close
الأخبار

شاهد نص خطبة الجمعة اليوم في تركيا مترجمة إلى اللغة العربية

شاهد نص خطبة الجمعة اليوم في تركيا مترجمة من اللغة التركية إلى اللغة العربية

عنوان الخطبة : اَلْمَسْجِدُ وَالْعِلْمُ


أيها المسلمون الكرام!
إنَّ أَوَّلَ ما قَامَ به رسولُنا صلى الله عليه وسلم عندما هَاجَرَ مِنْ مكَّةَ المُكرّمةِ إلي المدينةِ المُنوَّرةِ، هو بِنَاءُ مَسْجِدٍ. كما أنه قام بإنشاءِ مِظَلَّةٍ في نهاية هذا المسجد تَعْمَلُ بِمَثابةِ مَرْكَزِ التَّدْريبِ السَّكَنِيَّةِ للصحابة الكرام رضي الله عنهم.

وبهذا فقَدْ جمع رسولُ الرحمة صلى الله عليه وسلم الذي أُرْسِلَ كمعلمٍ بين العلم والعبادة في المسجد النبوي وأقامهما في مركز المدينة المنورة. فَقَدْ خَاطَبَهُ الوَحْيُ الأوَّلُ على النَّحْوِ التَّالِي: “اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اِقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ اَلَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ”

أيها المؤمنون الأعزاء!
إنه وفقاً لِدِينِنا الإسْلامِيِّ الجليل، لا يمكن الفصل بين الإيمان والأخلاق وبين العبادة والأدب وبين العلم والحكمة. وكما أن المسجد هو مركز الحياة وقلب البلد، فإنه في الوقت نفسه بيتٌ لِلْعلمِ والهدايةِ.

وإن مساجدنا التي نُظْهِرُ فيها طاعتَنا لِرَبِّ الْعالمين سبحانه وتعالى، من شأنها أن تَصِلَ بنا إلى حِسِّ الوحدة وتَأْخُذَنا إلى روح الإتِّحاد والأُخُوَّةِ تحت القباب ذاتها. كما أن المآذن الداعية للتوحيد وأصواتَ الأذانِ الداعية للعبادة تَرْسَخُ إِيمانَنا وتثبت فينا الأمل.

ولا شك أننا نسْجُد مِنْ أجلِ نيلِ رضا الحق سبحانه وتعالى متوجهين للمحراب ذاته. أما تلك الخُطب ودروسُ الوعظِ التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتُعلِّمُنا حقائقَ الإسلام، فإنها تَمْنَحُ لحياتنا طريقها.

وإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد بشَّر بقوله مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَة ُ

أيها المسلمون الأفاضل!
إننا نَمُرُّ كلَّ عامٍ ما بين تاريخ 1-7 أكتوبر بـ “أسبوع المساجد والموظفين الدينيين”. وإنه قد تم تحديد الموضوع لهذا العام ليكون “المسجد والعلم”.

وإننا سوف نَسْتذْكِرُ من جديدٍ على مر الأسبوع مكانةَ مساجدِنا في حضارتنا والمعنى الذي تحْمِلُهُ في حياتنا. كما أننا سوف نستذكر بالرحمة والامتنان أَسَاتِذَتَنَا الذين نَذَرُوا أعْمارَهم وضَحُّوا لأجل الخدمة الدينية، وكذلك أبناءَ شعبِنا الأعِزَّاءَ الذين شيَّدوا المساجدَ وأَحْيَوْهَا.

بالإضافة إلى أننا سوف نقوم بإقامة ندوةٍ تَتَناولُ مكانةَ مسجدِ آيا صوفْيا ضِمن تاريخ العبادة والعلم الخاص بنا والذي عَايَشْنا اِفْتتاحَهُ بِلَهْفَةٍ وسعادةٍ كبيرةٍ.

أسأل الله تعالي ليكونَ أُسبوعُ المساجد والموظفين الدينيين وسيلةً للخير . وأختتم خطبتي بالحديث التالي لنبينا صلى الله عليه وسلم: ” أَحَبُّ الْبِلادِ إلى اللَّهِ مساجدُها…”

ترجمة وتحرير : تركيا واحة العرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى