قصص

إدريس هو عامل قمامة فقير لم يخبر عائلته وبناته قط بوظيفته

إدريس هو عامل قمامة فقير لم يخبر عائلته وبناته قط بوظيفته وذلك حتى لا تشعر أسرته بالخجل بين رفاقهم، وعندما اعتادت ابنته الصغيرة أن تسأله عن وظيفته وظلت تلح في سؤالها كان يخبرها بأنه مجرد عامل ولم يخبرها أبدًا بسر مهنته، ليس خجلًا منها ولكن حفاظًا على مشاعر بناته وليبقوا مرفوعين الهامات على الدوام.

وحتى يتمكن هذا العامل البسيط من إخفاء سر وظيفته كان يقوم بالإستحمام في أحد الحمامات العامة في المدينة قبل عودته إلى المنزل وذلك حتى لا تتمكن الفتيات من استنتاج أي شيء بخصوص العمل الذي كان يؤديه طوال اليوم،

وقد كان هدف هذا العامل البسيط هو أن يرسل بناته إلى المدرسة وأن يتموا تعليمهم ويشعروا بالكرامة والعزة، لم يُرِد لهم أن ينظر إليهم الناس نظرة دونية كتلك التي ينظرون إليه بها، أراد لهم والدهم شيئًا آخر غير الإذلال الذي طالما شعر به.

ولذلك فقد عمل جاهدًا على استثمار النقود القليلة التي كان يتحصل عليها من عمله من أجل هذا الهدف وهو تعليم بناته، وبدلاً من شراء ملابس جديدة فقد كان يقوم بشراء الكتب للفتيات، وكل ما أراده لهم هو أن يحظين بالإحترام الذي لم يستطع أن يحظى به.

المفارقات الإنسانية في قصة عامل النظافة
وعلى الرغم من سمو الهدف الذي كان يعمل لتحقيقه وعلى الرغم من محاولاته المستميتة من أجل اتمام مهمته إلا أنه وفي اليوم الأخير قبل ذهاب الابنة الكبرى لإختبار التقديم للجامعة لم يتمكن من جمع النقود المقررة كرسوم للتقديم في الجامعة، يالخيبة الأمل !

ظل ادريس طوال اليوم بجانب أكوام القمامة في حالة يرثى لها فقد ضاعت أمنيته الوحيدة في هذه الحياة وحينها فقط شعر بإنكساره وقلة حيلته، فلم يكن لديه أدنى فكرة عما سيقوله لإبنته وكيف سيواجهها عندما تسأله عن رسوم التقديم للجامعة ؟ كل ما فكر فيه هذا العامل أنه ولد فقيرًا وأن الأمور الجيدة لا تحدث للفقراء.

ولكن القدر كانت له كلمة أخرى، ففي نهاية هذا اليوم اجتمع زملائه من عمال النظافة وذهبوا إليه سائلين إياه: هل تعتبرنا إخوة ؟ وقبل أن يجيب إدريس إمتدت إليه أيديهم بكل النقود التي استطاعوا جمعها في هذا اليوم، وقد حاول إدريس رفض ذلك، فبالكاد تكفي هذه النقود قوت يومهم، ولكن العمال كانت لديهم إجابة إن دلت على شيء فإنما تدل على الإنسانية المتجسدة في قلوبهم الرحيمة ” سنجوع يومًا إن إضطررنا لذلك، ولكن يجب أن تذهب ابنتنا إلى الجامعة” .

في هذا اليوم عاد إدريس إلى منزله دون أن يقوم بالإستحمام في الحمامات العامة كعادته، عاد إلى منزله كعامل نظافة وأخبر أسرته بالقصة بالكامل، وذهبت ابنته إلى الجامعة وبعد ذلك حصلت على عمل بدوام جزئي استطاعت من خلاله أن تساعد والدها في نفقات المنزل وبعد ذلك توقف والدها عن العمل ولكنه ظل يذهب مع ابنته بين الحين والآخر لإطعام زملائه من العمال.

كان العمال يسألون ابنة ادريس لماذا تحضر لهم الطعام على الدوام فكانت تقول لكهم لقد واجهتم الجوع يومًا ما من أجل ان أصل إلى ما أنا عليه اليوم، أدعو الله أن استطيع أن أوفيكم دينكم هذا، حقًا إن هذه القصة تجسد أسمى معاني الانسانية في سمو الهدف والسعي لتحقيقه والتعاون والحب و الإيثار والأخوة والإمتنان والإعتراف بالجميل، لذلك استحقت أن يتم تداولها في أغلب الصحف ومواقع التواصل العالمية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى