close
الأخبارالعادات والتقاليد

تركيا تخرج 150 الف حافظ للقرآن الكريم هكذا بدأت مسيرتهم وهكذا دعمت تركيا حفاظ القرآن

بلغ عدد حفظة القرآن المسجلين رسميا في تركيا 150 ألف حافظ وحافظة منذ عام 1971.

نقلت وسائل إعلام محلية، الأحد، عن رئيس مؤسسة المصاحف والتدقيق التابعة لرئاسة الشؤون الدينية التركية “عثمان شاهين”، قوله إن عدد حفظة القرآن الكريم المسجلين في الدولة منذ 1971 وحتى العام الجاري وصل إلى أكثر من 150 ألف شخص..

وأضاف أن عدد الحفاظ للقرآن الكريم في تركيا “غير كافي مقارنة بالدول الإسلامية، وعدد سكان الدولة”، داعيا إلى مضاعفة الجهود في زيادة هذا العدد.

ويمثل المسلمون أكثر من 90% من تعداد الدولة التركية الذي يتجاوز 100 مليون نسمة، يتحدثون لغة قومية تكتب بالحروف اللاتينية، منذ التحول عن اللغة العثمانية التي كانت تكتب بالحروف العربية، في النصف الأول من القرن الماضي.

تنتشر المدارس القرآنية للفتيات في تركيا، حيث يتلقّين تعليمهن بعيدًا عن أسرهن في مدارس داخلية قرآنية، ويشرعن في تعلم سور القرآن الكريم وتلاوتها وحفظها عن ظهر قلب، ويطمحن إلى أن يصبحن “حافظات”.

وتكرس الحافظات اللاتي تراوح أعمارهن بين 8 و17 سنة 3 إلى 4 سنوات من حياتهن لتحقيق هذه الغاية.

وقالت الكاتبة ماري جيغو في تقرير نشرته صحيفة “لوموند” (lemonde) الفرنسية إن الشابات اللاتي يتعلمن تلاوة القرآن ويرتدين الزي الإسلامي يتمتعن بأوقات ترفيه،

وتعد مثل هذه الأنشطة ضرورية لمواجهة المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقهن. ويتمثل روتينهن اليومي في التكرار والحفظ والتلاوة من الساعة 5 فجرا حتى 9 مساء.

وتقول صبيحة سيمين التي تمكنت من دخول هذا العالم الخاص، وأعدّت تقريرا مصورا حاز جائزة “وورلد برس فوتو” (World Press Photo) عام 2020، إن هذا “التمرين يتطلب الانضباط والتفاني والتركيز”.

والتقطت صورًا لـ”حافظات” القرآن المستقبليات في أوقات فراغهن. ولا يمكن للمصورين الوصول بسهولة إلى المدارس الداخلية التي زارتها هذه الصحفية في 5 مدن في الأناضول لكن صبيحة سيمين، البالغة من العمر 35 سنة، تمكنت من فعل ذلك، حسب الكاتبة.

حفظ القرآن يتأسس على التكرار للسور أما فهم المعنى فيكون بعد سنوات من الدراسة نظرًا إلى أن القرآن هو دليل الحياة (غيتي-الصورة تعبيرية)

فيض المشاعر خلال الامتحان النهائي

ونقلت الكاتبة عن صبيحة سيمين -أصلها من مدينة إسطنبول- قولها إنها عندما كانت في 12 من عمرها درست 3 سنوات في مدرسة لتعليم القرآن مع أختها التوأم، “إنها دائرة ضيقة، أعرفها جيدًا، لأن شقيقاتي الأكبر سنًّا مني حافظات للقرآن أيضًا”.

ومن خلال تسليط الضوء على التجربة التي تعيشها تلك الطالبات، تأمل المصورة المساعدة على رفع مستوى الوعي بالثقافة الإسلامية “التي غالبًا ما يساء فهمها في الدول الغربية”.

وتعترف صبيحة سيمين بأن هذا العمل هو انعكاس سيرتها الذاتية نوعا ما. فبمجرد أن أصبحت مصورة، بعد مدة قضتها في جامعة بيلجي بإسطنبول حيث درست التجارة الدولية والتمويل، أرادت العودة لهذه التجربة التي أثرت فيها. وتتذكر المشاعر التي خالجتها في الامتحان النهائي، عندما طلب الممتحنون من الطالبات تلاوة سورة من القرآن اختيرت عشوائيًا.

وحسب صبيحة سيمين، “كل شيء يتأسس على التكرار، يتعلق الأمر في المقام الأول بحفظ الكلمة، أما فهم المعنى فيكون بعد سنوات من الدراسة. ونظرًا إلى أن القرآن هو دليل الحياة، فإن معظم الطلاب الذين حفظوه يتعلمون اللغة العربية في ما بعد لفهم معناه”.

وبعد التعلم في المدرسة الداخلية القرآنية، توجهت صبيحة سيمين إلى الأردن لتعلم اللغة العربية.

الفوز بلقب حافظة والذي يمكن إلحاقه بالاسم أمر يدعو إلى الاحترام (غيتي- الصورة تعبيرية)
تقوية إيمان الأطفال

وبيّنت الكاتبة أن صبيحة سيمين كرست معظم أبحاثها الفوتوغرافية للمدارس القرآنية النسائية، وحصلت على جائزة وورلد برس فوتو عام 2020.

وانتشرت هذه المدارس على مدار 20 عامًا الماضية في تركيا بمبادرة من الرئيس، رجب طيب أردوغان، الحريص على تنشئة “جيل تقي”. فقد درس هو كذلك في مدرسة للأئمة والخطباء وأراد والداه أن يكون حافظًا للقرآن.

ويحاول الرئيس التركي باستمرار تكريس ثورته الثقافية، أي أسلوب الحياة الورع، وتدعم الحكومة هذا المشروع.

ففي 2002 كانت البلاد تعدّ 1699 مدرسة قرآنية، أما في عام 2020 فأصبح هذا العدد 18 ألفا و675. ووفقًا لمديرية الشؤون الدينية، يتخرج نحو 15 ألف طالب تركي من المدارس القرآنية سنويا.

وحتى عندما يكونون مستقرين في فرنسا أو ألمانيا، فإن آباء الحافظين المستقبليين يقدرون هذه التنشئة، ويرونها مثالية لتقوية إيمان أطفالهم وضمان احترام التقاليد.

من ناحية أخرى، فإن حفظ القرآن عن ظهر قلب يمنح شكلًا من أشكال التقدير لأنه بمجرد الفوز بلقب حافظ يمكن إلحاقه بالاسم الذي يدعو إلى الاحترام.

وتتذكر صبيحة سيمين “هناك أشياء كثيرة لا يمكنك فعلها أمام حافظ، مثل رفع صوتك، أو التفوه بالشتائم”، فضلا عن ثواب الحافظ في الآخرة.

اهتمام اردوغان بالقرآن

وكان تلا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،  آيات من القرآن الكريم، في مسجد “آيا صوفيا” قبيل أدائه أول صلاة جمعة فيه بعد 86 عامًا.

وجاءت تلاوة أردوغان، في إطار البرنامج الذي نظمته رئاسة الشؤون الدينية لتلاوة القران الكريم، والأدعية في المسجد.

وتلا أردوغان سورة الفاتحة والآيات الخمس الأولى من سورة البقرة.

وعقب ذلك، أنهى رئيس الشؤون الدينية على أرباش البرنامج بقراءته للصلوات والأدعية.

وفي 10 يوليو/ تموز الجاري، ألغت المحكمة الإدارية العليا التركية، قرار مجلس الوزراء الصادر في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 1934، بتحويل “آيا صوفيا” من جامع إلى متحف.

وبعد ذلك بيومين، أعلن رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش، خلال زيارته “آيا صوفيا”، أن الصلوات الخمس ستقام يوميا في الجامع بانتظام، اعتبارا من 24 يوليو الجاري.

و”آيا صوفية”، صرح فني ومعماري فريد، يقع في منطقة “السلطان أحمد” بمدينة إسطنبول، واستُخدم لمدة 481 سنة جامعا، ثم تحول إلى متحف في 1934، وهو من أهم المعالم المعمارية في تاريخ منطقة الشرق الأوسط.

ويحافظ اردوغان على تلاوة القرآن في المناسبات الدينية والرسمية

اقتصاد قوي

تستعد تركيا لوضع حجر الأساس للقناة المائية الجديدة الموازية لقناة البوسفور في إسطنبول، وتأمل في أن تنجح بالعبور -من خلالها- قوةً اقتصاديةً كبيرةً إلى العقد الذي تحقق فيه رؤية 2023.

وتمثل القناة أحد المشاريع العملاقة الكثيرة التي تخرج إلى النور خلال العقد الأخير، والتي تبحث تركيا من خلالها عن مكان بين مجموعة الدول العشر الكبار “جي 10” على مستوى العالم.

والأربعاء الماضي، تم تدشين خط “السيل التركي” لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.

وحققت تركيا بعضا من شروط الوصول إلى “جي 10” فبلغ ناتجها المحلي 2.3 تريليون دولار، متجاوزا حد التريليونين المرتبط بالرؤية القومية، كما امتلكت شبكة مواصلات عملاقة، لكن تحديات كثيرة ما زالت ماثلة في طريقها لتحقيق شروط التنمية للوصول إلى رؤيتها.

فما زالت صادرات تركيا دون عتبة خمسمئة مليار دولار سنويا، ولم يبلغ معدل دخل الفرد حاجز الــ 25 ألف دولار، ولم يصل عدد زوارها من السياح بعد إلى خمسين مليونا، كما لم تفتتح محطتها النووية رغم توقيع اتفاق العمل بشأنها مع الروس.

‪سفن تجارية في بحر مرمرة متجهة إلى مضيق البوسفور‬ سفن تجارية في بحر مرمرة متجهة إلى مضيق البوسفور (الجزيرة)
ثورة المواصلات
يعد قطاع النقل والمواصلات الميدان الأكثر ازدحاما بالإنجازات المتعلقة بالمشاريع الكبيرة في تركيا، فخلال عام 2013، افتتحت خط قطار “مرمراي” العابر من تحت البوسفور، لينقل 1.5 مليون مسافر يوميا، قبل أن تنشئ جسر ياووز سليم المعلق عام 2016، الذي تعبره 135 ألف سيارة يوميا.

وفي العام ذاته جرى افتتاح نفق “أوراسيا” بطول يمتد إلى 14.6 كيلومترا، ليقلص زمن انتقال السيارات بين الشطرين الآسيوي والأوروبي لإسطنبول في ساعات الذروة من مئة دقيقة إلى 15 دقيقة فقط.

ويمثل مطار إسطنبول الذي افتتح أواخر عام 2018 واحدا من المصادر الجديدة للدخل الهائل في تركيا، فمنذ أن بدأ العمل بطاقته الكاملة في أبريل/نيسان من عام 2019 استخدمه 52.5 مليون مسافر، وهم نصف عدد مستخدمي مطارات تركيا في 2019 والبالغ نحو 104.2 ملايين مسافر.

الثورة الصناعية
من دون نفط ولا غاز طبيعي أو حتى معادن ثمينة، حققت تركيا في العام الماضي رقما قياسيا في قيمة صادراتها التي زادت على 180 مليار دولار، وتخطط إلى رفعها إلى 190 مليارا مع نهاية 2020.

ويمثل الإنتاج الصناعي المورد الأهم للعملة الصعبة، حيث بدأت تركيا فعليا إنتاج سيارتها القومية بتقنية محلية بنسبة 100% مطلع هذا العام، فيما بلغت عائدات صناعة وتصدير السيارات وقِطَعها خلال عام 2019 قرابة 32 مليار دولار.

وتمثل صناعة الملابس قوة اقتصادية لافتة في تركيا، حيث زادت قيمة صادراتها في العام الماضي على 17 مليار دولار.

أما في سوق السلاح، فحققت فيه تركيا قفزات هائلة نقلتها من خانة المستورد إلى دائرة التصنيع الذاتي وصولا إلى الدولة المصدرة، بعدما بلغ حجم صادراتها 18.3 مليار دولار بين عامي 2002 و2018، في حين وصلت المبيعات الكلية في الفترة ذاتها 64.9 مليار دولار.

وفي مجالات التكنولوجيا، ارتفع عدد مراكز “تكنوباركس” التي تضم شركات التقنية التركية من مركزين في عام 2001 إلى 84 مركزا عام 2019 موزعة على 56 مدينة تركية.

وتعمل تركيا حاليا على تنفيذ برامج “أتمتة الإنتاج” التي ستمكنها من زيادة قيمة صادرات الصناعات التحويلية إلى 210 مليارات دولار في عام 2023، كما تسعى إلى زيادة حصة نفقات البحث والتطوير إلى 1.8% من موازنة الدولة.

أما الصناعات الدوائي، فقد بلغت صادراتها 1.17 مليار دولار في عام 2018، في حين تبلغ القيمة الإجمالية للسياحة العلاجية في تركيا نحو خمسمئة مليار دولار، حيث يتطلع القطاع الطبي إلى توفير عشرين مليار دولار من عائدات هذه السياحة بحلول عام 2023.

سوق الطاقة
يوم الأربعاء الماضي، دشن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في إسطنبول خط “السيل التركي”، لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.

وسيحول المشروع -الذي يؤَمِّن لتركيا نصف احتياجاتها من الغاز الطبيعي- البلاد من مستورد للغاز إلى مركز تجاري له.

وتولد تركيا اليوم نحو 46% من احتياجاتها للطاقة من مشاريع الطاقة المتجددة لاستثمار طاقتي الشمس والرياح، وتتطلع إلى رفعها إلى 56% بحلول عام 2023، كما أسست مشاريع طموحة في ولايتي أدرنة وفتحية لإنتاج الطاقة من تدوير النفايات، فضلا عن محطة آق قويو النووية التي تم وضع حجر الأساس لها في مرسين عام 2018.

مجالات واسعة
شهدت العشرية الأخيرة ثورة عملاقة في الصناعات الاستهلاكية، خاصة فيما يتعلق بالمنتجات الغذائية والأدوات، وفي مجالات الصناعات البحرية وتصدير المعادن والصلب والأثاث والمفروشات وغيرها.

أما سوق السياحة التركية الشهير، فبلغ من النمو حدا عكسته القدرة التشغيلية العملاقة للمطارات ووسائل النقل والمواصلات، حيث بلغ عدد السياح عام 2018 وحده أكثر من 43 مليون سائح، وفي 2019 بلغ 51 مليونا، مع تطلعات لبلوغ رقم 58 مليونا العام الجاري.

وانعكس حجم السياحة والزيارات الخارجية على ناتج قطاعات استثمارية كبرى في البلاد، مثل الفندقة وتجارة العقارات التي بيع منها للأجانب مليون و375 ألفا و398 شقة سكنية خلال عام 2018 وحده.

وخلال العقد الأخير، نمت الجامعات التركية بشكل كبير، فقد ارتفع عددها من 76 جامعة عام 2002 إلى 202 جامعة حاليا، يضاف لها 15 جامعة أخرى تحت التأسيس.

كما ارتفعت موازنة التعليم الجامعي في الفترة ذاتها من 11 مليار ليرة (1.87 مليار دولار) إلى 134 مليار ليرة (22.8 مليار دولار)، إضافة إلى 150 مليار ليرة من مساهمات الوزارات التركية والمتبرعين الأتراك.

‪طائرة مسيرة في معرض تكنوفيست للطيران وتكنولوجيا الفضاء‬
التطور الاقتصادي تظهر قراءات اقتصادية أن تركيا ستشهد مزيدا من الانتعش الاقتصادي في عام 2020، فقد نجحت بخفض معدل التضخم من نحو 20% في بداية عام 2019 إلى 12% في نهاية العام.

كما سجل الناتج المحلي الإجمالي في تركيا ارتفاعا بنسبة 2.8% في عام 2018، مقارنة بالفترة نفسها من العام الذي سبقه، في حين بلغ نصيب الفرد 45 ألفا و750 ليرة تركية في عام 2018.

وفي عام 2019، صنفت مجموعة “أتش أس بي سي هولدينغز” تركيا في المرتبة السابعة عالميا، باعتبارها أفضل البلدان للعيش والعمل، فيما حافظ جيشها على موقعه في مقدمة جيوش المنطقة والعاشر قوة على مستوى العالم.

المصدر : الحدث بدقيقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى