close
Uncategorized

قصة ابن الشوارع الجزء الثاني

في أحد الأيام كان وفا يلمع حذاء أحد الزبائن توقفت سيارة بالقرب من وفا قليلا ثم ذهبت مبتعدة
وفي اليوم الثاني وبنفس الوقت توقفت السيارة بعض الوقت ثم دخلت مسرعة إلى الشركة!

أما في اليوم الثالث توقفت السيارة مطولا بينما كان وفا نائم على الرصيف ثم أنطلقت مسرعة الى داخل الشركة
توقفت السيارة في المرآب وخرج منها رجل وسيم وأنيق يضع نظارة سوداء نزع النظارة وأخذ منديل وبدأ يمسح دموعه
فقال له السائق: سيدي لماذا تبكي؟

قال الرجل لا أعلم ولكن كلما رأت عيني هذا المتشرد ينهمر الدمع منها كالمطر
قال السائق هل أطلب لك الطبيب

قال الرجل لا لكن لا أريد أن أرى هذا المتشرد بعد الآن لقد قرفت من منظر هذا المتشرد ويرهق عيني الوحيدة برؤيته
قال السائق :ماذا تقصد سيدي هل نخلص عليه

قال الرجل:أنت من سيدفع الثمن غاليا إذا رأته عيني فوق الأرض بعد اليوم لا أريد أن أرهق عيني و تدمع بعد الآن
ذهب السائق إلى المتشرد فوجده قد أستيقظ وهو جالس ويبكي؟
فسأله السائق لماذا تبكي ياولد؟

قال وفا لقد رأيت أمي في حلمي هناك في الشارع تبكي عليا كثيرا وسألتني ماذا تفعل هنا ياحبيبي لماذا ثيابك متسخة وهل أنت جائع لكنها ذهبت مسرعة في سيارة فأستيقظت ولاكنني لم أعد أراها

فقال السائق:حسنا… حسنا هي تعال لأخذك إلى أمك
فقال وفا:ولكن أمي قد ماتت

قال السائق بتلبك :اعلم ..أعلم ذالك وأنا أقصد أن أقول لك لنذهب إلى والدك لابد أنه يبحث عن مكان عملك منذ الصباح
قال له السائق قل لي ما أسم والدك وما هو عمله لنذهب ونبحث عنه

وفجأة رن جوال السائق أخرجه وقال نعم سيدي… حاضر سيدي كما تريد سيدي نعم أملك نقود سيدي..حاضر سيدي..
قال السائق لوفا خذ هذه النقود واحتفظ بها جيدا وغدا نذهب إلى والدك وبأمكانك الذهاب وشراء ما يطيب لك من الطعام .
نظر السائق إلى عنق وفا وقال من أعطاك هذه القلادة الجميله

قال وفا لقد اشترتها لي أمي
تفحصها السائق وقال إنها جميلة جدا وعاد السائق إلى الشركة

وضع وفا النقود في صندوقه ونظر إلى السماء وقال أمي أين أنت لقد أصبح لدي الكثير من النقود وأستطيع أن أشتري لك الدواء والطعام هل تعود إلي مرة ثانية وبدأ بالبكاء

كان وفا جائع جدا ولديه الكثير من النقود وبامكانه شراء بعض الطعام من دون معرفة خالته.
هذا ما دفعه إلى الذهاب والتسكع في سوق المأكولات الشعبية ليقتات على بعض الطعام

وفي السوق كانت رائحة الطعام الذكية تفوح في كل مكان وكانت اللحوم المشوية معروضة على واجهة أحد المطاعم
فكان يحاول لمسها من خلف الزجاج وهو يبتلع لعابه

حاول الدخول من باب المطعم إلى الداخل لكن أحد العمال كان في أنتظاره فقال له
إلى أين أيها الطفل المتسخ القذر أمسك العامل به ودفعه بعنف خارج المطعم فسقط وفا في الشارع هو وصندوقه وتبعثر كل ما في الصندوق

لملم وفا أغراضه بينما كان لا يزال يراقب الشواء على واجهة المطعم نهض واقفا وهو حزين
وقال: سأذهب للبيت وأعطي هذه النقود لخالتي لتشتري لي من هذا الشواء اللذيذ

وفي البيت تفاجأت خالته بعودته باكرا فقالت له لماذا عدت باكرا يا ولد
قال وفا : إنني جائع يا أمي ؟؟

قالت خالته.. هههه وهل جنيت ثمن لطعامك
أخرج وفا النقود من الصندوق وهو سعيد جدا وقال نعم خذي هذه النقود يا أمي ..

فقالت الخالة ياألهي وصفعته على وجهه ألقته أرضا من أين سرقت كل هذه النقود أيها الحقير
قال وفا وهو يبكي لقد أعطاني إياها أحدهم

شدته الخالة من شعره بقوة وقالت هل ستقنعني بأن هناك من أكرمك بكل هذه النقود أيها الحقير ..
هي أدخل إلى الحمام ولن تخرج حتى تعترف من أين سرقت كل هذه النقود أيها الحرامي..

………. وفي الشركة وبعد أن عاد السائق إلى المدير
فقال السائق:هل تراجعت سيدي عن قرارك بخصوص هذا المتشرد
قال المدير:لا أعرف ماذا حدث لعيني كادت أن تخرج من وجهي وهناك من دفعني لتريس قليلا.

وفي المساء خرج السائق بصحبة المدير وانطلق مسرعا إلى بيت المدير وفي الطريق نظر السائق إلى المدير
وقال سيدي أنا أعتبرك أولا مديرا لي وثانيا أخي الكبير وكما يقو المثل لحم كتافي من خيرك

قال المدير أكمل ماذا تريد
قال سيدي وضعك الصحي سيئ منذ فتره أرجو أن تقبل طلبي

قال المدير ماهو طلبك
قال أطلب لك طبيبا

قاطعه المدير وقال ماذا يفيدني الطبيب
قال السائق أخي معتذرا منك تذكر أنك بعين واحده

يجب الحفاظ عليها من كل مكروه فهي شديدة الأحمرار
قال المدير حسنا حسنا عندم نصل إلى البيت سوف نطلب طبيبا…

وبعد معاينة الطبيب قال الحمد لله عينك سليمة
لكن أصبحت شديدة الجفاف فقدت الكثير من الدمع ويجب عليك الأبتعاد عن كل ما يحزنك
الجزء الثالث من هنا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى