Uncategorized

جعلته يقضي عشرة آلاف ليلة في الأدغال ..قصة صمود أسطورية لمقـ.ـاتل رفض استـ.ـسلام اليابان لأكثر من 30 عاماً

جعلته يقضي عشرة آلاف ليلة في الأدغال ..قصة صمود أسطورية لمقـ.ـاتل رفض استـ.ـسلام اليابان لأكثر من 30 عاماً

ينتظر العالم السيرة ذاتية لواحدة من أعجب قصص الحـ.ـرب العالمية الثانية هيرو أونودا أعتى جـ.ـنود الأمبراطورية اليابانية و أكثرهم أخلاصاً حينما ظل يقـ.ـاتل 29 عاماً بعد إستسلام اليابان اعتقاداً منه أن الحـ.ـرب لازالت مستمرة أو رافضا تصديق أن بلاده استـ.ـسلمت.

كان اونودا فردا فى نسل طويل من المحـ.ـاربين، وامتدت جذور تاريخ عائلته القتـ.ـالية من أجداده محـ.ـاربـ.ـى الساموراى وصولا إلى والده الذى كان رقيبا فى فرقة خيـ.ـالة الجـ.ـيش اليابانى إبان الحـ.ـرب اليابانية الصينية الثانية فى الصين. وقد مضى (أونودا) على خطى أجداده وتجـ.ـند فى الجيـ.ـش الإمبراطورى اليابانى عندما بلغ سن الثامنة عشر.

فعلا إنها حكاية نادرة تشبه الأساطير، وكأنها مغامرة “دون كيشوت” أو “روبنسون كروزو”، لكنها تُقدّم اليوم فقط بعد نصف قرن في السينما، وحين يقرر مخـ.ـرج فرنسي تناولها سينمائيا للمرة الأولى فليس هذا لأنها عن الحـ.ـرب، بل لتعمقها في تعقيدات النفس الإنسانية ودوافعها، ولما تثيره من تساؤلات حول الحقيقة، ومن تأمل في معاني الالتزام والتضحية والإيمان بالنفس والوطن.

“أن لا يقبل بالمـ.ـوت ولا الاستـ.ـسلام نهاية له مهما حصل”

قبل الإنزال الأمريكي وإعلان هـ.ـزيمـ.ـة اليابان في الحـ.ـرب بقليل، يُرسل الياباني “هيرو أونودا” عام 1944 بأمر من رائد غامض يُدعى “تانيغوتشي” في مهـ.ـمة إلى جزيرة لوبانغ في الفيلبين.

كان الشاب الملازم منتسبا إلى مدرسة عسـ.ـكرية خاصة توزع مهاما سـ.ـرية على أفرادها، وبعد فشله في أن يصبح طيـ.ـارا أثار تصميمه على تفادي المـ.ـوت انتباه معلمه، فقد توسّم في هذه الخصلة قـ.ـوة يمكن التعويل عليها في مهمات خاصة، وبعد إجراء دورة تدريبية له يُكلَّف بمهـ.ـمة لها هدف وحيد “أن لا يقبل بالمـ.ـوت ولا الاستسلام نهاية له مهما حصل”.

في الجزيرة يقع “أونودا” على مجموعات متفرقة من الجـ.ـنود اليابانيين متمركزة هناك، ستكون عليه قيـ.ـادتهم حسب المهمة السـ.ـرية التي أوكلت إليه، ومع أن الحـ.ـرب بالنسبة للإمبراطورية اليابانية كانت على وشك الانتهاء، ومعها سيأتي الإعلان عن الهـ.ـزيمـ.ـة؛ فإن الملازم “أونودا” يقرر متابعة مهـ.ـمته.

شرف الحفاظ على الحياة في المعـ.ـركة.. وصـ.ـايا الرائد المعلم
بعد توقيع اليابان الإقرار بهـ.ـزيمتها والاستسلام عام 1945 تقرر مجموعة عسـ.ـكرية بتحـ.ـريض من “أونودا” الانسـ.ـحاب معه نحو الأدغال الفلبينية ومتابعة المقـ.ـاومة، على الرغم من النداءات الموجهة لمن بقي من جنـ.ـود يابانيين للاستسـ.ـلام.

“أونودا” يؤمن بما قاله الرائد المعلم من أن الشرف الحقيقي لا يكمن في المـ.ـوت في المعركة مثل أي انتـ.ـحاري، بل في البقاء على قيد الحياة، لأن الجسـ.ـد يصبح هو الوطن، والحفاظ على الحياة هو الشرف بعينه.

هذه المرجعيات الأخلاقية التي توّجه مسارات الشخصية تجعله يبقى في الأدغال 30 عاما، لقد استطاع إقناع بعض الجـ.ـنود في البداية بالبقاء معه بقوة إيمانه بمهمته النبيلة ومثاليته،

لكن هؤلاء ما يلبثون أن يختفوا واحدا تلو آخر، إما بسبب قـ.ـرارهم الاستسلام، وإما لإصـ.ـاباتـ.ـهم في المـ.ـعارك النهائية التي يصرون عليها، ليبقى “أونودا” في النهاية وحيدا، قبل أن ينتهي الأمر به للقـ.ـبول ورمي السـ.ـلاح بعد 30 سنة.

حـ.ـروب الجـ.ـيوش السرية.. عقيدة ترفـ.ـض استـ.ـسلام اليابان

قد يبدو عناد “أونودا” إصرارا غريبا بل مجنونا، لكن الإخراج يصوّر الشخصية بطريقة تجعل التعاطف معها أمرا تلقائيا بكل ما تمثله من معان نبيلة، فقد كانت لديه الرغبة بالاعتقاد لوقت أطول من الآخرين بأن الحـ.ـرب لم تنته، وبأن اليابان سيكون منتصرا. لقد بقي مؤمنا أنه يقاوم الأمريكيين، يحاول الاختباء عن عدو متخيل لم يعد موجودا إلا في ذهنه، يعيش في الطبيعة، بل يصبح جزءا منها.

في البداية لم يكن يعلم باستسلام وطنه، بل لاحظ فقط الإنـ.ـزال الأمريكي في الجزيرة، ثمّ حين تيقّن من الخبر بفضل الراديو رفض أن يصدق، فقد تعلّم أن الحـ.ـرب السـ.ـرية التي تقودها جيـ.ـوش سرية هي الحقيقية، وعليه أن يكون حذرا مما يرى ويسمع.

لقد جاءته عدة فرص للخروج من عزلته ليقـ.ـتنع أن الحـ.ـرب انتـ.ـهت، وأن اليابان هـ.ـزمـ.ـت، ليعود للحياة الطبيعية، إحداها من والده الذي قدم للجزيرة الفيليبينية مع عَلم اليابان ومسؤولين لدعوته للخروج عبر مكبرات الصـ.ـوت، لكنه كان يرفضـ.ـها باستمرار.

وفي النهاية يتلقى زيارة من شاب صحفي يقنعه بالاستـ.ـسلام والظهور فيقبل، لكن ليس دون شـ.ـرط وحيد سيخلصه من تعهده الماضي، لكن لماذا هذا الإصـ.ـرار وهذا التجاهل للواقع؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى