close
الأخبار

أحدهما لديه مرض نادر.. حملة لمنع ترحيل طفلين سوريين وأمهم من هولندا .. ما قصتهم ؟

أطلق هولنديون حملةً من أجل إبقاء طفلين سوريين ووالدتهما في هولندا وعدم ترحيلهم إلى المغرب، بعد أن رفضت “مصلحة الهجرة والتجنيس” منحهم ترخيص الإقامة في البلاد.

وبحسب وسائل إعلام هولندية فإنّ الطفلة السورية ليان (13 عاماً) وأخاها (12 عاماً) هربا من سوريا برفقة والدتهما، قبل خمس سنوات، ويقيمون حالياً في مركز طالبي اللجوء بمدينة “أمرسفورت” وسط هولندا.

وأضافت وسائل الإعلام أنّ ترحيل الطفلين السوريين إلى المغرب “وشيك”، مشيرةً إلى أنّهما لا يعرفان أي شخص في المغرب، والعائلة بدأت حياتها في “أمرسفورت”.

وكان الطفلان يعيشان مع والدتهما في مدينة “أوتريخت” الهولندية، قبل أن ينتقلوا إلى مركز لـ طالبي اللجوء في مدينة “أمرسفورت”، التي فرّا إليها من سوريا برفقة والدتهما، عام 2016، وذلك عقب فقدانهم والدهما الذي لا يعرفون ما إن كان على قيد الحياة أم لا.

أمل العائلة الحصول على تصريح إقامة، لكن دائرة الهجرة والجنسية في هولندا تقول إنّ عليهم الذهاب إلى المغرب، لأنّ والدة الطفلين (حفصة) تحمل الجنسية المغربية إلى جانب الجنسية السورية.

ولكن وفق ما ذكرت وسائل إعلام هولندية، فإنّ المغرب لا يريد “التعاون”، لأنّ الطفلين ليسا لديهم جنسية مغربية.

وقالت الأم “حفصة” إنّ “السلطات المغربية لا تتعاون معها، ومن الصعب منح الجنسية المغربية للأطفال حيث تطلب السلطات ثلاثة أنواع من الوثائق التي لا تستطيع الحصول عليها”.

وأولى الوثائق التي لم تتمكن حفصة من الحصول عليها هي في العاصمة السورية دمشق التي ما تزال “غير آمنة”، وفقاً للعريضة التي تهدف لجمع 20 ألف توقيع.

أما ثاني الوثائق فتعود لوالدها، لكن والدي حفصة مطلقان ولم تتواصل مع والدها منذ أن كانت في الرابعة عشرة من عمرها، إضافة إلى ذلك فإنه على حفصة الحصول على توقيعات من والد طفليها (ليان وكرم)، لكن لا يوجد اتصال به، ولا يُعرف مصيره إلى الآن.

حملة “التماس”

المواطنة الهولندية كيرستن “فان ألفين” تعرّفت إلى “حفصة” التي كانت تعمل كـ”متطوعة” في مجال الترجمة، ومنذ ذلك الحين تطورت الصداقة بينهما.

وقبل فترة أطلقت “فان أفين” مع عدد من الأشخاص الآخرين حملة “التماس” للفت الانتباه إلى القضية، وقالت “هؤلاء أشخاص فرّوا من الحرب (..) لقد مروا بأشياء مروعة، يجب أن تكون قادراً على إجراء استثناءات من خلال سياسة لجوء إنسانية”.

وبحسب “أفين” فإنّ “ليان وكرم الآن يتحدثان الهولندية أفضل من العربية وهما يذهبان إلى المدرسة في أمرسفورت ولديهما أصدقاء هناك، كما أنّ ليان تأخذ دروس السباحة، في حين أن كرم يلعب كرة القدم في نادي KVVA”، مردفةً “يجب التفكير في مستقبل الطفلين.. لديهم ما يقدمونه لهولندا”.

والأم “حفصة” التي تلقت تعليماً عالياً وكانت تعمل بأحد المستشفيات في سوريا لا يُسمح لها بالعمل في هولندا نظراً لعدم امتلاكها تصريح إقامة، وهي ترغب في أن يكبر أطفالها بسلام وأمان، لذلك يأمل مطلقو الحملة أن ينتهي هذا الوضع الصعب ويحصلوا على تصريح إقامة.

“تكوّن العظم الناقص”
الحصول على “الإقامة” مهم جداً بشكل خاص للطفلة ليان لأنها تعاني من مرض “تكوّن العظم الناقص (OI)”، وهذه الحالة الخلقية تجعل عظامها غير قوية، وسبق أن كُسرت ذراعها وساقها في السابق عدة مرات، وفي العام الماضي وحده حدث هذا سبع مرات.

ويُعرف مرض “تكوّن العظم الناقص (Osteogenisis Imperfecta)” بأنه اضطراب جيني يتسم بسهولة تكسّر العظام، وغالباً ما ينجم هذا التكسّر عن أسباب بسيطة أو من دون سبب أصلاً.

ليان كانت على كرسي متحرك في سوريا ولكن بعد أن تلقت رعاية طبية من قبل أطباء في مستشفى “فيلهلمينا” للأطفال بمدينة أوتريخت، تمكّنت من المشي بشكل مستقل.

ويبقى السؤال الأهم وفقاً لوسائل إعلام هولندية فيما إذا كان يمكن إجراء “استثناء” لهذه الحالة من خلال عفو للأطفال، وفي السابق مُنحت “فرصة للبقاء” إلى جانب عدد من أطفال طالبي اللجوء الذين عاشوا في هولندا لأكثر من 5 سنوات والذين كان عليهم مغادرة البلاد.

ولا يبدو أن هناك عفواً جديداً للأطفال في الوقت الحالي، خصوصاً بعد إبطال “الصلاحية” التي يمكن للوزير من خلالها إجراء استثناء في الحالات الفردية.
وتقول “فان ألفين” إن هذه القضية هي بسبب سياسة اللجوء الصارمة التي انتهجتها الحكومة، مردفةً “لكن هؤلاء الناس ليسوا باحثين عن الثروة (..) أعتقد أنه يجب عليك وضع استثناء. هذه هي الإنسانية”.

وحتى الآن، وقّع على “العريضة” أكثر من 10 آلاف و600 شخص للمطالبة بمنح العائلة تصاريح الإقامة في هولندا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى