الأخبار

خطبة الجمعة باللغة العربية في تركيا 5 حزيران 2020

خطبة الجمعة 5 حزيران باللغة العربية

الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَمَنْ اَرَادَ الْاٰخِرَةَ وَسَعٰى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَاُو۬لٰٓئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً .
وَقَالَ رَسُولُ اللّٰهِ صَلَّي اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
اَلْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ الَّتِي قُمْتُ بِتِلَاوَتِهَا: “وَمَنْ اَرَادَ الْاٰخِرَةَ وَسَعٰى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَاُو۬لٰٓئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً”
أَمَّا فِي الْحَدِيثَ الشَّرِيفِ الَّذِي ذَكَرْتُهُ فَيُقَدِّمُ لَنَا رَسُولُنَا الْحَبِيبُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ النَّصِيحَةَ بِقَوْلِهِ: “أَلْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ”

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ أَحَدَ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ هُوَ الْإِيمَانُ بِالْآخِرَةِ. وَالَّذِي يَتَمَثَّلُ فِي الْإِيمَانِ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَبِالْحِسَابِ وَبِوُجُودِ حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ.


وَلَا شَكَّ أَنَّ الْإِيمَانَ بِالْآخِرَةِ هُوَ بِمَثَابَةِ قُوَّةٍ لَا نَظِيرَ لَهَا تُؤَثِّرُ عَلَى نَوَايَا الْإِنْسَانِ وَأَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ أَيْ أَنَّهَا بِاِخْتِصَارٍ تُؤَثِّرُ عَلَى جَمِيعِ لَحَظَاتِهِ وَخُطُوُاتِهِ. وَإِنَّ حَيَاةَ الْمُؤْمِنِ وَعِلَاقَاتِهِ مَعَ كُلٍّ مِنْ أُسْرَتِهِ وَجِيرَانِهِ وَزُمَلَائِهِ فِي الْعَمَلِ وَجَمِيعِ الْمُتَوَاجِدِينَ فِي مُحِيطِهِ مِنْ أَحْيَاءٍ وَجَمَادَاتٍ تَتَشَكَّلُ مِنْ خِلَالِ حِسِّهِ وَوَعْيِهِ بِالْآخِرَةِ.


لَا رَيْبَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يَتَبَنَّى الْإِيمَانَ بِالْآخِرَةِ مِنْ قَلْبِهِ، يُرَاعِي فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ الْحُدُودَ الَّتِي وَضَعَهَا رَبُّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَيُرَاعِي كَذَلِكَ رِضَاهُ عَزَّ وَجَلَّ. كَمَا أَنَّهُ وَبِمُقْتَضَى الْإِيمَانِ يَصِلُ إِلَى الْكَمَالِ مِنْ خِلَالِ الْأَعْمَالِ وَالْأَفْعَالِ الصَّالِحَةِ وَالْأَخْلَاقِ الْفَاضِلَةِ. وَدَائِماً مَا يَقُومُ بِمُحَاسَبَةِ نَفْسِهِ. وَيَبْتَعِدُ عَنْ سَيِّئِ الْقَوْلِ وَقَبِيحِ الْفِعْلِ.


وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَنْظُرُ إِلَى الْكَائِنَاتِ بِنَظْرَةِ الْعِبْرَةِ. وَإِنَّهُ لَيَرَى حَيَاتَهُ وَمَوْتَهُ وَسَلَامَتَهُ وَمَرَضَهُ وَسِعَتَهُ وَضَنَكَهُ وَفَرَحَهُ وَحُزْنَهُ عَلَى أَنَّهَا جُزْءٌ مِنْ اِمْتِحَانِ هَذِهِ الدُّنْيَا. فَكُلُّ تَجْرُبَةٍ عَاشَهَا وَكُلُّ حَادِثَةٍ تَعَرَّضَ لَهَا تَكُونُ بِمَثَابَةِ وَسِيلَةٍ لِلْخَيْرِ وَنَيْلِ الْأَجْرِ بِالنِّسْبَةِ لَهُ. وَكَمَا عَبَّرَ نَبِيُّنَا صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ، “إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ”

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
إِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ الْمَحَطَّةُ الْأَبَدِيَّةُ لِرِحْلَةِ الطَّاعَةِ الْخَاصَّةِ بِنَا. وَلَا شَكَّ أَنَّ الْآخِرَةَ هِيَ مَوْطِنُنَا الْأَصْلِيُّ وَمَسْكَنُنَا الْأَبَدِيُّ. وَهِيَ الْمَكَانُ الَّذِي سَوْفَ نَتَحَاسَبُ فِيهِ لَا مَحَالَةَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ زَرَعْنَاهُ وَحَصَدْنَاهُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا كَبِيرُهُ وَصَغِيرُهُ خَيْرُهُ وَشَرُّهُ. لِذَا، فَلْنَحْيَا حَيَاةً تَنْخَرِطُ ضِمْنَ حِسِّنَا وَوَعْيِنَا بِأَنَّنَا سَوْفَ نَبْلُغُ الْآخِرَةَ وَيَوْمَهَا. وَلَا يَجِبُ أَنْ نُهْمِلَ الْاِسْتِعْدَادَ لِذَلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ.
وَإِنَّنِي سَوْفَ أُنْهِي خُطْبَتِي بِهَذِهِ الْآيَاتِ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ: “فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ”

اعلان : هل انت من أصحاب المحلات والمطاعم .. هل لديك صنعة .. و تريد كسب الزبائن .. حمل الآن تطبيق افندم  اضغط هنا

اعلان : للتسجيل في تطبيق افندم .. سهل جدا ما عليك إلا ان تتواصل مع فريق دعم التطبيق عبر ماسنجر :اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى