close
منوعات

لماذا كانت المراة قديماً تركب الحصان بطريقة منحـ.ـرفة وليست مستقيمة؟

يعود تاريخ جلوس النساء بشكل منحرف أو جانبي على ظهر الحصان للعصور القديمة. فبشكل أساسي، كان الرجال هم من يمتطون الخيول ويقودونها، بينما

كانت النساء راكبات ليس عليهن قيادة الخيول والتحكم بها، بل جل ما كان ينبغي عليهن القيام به هو الجلوس بشكل جانبي خلف الرجال على ظهور

الأحصنة ممسكات بخصر الرجل أو على مقعد صغير مبطن أو سرج مخصص لهن، ويرجع هذا بشكل رئيسي لارتدائهن تنانير طويلة وسميكة غير عملية

للجلوس بشكل منفرج الساقين، وكذلك كان للجلوس المنحرف أو الجانبي دلالة على حياء السيدة وحشمتهما.

يمكن أن تعود فكرة قلة حشمة وحياء السيدة التي تركب على ظهر الحصان بشكل منفرج لعام 1382، عندما ركبت أميرة بوهيميا حصاناً بشكل جانبي

وعبرت به أوروبا في طريقها للزواج من الملك (ريتشارد الثاني)، حيث كان الركوب الجانبي يُرى كوسيلة للحفاظ على العذرية. وبعد هذه الحادثة، سرعان ما

أصبح ركوب المرأة على الحصان بشكل مستقيم مع فتح الساقين أمراً سوقياً بذيئاً وغير مقبول.

بحلول أواخر العصور الوسطى، أصبح من الواضح أن امتطاء السيدة للخيل مع تحكّمها به يقتضي جلوسها على سرج مصمم خصيصاً بطريقة تسمح للمرأة

التحكم بالحصان مع الحفاظ على مستوى لائق من الأدب والحشمة.

صُمم أقدم سرج جانبي عملي في أواخر القرن الرابع عشر، وكان يشبه الكرسي في بنائه، حيث تجلس المرأة بشكل منحرف على ظهر الخيل واضعةً

قدميها على مسند للقدمين، ويقال بأن (كاثرين دي ميديتشي) طورت تصميمياً عملياً لنفس السرج في القرن السادس عشر، فبدلاً من إبقاء كلا القدمين

موضوعتين جنباً إلى جنب على مسند للقدمين، تضع السيدة ساقها اليمنى فوق مقبض (رمانة) السرج لكي تُظهر جمال وتناسق ربلة ساقها وكاحلها

بأفضل طريقة ممكنة، فركوب النساء الفارسات للخيل بهذه الطريقة يسمح لهن التحكم بالخيل بطريقة أفضل وتتيح لهن إبطاء الخيل أو دفعه على الجري السريع بسهولة.

ومع مرور الوقت، أُضيفت عدة تعديلات إلى السرج، ولكن الإضافة الثورية كانت مقبضاً آخراً (رمانة) للسرج في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، أعطى هذا

المقبض الإضافي للنساء مزيداً من الأمان وحرية أكبر في الحركة عند ركوب السرج بشكل منحرف، وهذا ما سمح لهن بالارتكاز بشكل أفضل على ظهر

الحصان أثناء عدوه السريع وحتى أثناء قفزه فوق الأسْوِجة الشوكية أثناء الصيد والأسوجة الصناعية الاستعراضية، مع الاستمرار في الحفاظ على قدر كافٍ من الحياء والحشمة.

في هذا الوقت كانت النساء من الطبقات الاجتماعية العليا هن اللواتي يركبن الخيول فقط. في الواقع، وحتى خمسينيات القرن التاسع عشر، كان ركوب

الخيل والرقص هي النشاطات البدنية الوحيدة المقبولة اجتماعياً للفتيات والنساء من الطبقة الأرستقراطية والطبقات العليا.

بحلول العصر الفيكتوري، كان وضع المرأة التي تركب على السرج بشكل منحرف يشبه إلى حد كبير طريقة الجلوس هذه كما هي عليه اليوم، حيث تجلس

الراكبة بشكل منفرج الساقين، مع إرجاع الورك الأيمن إلى الخلف قليلاً من أجل السماح للكتفين بالاعتدال، ثم تضع الساق اليمنى على مقدمة السرج مع

ثني الساق اليسرى وإراحتها عليه ووضع القدم في مسند القدم (جزء متدل من السرج يشبه الحذاء تضع رجلك فيه أثناء ركوب الخيل لإراحتها ولتتحكم بالحصان بشكل أفضل).

أما بالنسبة لزي ركوب الخيل، فلم يتم إدخال ملابس مبتدعة خصيصاً لركوب السرج بشكل منحرف إلا في أواخر القرن السادس عشر، فقبل هذا التاريخ،

كانت تُرتدى الملابس اليومية الاعتيادية أثناء ركوب الخيل، وفي عام 1875 تم اختراع أول ”تنورة أمان“ للمساعدة في منع الحوادث المريعة التي كان تعلق

فيها تنانير الراكبات بالسرج ليتم جرهن من قبل خيولهن إن سقطن.

كانت تنورات الأمان هذه مزرزرة على طول الدرزات ثم تطورت لاحقاً إلى تنورة مئزرية مزرزرة حول الخصر تغطي الساقين (وهنا تصبح الراكبة ترتدي بنطالاً وفوقه تنورة الأمان).

في أوائل القرن العشرين، أصبح من المقبول اجتماعياً أن تركب النساء بطريقة منفرجة بينما يرتدين تنانيراً مقسمةً أو سراويل، وبدأت موضة السرج الجانبي

في التراجع، كما لعب صعود حق المرأة في الاقتراع دوراً مهماً، فكان ركوب السرج الجانبي بالنسبة لنساء حركة Suffragettes (حركة حقوقية نسوية قامت

في بدايات القرن العشرين، تنادي بحق المرأة في التصويت) رمزاً للهيمنة الذكورية، وبحلول عام 1930، أصبح ركوب الخيل بطريقة منفرجة مقبولاً تماماً وطريقة النساء المفضلة في ركوب الخيل.

وعلى أي حال، خلال السنوات القليلة الماضية كان هناك محاولات إحياء لفن ركوب الخيل باستخدام طريقة ركوب السرج الجانبي، يمكنك تسميته بتأثير

”السيدة ماري“: البطلة الخيالية لمسلسل (Downton Abbey) ويبدو أنها أعادت إشعال الحماس بتجربة طريقة ركوب مختلفة ومثيرة لدى الراكبات حيث

يمكنك مشاهدة مجموعات مثل ”لثعالب الطائرة“ و ”لقليلاً إلى الجانب“ وهن يمتطين أحصنتهن بشكل جانبي في عروض منتشرة في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

بالمناسبة، أحرزت (ميكايلا بولينغ) رقماً قياسياً بريطانياً جديداً في الوثب العالي وهي جالسة بطريقة السرج الجانبي، حيث كان ارتفاع الوثبة 1.9 متراً!

المصدر: موقع Historic UK

منقول من صفحة دخلك بتعرف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى