الأخبار

ماذا تعرف عن معركـ.ـة جناق قلعة التي يخلدها أردوغان بافتتاح أطول جسر في العالم.؟

وافق اليوم الذكرى السابعة بعد المئة لمعركة جناق قلعة التي انتصرت فيها الدولة العثمانية على القوات المتحالفة في الحـ.ـرب العالمية الاولى.

وفي هذه الذكرى تقيم تركيا الاحتفالات بالتنسيق بين الولاية وزارة الثقافة والسياحة، في ميدان الجمهورية بولاية جناق قلعة غربي البلاد.

وفي كلمته خلال الاحتفال قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن نصر معركة جناق قلعة قبل 107 أعوام، نصر للشعوب المظلومة بقدر ما هو نصر لتركيا ولشعبها، مشيرا إلى استشهاد جنود من حلب وسراييفو والقدس وأنقرة في ذات الخندق.

وأضاف أردوغان أنه بالنظر إلى شواهد المقابر في جناق قلعة يمكن التأكد من أن النصر المجيد في جناق قلعة هو نصر لكافة المظلومين، بقدر ما هو نصر لتركيا ولشعبها.

وأوضح أن جناق قلعة أرض ارتقى فيها شهداء من سراييفو (عاصمة البوسنة) ومن غُمولجينا (باليونان الآن)، ومن باطومي (جورجيا)، ومن حلب (السورية)، وسكوبيه (عاصمة مقدونيا)، ومن باكو (عاصمة أذربيجان) ومن غزة والقدس (الفلسطينيتين)، ويرقدون جنبا إلى جنب في هذه الأرض المقدسة مع شهداء من إسطنبول وأنقرة وجوروم ويوزغات وغازي عنتاب وماردين وأدرنة (التركية) منذ 107 أعوام.

وشدد الرئيس التركي أن معارك جناق قلعة ملحمة بطولة عظيمة للشعب التركي، مضيفا “أنها ملحمة بطولة عظيمة لأمتنا”.

وفي نهاية كلمته افتتح أردوغان جسر جناق قلعة 1915 الأطول في العالم حيث يبلغ طوله 3 آلاف و860 مترا، في حين يبلغ طول المسافة ما بين البرجين (الأعمدة) 2023 مترا، وتضم 6 مسارب (3 للذهاب و3 للإياب).

وكان من المقرر أن تفتتح الحكومة الجسر في 26 شباط/فبراير ليكون متاحا لخدمة الشعب بأسرع وقت، لكنها قررت تأجيل الافتتاح إلى 18 مارس/آذار، مشيرا إلى أن قرار التأجيل جاء بناء على رغبة المواطنين.

فقد عبر وزير النقل والبنية التحتية التركي عادل قره إسماعيل أوغلو، أواخر الشهر الماضي من قارة آسيا إلى القارة الأوروبية مشيا على قدميه، عبر جسر “جناق قلعة 1915”.

وأوضح أوغلو عقب مشيه بين القارتين لنحو 70 دقيقة، أن الجسر الجديد سوف يختصر المسافة بين طرفي “مضيق جناق قلعة” (شمال غرب) إلى 6 دقائق فقط، لافتا إلى أن العبور من المضيق باستخدام العبارة كان يستغرق في الأحوال العادية 60 دقيقة، وربما يستغرق عدة ساعات عندما يكون هناك ازدحام.

وأشار الوزير إلى أن الجسر يبلغ ارتفاعه 318 مترا ويرمز إلى تاريخ 18 مارس/آذار 1915 (يوم الانتصار في معركة جناق قلعة).

وفي وقت سابق قال الرئيس أردوغان إن تركيا ستفتتح الجسر قبل 18 مارس/آذار المقبل، الذي يصادف ذكرى النصر في معركة جناق قلعة البحرية.

وأشار إلى أن طول الجسر الضخم يبلغ 4 آلاف و200 متر، لافتا إلى ان القطاع الخاص هو من أنجزه وسيتولى تشغيله لمدة 12 عاما ومن ثم سيتم نقل ملكيته إلى الدولة والشعب التركي.

معركة جناق قلعة وسيد علي

وقبل حوالي قرن من الزمان شن أسطول التحالف هجوما كثيفا على مضيق جناق قلعة، وأمطره بوابل من القذائف التي قتلت وحطمت الكثير ولكنها أخطأت “سيد علي”.

وسيد علي هو الجندي المسؤول عن المدفعية في معقل “روملي” في شبه جزيرة “غاليبولي” الذي أصابه وابل القص ـ.ـ ف فتكسرت الرافعة التي تحمل القذائف، فما كان من الجندي سيد علي إلا أن حمل قذيفة بوزن 215 كيلوغراما على ظهره ووضعها في فوهة المدفع لتتسبب أولا في وقوع ومن ثم غرق سفينة فرنسية من أسطول التحالف الذي كان يرمي إبان الحرب العالمية الأولى إلى عبور مضيق جناق قلعة واحتلال شبه جزيرة غاليبولي ومن ثم احتلال العاصمة إسطنبول.

وسيد علي ليس إلا واحدا من أبطال معركة جناق قلعة التي تقف تركيا اليوم وقفة صمت تحية لأرواح الشهداء الذين سقطوا في يوم 18 آذار/ مارس من عام 1915 الذي سقط فيه أكبر عدد من الشهداء.

لم يكن للدولة العثمانية فعل شيء إلا خوض هذه المعركة أمام الاتفاقيات التي عقدتها الدول الكبرى المتحالفة ( إنكلترا وفرنسا) التي تنوي الاستيلاء على إسطنبول، فاتحةً بذلك الطريق أمام روسيا لإمدادها بالمساعدات العسكرية والغذائية في حربها ضد ألمانيا، حيث كانت روسيا بالكاد تنتج ثلث حاجتها من المعدات العسكرية، بالإضافة إلى المعاناة التي كانت تعيشها روسيا جراء قطع علاقاتها التجارية مع العالم.

ويمكن القول إن الاستيلاء على المضائق بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود وإيقاع مدينة إسطنبول تحت السيطرة كان له منافع تجارية وعسكرية لدول التحالف إنكلترا وفرنسا.

وطلبت ألمانيا من تركيا الدخول إلى المعركة إلا أن أنور باشا لم يرغب دخول المعركة فعليا لعدم اكتمال الاستعدادات في الحاميات العسكرية في جناق قلعة. وحسم الأمر بدخول سفن الأسطول الحربي الإنكليزي التي دخلت البحر الأبيض المتوسط.

وأعلن بدء الحرب في 1914 بقصف سفن الأسطول العثماني المرافئ الروسية في البحر الأسود التي كانت تجهز فيالقا لاحتلال المضيق.

وكان ونستون تشرشل يرى أن جناق قلعة ستكون لقمة سائغة بعد الضعف الذي أصاب الدفاع الأتراك عقب حرب البلقان.

ودخلت فرق أسترالية ونيوزلاندية مجهزة كامل التجهيز المعركة، حيث كانت وحداتها المقاتلة تنتظر في مصر وخاضت هذه القوات الحـ.ـرب بدل الفيالق الروسية التي قاتلت في معارك أخرى.

وحاك القدر الظروف لتبدأ معركة جناق قلعة بشنّ أسطول مؤلف من سفن إنكليزية وفرنسية هجوما واسعا بلغ ذروته في 18 آذار 1915، إلا أنّ هذا الهجوم باء بالفشل ليعدل أسطول التحالف عن الهجوم البحري ويستبدله بالهجوم البري والاستيلاء على المواقع الدفاعية الساحلية. فدخلت القوات الإنكليزية والفرنسية لتتمركز في 5 مناطق جنوب شبه جزيرة غاليبولي في 25 نيسان/ أبريل من نفس العام واستطاعوا في البداية إحراز تقدم سرعان ما قابلته إرادة الجنود العثمانيين مجبرةٌ إياهم على التراجع لتفشل مخطط استيلاءهم على غاليبولي، على الرغم من وصول قوات للإمداد.

وقام مصطفى كمال أتاتورك الذي شارك في هذه الحرب كنقيب بإجبار الفرقة الإضافية التي أرسلت دعما للقوات الإنكليزية على التراجع إلى خط الصفر على البحر كما صد في اليوم التالي هجوم وحدات الأنزاك الأسترالية والنيوزلاندية.

وخرجت القوات الأجنبية جميعها من شبه جزيرة غاليبولي في كانون الثاني من عام 1915.

وسقط في أرض هذه المعركة 56 ألف شهيد في حين لاقي 21 ألف مصرعهم في المستشفيات وفقد 11 ألف جندي وجرح 97 ألف جندي و64 ألف بقي مريض خارج الحـ.ـرب أي ما مجموعه 250 ألف من الأتراك، في حين سقط 252 ألف قتيلا من القوات المتحالفة.

وتذكر الإحصائيات أن عدد من المؤسسات التعليمية في ذلك الوقت لم تخرج طلابا لأنهم استشهدوا جميعا في المعركة.

كما تنبؤنا شواهد القبور هنالك في جناق قلعة أن فلسطينيين وسوريين وشبان من الشرق الأوسط ودول البلقان يرقدون اليوم بسلام بين شهداء جناق قلعة.

أما عن سيد علي فقد طلبوا منه بعد انتهاء المعركة حمل القذيفة التي يتجاوز وزنها الـ200 كيلو غراما من أجل تصويره فلم يستطع حملها، وصنعت من أجل الصورة قذيفة خشبية. وقال علي سيد: “لو حصلت معركة أخرى لحملتها.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى