أماكن سياحيةالأخبارالسياحة

“كأني أكلت ” .. قصة اغرب اسم جامع ( مسجد ) في تركيا

تعد قصة مسجد كأني أكلت (صانكي يدم – Yedim sanki) من أغرب وأطرف القصص وأكثرها عبرة، إذ يحكى عن شخص ورع كان يعيش في منطقة الفاتح في مدينة إسطنبول، واسمه خير الدين كججي أفندي (Kheireddine Kajji Effendi)،

حيث كان هذا الشخص كلما مشى في السوق وتاقت نفسه إلى شراء لحم أو حلوى أو فاكه كان يقول في نفسه: (صانكي يدم – Yedim sanki) أي بالعربية كأني أكلت، وبدل شراء ما اشتهت نفسه يضع النقود في صندوق يحتفظ فيه.

ومضت الشهور والسنوات وهو يمنع نفسه من لذائذ الأكل، ويكتفي بما يعينه على مواصلة الحياة بالنزر اليسير، وبالطبع كانت النقود تزداد في صندوقه مع مرور السنين،

إلى أن وفر مبلغاً استطاع به أن يبني جامعاً في محلته الصغيرة، ولما كان أهل محلته يعرفون قصة هذا الشخص الورع وكيف استطاع توفير المال وبناء الجامع، فقد أطلقوا على الجامع اسم جامع كأني أكلت (صانكي يدم – Yedim sanki) ليصبح أغرب اسم مسجد في مدينة إسطنبول وربما في العالم أجمع.

اين يقع مسجد كأني أكلت ؟

إذا تسنت لك زيارة مدينة إسطنبول، وقصدت زقاق (كرباجي نام) وبالتركية (kirbaci nam sok) في منطقة الفاتح (fatih)، فسوف ترى هناك بين البيوت القديمة “مسجد كأني أكلت” شاهداً على إخلاص وزهد عميقين لرجل فقير، ابتعد عن ملذات الحياة ورغد العيش من أجل أن يبني جامعاً يبقى أثراً في الحياة الدنيوية، وأجراً كبيراً في الآخرة، ليلخص هذا الرجل وقصته حكمة عميقة تترك أثرها في النفوس حين التفكير فيها، وهي: إذا نادتك لذائذ الحياة، فأجبها: كأني أكلت!.

لمحة عن مسجد كأني اكلت بتركيا

تبلغ مساحة أغرب مسجد في مدينة إسطنبول حوالي 100م2 للمساحة الداخلية و 130م2 للمساحة الخارجية، ويمكن أن يتسع لـ 200 مصلٍ.

وقد بني جامع كأني أكلت من الخرسانة المسلحة وله قبب كبيرة، و4 أرباع مغطاة بالرصاص، وتحتوي المئذنة على شرفة واحدة مبنية من الخرسانة المسلحة، ولا يتميز الجامع بأي مشهد من مشاهد التفنن المعماري، فهو بالغ البساطة والزهد في بنائه.

تعرض جامع كأني أكلت قبل الحرب العالمية الأولى لأضرار جسيمة بسبب حريق كبير، وظل بعدها مهجوراً حتى عام 1959-1960، ليعاد ترميمه بمساعدة سكان الحي والتبرعات، وهناك على باب مسجد كأني اكلت، حجر من الرخام نقش عليها تلخيص بسيط لقصة أغرب اسم جامع في مدينة إسطنبول.

يقول “عبد الصمد آيدن” -نائب مفتي منطقة الفاتح في إسطنبول: “إن الحكمة من مسجد “كأني أكلت” هو الحث على التوفير الممكن وعدم التبذير والاقتراض والاقتصاد قدر المستطاع بكل المواد، خاصة أننا نعيش في مجتمعات استهلاكية كبيرة، وهذا المسجد يمثل درسًا ممتازًا لكل إنسان، درس للرجل في إدارة أعماله والمرأة في منزلها وحتى الشباب والأطفال”.

وحول تاريخ بناء المسجد يقول آيدن: “المسجد بني بواسطة “كتشيجي خير الدين” أو “محمد شوقي أفندي” ولم يثبت التاريخ في الاسم، إن هذا الرجل عانى الفقر وامتلك تلك القدرة الجبارة على لجم النفس البشرية، فحرمها كل مشتهياتها بمساندة عبارة “كأني أكلت”.

واستطاع التوفير من أموال هذه الحياة المتقشفة مما رفع به على مر سنوات جدران هذا المسجد”.

صورة 2

المصدر : موقع سفرك safaraq.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى