كآمل..
في احد الايام بينما كنت في غرفتي طرق الباب و سمعت صوت اماني و ابنائي.. فطفيت السجارة و اطلقت باقصى السرعة حتى اني توهمت قدومهم.. لكنها حقيقة.. اماني زوجتي و ابني في بيت اهلي.. احترنا جميعا في زيارتها لنا.. اما انا فقد اشتقت بشدة لولدي و نزلت لهم احظنهم و اقبلهم من اعماق قلبي مع دموعي المنهمرة ..

ثم اخبرتني أماني انها تريدني في موضوع مهم ..
استغربت من كلامها و جلسنا معا بعض في صالون بيتنا وعلمت من كلامها ان حنين قد زارتها وانها خسرت ابنتها اثر مرض خطير حل بها و أنها أصيبت كذلك بالعدوى و أنها على مقربة من نفس المصير.. جاءتها نادمة و متحسرة.. طالبة السماح و الخلاص فقد فعلت بصديقتها شر الافعال..

اماني زوجتي طيبة و قلبها حنون سامحتها على الفور.. كما انها اخبرتها انها هي من دبرت و خططت لكل شيء و ان زوجك يحبها و انه لم يخدعها ابدا و قالت لها بان تتراجع عن طلاقها و ان لا تضيع زوجها و عائلتها ..

فرحت كثيرا لقرار اماني الجديد و تزوجنا..
و عدت لعائلتي مما افرح الجميع.. لكن بدرس لن انساه طول عمري.. لقد عرفت قيمة زوجتي و قيمة عائلتي وان الخيانة طريقها غادر …و نهايتها مأساوية.. وان حضن اولادي و زوجتي اغنى من اي شئ النهاية……..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى