close
الأخبار

الليرة التركية تجتاز اختبارا صعبا الاسبوع الماضي

عبرت الليرة التركية اختباراً صعباً نهاية الأسبوع الماضي إثر تحسن قيمتها أمام الدولار رغم التخفيض الكبير في سعر الفائدة الأساسي للعملة التركية.

وعادة يفترض أن تخفيض سعر الفائدة يؤدي إلى تقليل الإقبال على السندات المالية وغيرها من الأوراق المالية الصادرة بهذه العملة، وبالتالي يحمل مخاطر بأن يجعل العملة معرضة للانخفاض خاصة إذا كانت الأوضاع الاقتصادية والسياسية غير مستقرة

ولكن المشكلة أن سعر الفائدة المرتفع يقلل من الاستثمارات في البلاد لأنه يشجع الناس على وضع أموالها في البنوك ويصعب عملية الاقتراض اللازمة للاستثمار.

وكان الاختبار الذي عبرت منه الليرة صعباً في ظل تقارير إعلامية غربية سلبية حول الخطوات الأخيرة التي اتخذها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مقدمتها إقالة محافظ البنك المركزي التركي قبل ثلاثة أسابيع وتعيين نائبه محله.

تخفيض كبير فاق التوقعات
وكان يفترض أن حدة التخفيض سيكون له أثر سلبي على الليرة ولكن هذا لم يحدث، رغم أن التخفيض جاء أكثر من توقعات عدد المحللين.

إذ هبطت العملة التركية بمقدار 425 نقطة أساس لتنخفض الفائدة على الليرة التركية إلى 19.75٪، من 24 % بينما كانت نسبة كبيرة من المحللين تتوقع أن تتراجع الفائدة إلى نسبة 21.5 ٪ فقط.

وعلى الرغم من ذلك، مازال لدى تركيا واحد من أعلى أسعار الفائدة على مستوى العالم، وبالتالي من المتوقع أن تظل تدفقات السندات ثابتة.

وفي المستقبل، سيكون التركيز على بيانات التضخم وتأثير الخفض عليها.

وعلى الرغم من العديد من التقارير الإعلامية السلبية السابقة على القرار، نظرت الأسواق بإيجابية إلى الخفض وقد يكون السبب أن التخفيض جاء أدنى مما افترض البعض أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيطلبه.

إذ افترض البعض أن موقف أردوغان المنتقد للفائدة المرتفعة سيدفعه للضغط على البنك المركزي لخفض الفائدة بمعدل 800 نقطة (8 %) ولكن على العكس بدا أردوغان مرتاحاً لوتيرة الخفض.

فبعد يوم من التخفيض، قال أردوغان إن قرار البنك المركزي التركي بخفض أسعار الفائدة كان «أمراً حيوياً» ، مضيفاً أن تخفيف السياسة النقدية يجب أن يستمر بخطى تدريجية.

واستأنفت الليرة، التي ازدادت قوة يوم الخميس بعد خفض الفائدة، ارتفاعها بعد تصريحات أردوغان، وارتفعت يوم الجمعة عند 5.65 مقابل الدولار، مرتفعة عن إغلاق يوم الخميس عند 5.70. في وقت سابق ثم ارتفعت مجدداً إلى 5.62.

وقال أردوغان في حديثه لرؤساء المقاطعات في حزب العدالة والتنمية يوم الجمعة، إن أسعار الفائدة المرتفعة هي أكبر عقبة أمام الاقتصاد التركي، الذي وصل إلى الركود بعد أزمة العملة في العام الماضي.

وقال «لقد أعربت دائماً عن انزعاجي من [أسعار الفائدة المرتفعة] لسنوات. لسوء الحظ، لم نتمكن من نقل ذلك إلى محافظي البنوك المركزية في تلك الأوقات»، مضيفاً أن المحافظين استخدموا «تكتيكات المماطلة»، حسب تعبيره.

وقال جيسون توفي كبير الاقتصاديين في الأسواق الناشئة لدى كابيتال إيكونوميكس إن حركة العملة يوم الجمعة كانت استجابة لتعليقات أردوغان حول خفض أسعار الفائدة تدريجياً.

وأضاف «حقيقة أن أردوغان دعا إلى خفض أسعار الفائدة تدريجياً تختلف عن تعليقه السابق حول خفض أسعار الفائدة بشكل حاد». «في حين ستكون هناك تخفيضات حادة هذا العام ، فسيتعين على البنك عكس المسار العام المقبل أو في عام 2021 إذا تعرضت الليرة لضغوط متجددة، أو إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أنقرة».

واللافت أن هذا التحسن في الليرة جاء بعد أن أعلنت الولايات المتحدة استبعاد أنقرة من مشروع الطائرة F 35 وتلويح تركيا باللجوء للأمم المتحدة، ولكن الولايات المتحدة أبلغت تركيا أنها ليست بصدد فرض عقوبات عليها بسبب صفقة صواريخ إس 400 الروسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى