Uncategorized

من قصص الإحسان في دمشق الجزء الثاني

أبنائي الأحبة.. وصيتي لكم ان ترسلوا راتبا شهريا يكفي خمسة أشخاص إلى العنوان المذكور في الأسفل طوال عمركم فنفذوا وصيتي من بعدي !
ثم حمل معه بعض المال من المكتب
وعاد الى بيت الصبية محملا بسيارة كبيرة تحمل مؤونة بيت متنوعة وقدم لصاحب البيت الإيجار عن الاشهر السابقة كلها وإيجار ثلاث

سنوات قادمة وهكذا فعل مع اللحام والسمان ومن حولهم ممن قد استدانت منهم احتياجاتها فوفى عنها دينها ..
عاد التاجر الى بيته وفي قلبه فرح غامر رغم أساه منتظرا حتفه في نهاية شهره المتبقي ..
وانتهى الشهر وانقضت مدة البقاء في هذه الدنيا غير ان الموت لم يقترب منه ..

وذهب أول الشهر إلى الصبية وناولها راتبها وقفل راجعا ..
وتوالت الأيام ولم يمت التاجر وكان يوصل المبلغ بيده شهرا وراء شهر .. حتى مضت السنون وبقيت الوصية في خزنة النقود أكثر من عشرين عاماً ..

وفي يوم من الأيام .. نهض تاجرنا لصلاة الصبح وسجد خاشعا لله وفي قلبه يقين ونور وايمان وطمأنينة تسع الدنيا كلها..
وأسلم روحه لباريها وهو ساجد لربه..
وبعد انقضاء مدة العزاء فتح أولاده صندوق المال فوجدوا الوصية المكتوبة ..

قال كبيرهم : تأخرنا سبعة أيام عن الراتب للصبية الفقيرة !
ثم أخذ مبلغ الراتب وذهب مسرعا إلى العنوان المذكور ..
طرق الباب..

وخرجت إمرأة لم تعد صبية كما ظن ..
قال لها : تفضلي الراتب ونعتذر عن التأخير
*قالت له وفي عينيها دموع سخية

أشكركم من قلبي .. قل لوالدك أن يبحث عن محتاج غيرنا لقد قبض إبني أول راتب منذ سبعة أيام
ولم نعد بحاجة للمال !!
سلم لي على أبيك وقل له :

سأبقى أدعو له ماحييت..
نظر إبنه إليها وقد أغرورقت عيناه بالدموع وقال :
*لقد توفي والدي منذ سبعة أيام. قصة حقيقية .

هكذا هي المتاجرة مع الله .. عطاؤها
كبير لاحد له .. فأكثروا من فعل الخير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجراً…
رواها الشيخ الطنطاوي رحمه الله…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى