close
الأخبار

كيف تم تداول الليرة بعد صدور معدلات البطالة “المنخفضة” في تركيا وما تاثيرها على سعر الصرف.؟

بعد وقت قليل من صدور بيانات البطالة التي تشير إلى انخفاضها في تركيا إلى 10.7 في المئة، تفاعلت الليرة التركية مع سلة العملات الرئيسية بارتفاع.

وأظهرت بيانات هيئة الإحصاء التركية، الإثنين، أن نسبة البطالة في تركيا خلال فبراير 2022 تراجعت بواقع 0.5 نقاط مقارنة مع يناير/ كانون الثاني من العام ذاته، فقد بلغ عدد العاطلين عن العمل 3 ملايين و579 ألف شخص.

ولفتت البيانات إلى أن نسبة البطالة خلال فبراير 2022 انخفضت بنسبة 2.5 نقطة مقارنة بذات الشهر من العام الفائت.​​​​​​​

ووفق مراقبين واقتصاديين فإن الليرة التركية ارتفعت عقب الإعلان عن بيانات معدل البطالة الشهرية خلال فبراير الماضي 2022، والإفصاح عن بيانات الحساب الجاري والتي جاءت أفضل من التوقعات.

وأوضح المراقبون أن البيانات الصادرة عن المركزي أظهرت تسجيل عجز في بيانات الحساب الجاري أقل من التوقعات حيث سجل عجزًا بقيمة 5.15 مليار مقابل توقعات بتسجيل عجز بقيمة 5.5 مليار.

وأشاروا إلى زوج الدولار مقابل الليرة قدم تداولات جانبية إيجابية ولكن مازالت الأسعار أعلى مستوى الدعم الرئيسي 14.20.

وبينوا أن هذه الأرقام تشير إلى استمرار السعر في الصعود نحو 15.00- 15.20 كأهداف إيجابية أما في حال عادت الأسعار أسفل مستوى 14.20 سوف تتوقف النظرة الإيجابية.

وتوقعوا أن يمتد الهبوط التصحيحي نحو 13.65 لتبقى النظرة الصاعدة هي المرجحة مادامت الأسعار تتراوح أعلى مستوى الدعم الرئيسي المذكور.

وفيما يلي مناطق المقاومة والدعم لليرة خلال الفترات المقبلة:

مناطق المقاومة: 14.75- 14.90- 15.10
مناطق الدعم: 14.60- 14.40- 14.20

وفي وقت سابق سجل مؤشر الثقة تراجعا مقدراه 3.5 نقطة، فانخفض من مستويات 98.2 نقطة خلال فبراير إلى مستويات 95.7 نقطة خلال مارس.

ويعد هذا الانخفاض هو الثاني على التوالي إذ نزل خلال فبراير الماضي من مستويات الـ 100.8 نقطة إلى مستويات 98.2 نقطة.

وأوضح المراقبون أن مؤشر الثقة الاقتصادية هو مؤشر مركب يحتوي على تقييمات وتوقعات المستهلكين والمنتجين حول الوضع الاقتصادي العام.

ويتم استخدام 20 مؤشرًا كليًا لمؤشرات الثقة للمستهلكين والقطاع الحقيقي والخدمات وتجارة التجزئة والبناء في الحساب، وعندما يتجاوز مؤشر الثقة الاقتصادية 100، في حين يشير إلى توقعات متشائمة عندما يكون أقل من 100.

ومع دخول الحرب الروسية الأوكرانية الشهر الثاني لا يزال الاقتصاد التركي يعيش حالة من الضعضعة والتذبذب على الرغم من البنية الاقتصاجدية الكبيرة التي تتمتع بها تركيا.

ووفق مراقبين فإن حال الاقتصاد التركي هو حال العديد من الاقتصادات العالمية التي تأثرت بالحرب الأوكرانية مع اختلاف تداعياتها من من دولة إلى أخرى.

وفي هذا الشأن يقول الخبير الاقتصادي فراس شعبو في تصريحات له إن الاقتصاد التركي تأثر بشكل كبير منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، مستدلا بأسعار الوقود التي تشهد تقلبات حادة .

وأضاف شعبو أن تركيا في الأساس تعاني من أزمة اقتصادية داخلية وعدم استقرار بأسعار الصرف، لذلك فإن تأثرها بالغزو الروسي على أوكرانيا سيكون أشد وأقوى من غيرها”.

ولفت إلى أن أكبر الاقتصادات المتأثرة بالحرب كان قطاع السياحة التي تعد أحد الأجزاء الهامة في الاقتصاد التركي،كونها تعتمد بشكل كبير على السياح الروس والأوكران، لافتا إلى أن العقوبات على روسيا أيضا ستلقي بأثقالها على الاقتصاد التركي.

وأوضح شعبو أن تراجع معدلات السياحة الوافدة لأراضي تركيا من روسيا وأوكرانيا، واستمرار ارتفاع أسعار الطاقة، سيشكّل خطرا كبيرا على الاستقرار، لافتا إلى أن استمرار ارتفاع أسعار الطاقة والوقود، سينعكس بشكل مباشر على تكلفة الإنتاج، وبالتالي على أسعار المنتجات.

وقدم الخبير الاقتصادي عدة مقترحات على الحكومة التركية أولها التحرك بشكل فوري وإنشاء خطط سريعة لإنقاذ الوضع المتدهور.

والثاني بعض الإصلاحات كالتسهيلات الائتمانية والتسهيلات الضريبية وإعفاء التجار والصناعيين من بعض الضرائب قد يساهم في إنعاش الاقتصاد التركي، الذي يعاني من مشاكل قديمة.

وتوقع شعبو بأن تكون الأيام القادمة سيئة للغاية على الاقتصاد التركي، منوها إلى أن استمرار ارتفاع أسعار النفط والطاقة، سيعني ارتفاع تكاليف الإنتاج، وبالتالي ازدياد التضخم في الأسعار بشكل كبير.

وختم حديثه بنصيحة للمستثمرين في تركيا بالهدوء والتروي والحرص قدر الإمكان على اتباع أساليب تخفف من الخسارات المتوقعة في ظل التقلبات الحادة للأسواق، كتحديد الأسعار على أساس الدولار.

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا أثبتت مقاومته للصدمات مجددا من خلال قوتها الإنتاجية والتوظيفية، في الوقت الذي كشف فيه عن حجم الودائع المحمية لليرة.

وقال أردوغان إن بلاده ستتجاوز المشاكل التي تعانيها حاليا خلال فترة وجيزة كما فعلت في الماضي.

واضاف خلال كلمة ألقاها خلال مشاركته في اجتماع الكتلة النيابية لحزب “العدالة والتنمية” بالبرلمان: “بفضل أسسنا الاقتصادية القوية والسياسات الفعالة التي نفذناها، بتنا أحد الاقتصادات التي أظهرت أسرع قدرة على التعافي خلال فترة الوباء (كورونا)”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى