close
الأخبار

خطبة الجمعة اليوم باللغة العربية في تركيا 17 تموز 2020

خطبة الجمعة اليوم باللغة العربية في تركيا بعنوان “تَقَاسَمْ أُضْحِيَتَكَ وَاقْتَرِبْ مِنْ أَخِيكَ” بتاريخ 17 تموز 2020

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
إِنَّ رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ الَّتِي قُمْتُ بِتِلَاوَتِهَا: “وَلِكُلِّ اُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللّٰهِ عَلٰى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَه۪يمَةِ الْاَنْعَامِۜ فَاِلٰهُكُمْ اِلٰهٌ وَاحِدٌ فَلَـهُٓ اَسْلِمُواۜ وَبَشِّرِ الْمُخْبِت۪ينَۙ.”

أَمَّا فِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ الَّذِي ذَكَرْتُهُ فَإِنَّ رَسُولَنَا الْحَبِيبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “مَا عَمِلَ آدَمِىٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ”

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّنَا مُمَثَّلِينَ بِالْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ نَعِيشُ سَعَادَةَ اقْتِرَابِنَا مِنْ عِيدِ أَضْحَى آخَرَ. أَسْأَلُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يَمُنَّ عَلَيْنَا بِبُلُوغِ الْعِيدِ فِي جَوٍّ مِنَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ وَالطُّمَأْنِينَةِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ الْأُضْحِيَةَ، هِيَ عِبَادَةٌ عَرِيقَةٌ أَمَرَنَا بِهَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا وَعَلَّمَنَا إِيَّاهَا رَسُولُنَا الْحَبِيبُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَطْبِيقِهِ لَهَا بِنَفْسِهِ. كَمَا أَنَّهَا أَفْضَلُ تَعْبِيرٍ عَلَى الْإِخْلَاصِ وَالتَّضْحِيَةِ وَالْكَرَمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.

إِنَّ الْأُضْحِيَةَ هِيَ قُرْبٌ وَاِقْتِرَابٌ. فَهِيَ السَّعْيُ لِلْقُرْبِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَبُلُوغِ رِضَاهُ سُبْحَانَهُ. كَمَا أَنَّهَا رَمْزٌ لِلتَّفَانِي وَالتَّقْوَى وَالْإِخْلَاصِ وَالطَّاعَةِ وَالْاِمْتِثَالِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَلَقَدْ قَالَ الْحَقُّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ: “لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ”

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ الْأُضْحِيَةَ هِيَ فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ تَقَارُبٌ مَعَ إِخْوَانِنَا. وَهِيَ شُكْرٌ عَلَى النِّعْمَةِ مِنْ خِلَالِ اِسْتِشْعَارِ الْوَفَاءِ، وَهِيَ تَقَاسُمٌ لِلنِّعْمَةِ اِمْتِثَالاً لِأَخْلَاقِ الْإِنْفَاقِ. كَمَا أَنَّ الْأُضْحِيَةَ هِيَ بِمَثَابَةِ نَشْرٍ لِلْخَيْرِ. وَهِيَ مُحَافَظَةٌ وَإِبْقَاءٌ عَلَى رُوحِ التَّكَافُلِ، وَتَرْسِيخٌ لِلْمَحَبَّةِ وَالصَّدَاقَةِ.

وَإِنَّ الْأُضْحِيَةَ هِيَ بِنَاءٌ لِجُسُورِ الرَّحْمَةِ الَّتِي تَتَجَاوَزُ حُدُودَ الْجُغْرَافْيَا. وَهِيَ نَقْلٌ لِفَرْحَةِ الْعِيدِ وَبَهْجَتِهِ لِقُلُوبٍ لَمْ نَعْرِفْهَا قَطُّ. كَمَا أَنَّهَا تَقْوِيَةٌ لِوَحْدَتِنَا وَاِتِّحَادِنَا، وَإِدْرَاكٌ لِمَفْهُومِ الْأُمَّةِ الْوَاحِدَةِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ رِئَاسَةَ الشُّؤُونِ الدِّينِيَّةِ وَكَمَا جَرَتْ عَلَيْهِ الْعَادَةُ فِي السَّنَوَاتِ الْمَاضِيَةِ، تَقُومُ هَذِهِ السَّنَةَ أَيْضاً بِإِدَارَةِ الْفَعَالِيَّاتِ الْخَاصَّةِ بِذَبْحِ الْأَضَاحِي بِالْإِنَابَةِ وَذَلِكَ بِالتَّعَاوُنِ مَعَ وَقْفِ الدِّيَانَةِ التُّرْكِيِّ.

إِنَّنَا سَوْفَ نَقُومُ تَحْتَ شِعَارِ”تَقَاسَمْ أُضْحِيَتَكَ، وَاقْتَرِبْ مِنْ أَخِيكَ” بِإِيصَالِ الْأَمَانَاتِ الْخَاصَّةِ بِأَبْنَاءِ شَعْبِنَا الْعَزِيزِ إِلَى الْمُحْتَاجِينَ بِدِقَّةٍ وَحَسَاسِيَّةٍ عَالِيَةٍ. وَسَوْفَ تَعُودُ كُلُّ حُصَّةٍ مِنْ حُصَصِ هَذِهِ الْأَضَاحِي إِلَيْنَا عَلَى شَكْلِ آلَافِ الْأَدْعِيَةِ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى! وَإِنَّنَا نَدْعُو إِخْوَانَنَا الَّذِينَ لَدَيْهِمْ الْقُدْرَةُ إِلَى الْمُشَارَكَةِ فِي سِبَاقِ الْخَيْرِ هَذَا.

وَإِنَّنِي سَوْفَ أُنْهِي خُطْبَتِي هَذِهِ بِالْحَدِيثِ الشَّرِيفِ لِرَسُولِنَا الْأَكْرَمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ يَقُولُ: “مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ ،وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ،وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًافَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ، فَادْعُوالَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ”

………………….

اقرأ أيضا : خطبة الجمعة باللغة العربية في تركيا 26 حزيران 2020

عنوان خطبة الجمعة اليوم 26 حزيران في تركيا باللغة العربية في جميع المساجد “لِيُنِيرَ الْقُرْآنُ بُيُوتَنَا ” بإشراف رئاسة الشؤون الدينية التركية .

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
إِنَّ أَبْنَاءَنَا الَّذِينَ يَفْتَحُونَ عُيُونَهُمْ عَلَى هَذِهِ الدُّنْيَا بِفِطْرَةٍ نَقِيَّةٍ وَطَاهِرَةٍ، هُمْ جَمِيعاً أَمَانَةٌ بَدِيعَةٌ اِسْتَأْمَنَنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا. وَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ أَحَبُّ نِعْمَةٍ فِي حَيَاتِنَا وَهُمْ أَغْلَى زِينَةٍ فِي بُيُوتِنَا. وَهُمْ كَذَلِكَ بَرَكَةُ أَعْمَارِنَا وَبَهْجَةُ قُلُوبِنَا.

إِنَّ أَبْنَاءَنَا هُمْ مُسْتَقْبَلُنَا وَإِنَّهُمْ نَافِذَةُ دُعَائِنَا تِلْكَ الْمَفْتُوحَةِ عَلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. وَلَا رَيْبَ أَنَّ تَرْبِيَتَهُمْ وَتَنْشِئَتَهُمْ لِيَكُونُوا أُنَاساً صَالِحِينَ وَمُسْلِمِينَ طَيِّبِينَ وَتَغْذِيَتَهُمْ بِالْحَلَالِ وَتَعْلِيمَهُمْ الْحَقِيقَةَ، هِيَ مَسْؤُولِيَّاتُنَا الْأَسَاسِيَّةُ.

وَإِنَّ حَقْنَ قُلُوبِهِمْ الصَّغِيرَةِ تِلْكَ بِحُبِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحُبِّ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْاِرْتِقَاءَ بِأَذْهَانِهِمْ الطَّرِيَّةِ تِلْكَ بِالْعِلْمِ الْمُفِيدِ وَالْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ، هِيَ وَظِيفَتُنَا الْأَوَّلِيَّةُ. فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ:”مَانَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ “

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ أَبْنَاءَنَا قَدْ أَنْهَوْا مَرْحَلَةً أُخْرَى مِنْ الْمَرَاحِلِ التَّعْلِيمِيَّةِ. وَإِنَّهُ فِي كُلِّ عَامٍ كَانَتْ الْمَسَاجِدُ تَتَحَوَّلُ إِلَى بُيُوتٍ لِلتَّعْلِيمِ فِي مَوْسِمِ الصَّيْفِ وَتَسْمُو بِأَصْوَاتِ الْأَطْفَالِ.

وَلَكِنَّنَا هَذَا الْعَام سَوْفَ نَقُومُ بِاِسْتِضَافَةِ دَوْرَاتِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ الصَّيْفِيَّةِ فِي بُيُوتِنَا. وَإِنَّهُ اِعْتِبَاراً مِنْ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ الْمُقْبِلِ سَوْفَ تَبْدَأُ دَوْرَاتُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ الصَّيْفِيَّةِ عَبْرَ تِلِفِزْيُونِ دِيَانَتْ. فَبِإِمْكَانِكُمْ أَنْ تَقُومُوا بِتَسْجِيلِ أَبْنَائِكُمْ مِنْ خِلَالِ مَوْقِعِ رِئَاسَةِ الشُّؤُونِ الدِّينِيَّةِ عَلَى الْاِنْتَرْنِتِّ كَمَا يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَقُومُوا بِتَأْمِينِ الْكُتُبِ الْمَطْلُوبَةِ مِنْ دُورِ الْإِفْتَاءِ الْخَاصَّةِ بِالْبَلْدَاتِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
لَا شَكَّ أَنَّ أَبْنَاءَنَا وَمِنْ خِلَالِ دَوْرَاتِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ الصَّيْفِيَّةِ سَوْفَ يَتَعَرَّفُوا بِصُورَةٍ أَحْسَنَ عَلَى رَبِّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَسَوْفَ يَقُومُونَ بِتِلَاوَةِ كِتَابِنَا الْعَظِيمِ كِتَابِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ كَمَا أَنَّهُمْ سَوْفَ يَلْتَقُونَ بِعَالَمِ مَعَانِيهِ وَمَفَاهِيمِهِ.

وَإِنَّهُمْ سَوْفَ يَتَعَلَّمُونَ أُسُسَ الْإِيمَانِ وَالْعِبَادَةِ وَحَيَاةَ رَسُولِنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّمُوذَجِيَّةِ. بِالْإِضَافَةِ إِلَى أَنَّهُمْ سَوْفَ يُدْرِكُونَ أَهَمِّيَّةَ أَنْ يَكُونُوا عِبَاداً ذَوِي فَائِدَةٍ لِوَطَنِنَا وَلِشَعْبِنَا وَلِلْإِنْسَانِيَّةِ بِأَسْرِهَا.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي قُرْآنِهِ الْكَرِيمِ:” الٓـرٰ۠ كِتَابٌ اَنْزَلْنَاهُ اِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ اِلَى النُّورِ… “
لِذَا فَلْنُصْلِحْ أَعْمَارَنَا بِالْقُرْآنِ الْكَرِيمِ الَّذِي مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُضِيفَ الْإِنْشِرَاحَ لِقُلُوبِنَا وَالْبَرَكَةَ لِكُلِّ عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِنَا.

وَلْنَتَأّهَّبْ مِنْ أَجْلِ أَنْ نَقُومَ بِنَقْشِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَالْأَخْلَاقِ الْفَاضِلَةِ فِي أَدْمِغَةِ أَبْنَائِنَا الطَّرِيَّةِ وَفِطْرَتِهِمْ النَّقِيَّةِ. وَلَا يَجِبُ أَنْ نَقُومَ بِحِرْمَانِهِمْ مِنْ نُورِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَمِنَ الْاِهْتِدَاءِ بِالْمَعْلُومَةِ الدِّينِيَّةِ الصَّحِيحَةِ.

وَإِنَّنِي أُنْهِي خُطْبَتِي هَذِهِ بِالدُّعَاءِ لِإِخْوَانِنَا الشَّبَابِ مِمَّنْ سَيَدْخُلُونَ الْاِمْتِحَانَ الْخَاصَّ بِالْجَامِعَاتِ فِي نِهَايَةِ الْأُسْبُوعِ، بِأَنْ يَمُنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِالْاِنْتِبَاهِ وَبِالنَّجَاحِ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى