Uncategorized

قصة الطالب الذي استهزأ به أستاذه

استهزأ به أستاذه فأصبح محكما على بحثه.. رحلة صعيدي من عامل رخام إلى مدرس بجامعة الملكة البريطانية
لم يكن أحد يتصور أن يصبح الشاب الصعيدي أحمد إبراهيم الشريف Ahmed Ibrahim ابن مدينة سفاجا بالبحر الأحمر، أستاذا بجامعة

الملكة فكتوريا بإنجلترا، ويتم اختياره ضمن قائمة الـ 2% من العلماء الأكثر تميزا وتأثيرا على مستوى العالم طبقا لتصنيف جامعة ستانفورد الأمريكية، بعد سنوات من المعاناة ورحلة كفاح ملهمة بدأها منذ طفولته بالعمل في مهن شاقة لتوفير مصاريفه الشخصية وتغيير واقع أسرته المتواضع إلى الأفضل.

عمل “الشريف” منذ طفولته بورش الرخام وتشققت يداه الناعمتين بسبب المواد الجيرية المستخدمة في تلك المهنة، ثم قضى فترة يعمل مع والده في صناعة الطوب اللبني، وخلال الدراسة الجامعية انتقل إلى العمل في كافتيريا وكان يقدم الشاي للزبائن، في الوقت الذي ينتظر فيه قرار تعيينه معيدا بجامعة جنوب الوادي عام 2007 بعدما حصد المركز الأول على مستوى دفعته.

وبعد حصوله على جواب التعيين والانتهاء من رسالة الماجستير قدم على بعثة دراسية قصيرة إلى بريطانيا لمدة 3 شهور، ولما ذهب إلى القاهرة لإجراء المقابلة الشخصية مع الأساتذة المشرفين على البعثة، استهزأ به أحدهم كونه من أصول صعيدية وقال له: “قول يا

صعيدي”، باعتبار أنه سيضحك الحضور ويساعد على تمضية بعض الوقت ليس أكثر، لدرجة أن الأستاذ أعطاه حرية التحدث باللغة العربية ظنا منه بأن الشاب الصعيدي لا ينطق الإنجليزية.

لكن أحمد كان يعلم جيدا ما يتوجب عليه فعله، وقرأ قبل المقابلة أكثر من 200 بحث في تخصصه، ورسم مخططات لكل يوم سيقضيه في بريطانيا وماذا سيفعل فيه بالتحديد، وأصر الشاب الصعيدي على التحدث بالإنجليزية أمام اللجنة وكانت النتيجة قبوله للدراسة في جامعة الملكة فكتوريا بإنجلترا.

وتشاء الأقدار ويظهر نبوغ وتفوق أحمد الشريف في إنجلترا ونشر بحثا في مجلة عالمية معامل تأثيرها 16.6، وذلك بمثابة حلم للكثير من العلماء حول العالم، وتمر الأيام وجامعة الملكة بإنجلترا تعرض عليه منحة كاملة لدراسة الدكتوراه.

انتهي الصعيدي من إنجاز الدكتوراه وتم تعيينه أستاذا بالجامعة، ثم محكم ومنها إلى محرر في مجلة من مجلات النيتشر، وإذا ببحث يصله لينظر في أمره، واكتشف أنه لأستاذ جامعة عين شمس الذي قال له في السابق “قول يا صعيدي”.
حول المعاناة إلى قصة نجاح ملهمة

سر نجاح أحمد الشريف يكمن في أنه ذات يوم في صيف 1995، حينما كان عمره 10 سنوات، قرر الذهاب مع والده في عمله أثناء الإجازة الصيفية، وكان الوالد يعمل بمنجم فوسفات، ولما نزلا تحت الأرص في عمق كبير، شعر بأن الجو لا يطاق من شدة الحرارة، ولا أحد يستطيع تحمل البقاء لدقائق في هذا المكان، وبدأ والده وقتها في ممارسة عمله بتكسير الجبل واستخراج الفوسفات.

شاهد أحمد العمال يرتدون قطعة قماش واحدة لستر العورة، نظرا لارتفاع درجات الحرارة، وحينما خرج من النفق، قرر أن يصير شخصا آخر، بعدما رأى المعاناة التي يعيشها والده لكسب قوت يومه، وصمم على العمل والنجاح حتى حقق ما يصبو إليه وتوجت مسيرته

باختياره ضمن قائمة الـ 2% من العلماء الأكثر تميزا وتأثيرا على مستوى العالم طبقا لتصنيف جامعة ستانفورد الأمريكية.
بفخر كبير يقول أحمد الشريف عبر صفته الشخصية بموقع “فيس بوك”: “سبحان الله الدنيا دي ساعات بتدينا دروس كثيرة، أولها أن الصعايدة فخر لمصر، لأنهم رمز الشهامة والجد والابتكار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى