ألمانيا

قصة طبيب ألماني عشق فتاة وعاش مع جثتها 10 سنوات وخطط للهروب بها إلى الفضاء !

يشهد التاريخ على العديد من قصص الحب الأسطورية، التي عرفناها جميعا وتأثرنا بها، بداية من حكاية الأميرة اليتيمة “سندريلا”، التي انتهت قصتها بحفل زفاف رائع على أميرها .

وإلى حكاية العاشقين “روميو وجولييت”، التي أنهى الموت حبهما؛ إلا أن تلك القصة التي سترويها السطور التالية، لم يستطع الموت بسطوته على البشر، أن يقف في طريق العشق الذي جمع بطلي حكايتنا.

عمل الطبيب الألماني “كارل تنزلر”، في مستشفى “كي ويست” بفلوريدا، خلال أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، قبل أن يقضي عقدا كاملا مع جثة حبيبته، معزولا عن العالم الخارجي، في حطام طائرة قديمة .

بل إنه لولا اكتشاف الأمر لكان سافر بجثتها إلى الفضاء الخارجي، وفق ما كان يخطط له اعتقادا منه أنه يمكنه استرجاعها مرة أخرى، إن فعل ذلك، رغم تنافي ذلك مع علم الطب الذي درسه وعمل به.. لكنه العشق!

من هو “كارل تنزلر”.. الطبيب العاشق

وكارل مهاجر ألماني، كان معروفا بأنه طفل ذكي، وفي 12 من عمره راوده حلم بـ”وجه فتاة”، لم يلتقها من قبل، وظل الحلم يراوده على مدى سنوات عمره .

ورغم أنه تزوج فيما بعد وأنجب أطفالا، فإنه ظل في بحث مستمر عن هذا الوجه المحبب إليه.

وفي عام 1930، عندما كان يبلغ من العمر 56 عامًا، عمل “كارل” طبيبا متخصصا في علم الأشعة، بمستشفى “كي ويست” في ولاية فلوريدا، والتقى مع مريضة كوبية، تُدعى “إيلينا دي هويوس”، وكانت تبلغ من العمر 21 عامًا، وتعاني من مرض “السل”، إلا أنها لم تكن مريضة عادية بالنسبة إليه، إذ كانت صاحبة الوجه الذي يبحث عنه “كارل”

ووقع “كارل” في حب “إيلينا” على الفور، وأخذ على عاتقه مسؤولية علاجها بشتى الطرق، وقدم نفسه إلى عائلتها، متجاهلا بروتوكول المستشفى وحدود وظيفته.

مشوار علاج “إيلينا” وموتها

كان عشق “كارل” واضحا في جميع تصرفاته، حيث وهب لها كل وقته، وظل إلى جانبها طوال الوقت، وعالجها بأجهزة التلفيف .

بل ونقل أجهزة الأشعة السينية في منزل والديها، لتتلقى العلاج، ورغم كل ذلك الحب، لم تكن “إيلينا” مهتمة سوى بالعلاج، فهي لم تبادل “كارل” مشاعر الحب يوما.

وفي نهاية المطاف، توفيت “إيلينا” بعد عام من لقائها بالطبيب العاشق، وأقنع “كارل” العائلة بالسماح له بدفع ثمن جنازتها، وبنى لها ضريحا كبيرا .

ظل الجميع يراه، وهو يجلس في داخله كل ليلة لمدة عامين، فبدا الأمر رومانسيا للجميع، الذين أشفقوا على الطبيب، لكن أحدا لم يتخيل ما كان يفكر به ذلك الرجل.

تملك الجنون من “كارل”، وذات يوم فتح قبر “إيلينا”، وأخذ الجثة على عربة قديمة إلى مختبره، الذي شيده داخل حطام طائرة قديمة .

وملأ جسدها بالخرق ليحافظ على شكله، وأبقى الهيكل العظمي سليما، بربطه بأسلاك غليظة، واستبدل عينيها المتحللة بالزجاج، وصقل اللحم المتعفن بالحرير والشمع والجص، وصنع لها شعرا مستعارا.

الأكثر من ذلك، كان “كارل” يخطط لإنشاء مركبة فضائية لنقل جثة “إيلينا” إلى طبقة “الستراتوسفير” الجوية، اعتقادا منه أن الإشعاع الصادر من الفضاء الخارجي، يمكن أن يخترق أنسجتها، ويستعيدها مرة أخرى إلى الحياة.

10 سنوات من عشق جثة

عاش “كارل” إلى جانب “جثة إيلينا” لمدة 10 سنوات، كان ينام إلى جانبها على سرير واحد، يطبخ، ويغني ويرقص معها .

وشوهد أكثر من مرة وهو يشتري ملابس وعطور نسائية، كما كان يرقص مع شخص ما، من خلف ستائر مغلقة داخل منزله.

وصلت الشائعات إلى والدي “إيلينا”، اللذين كانا سعداء به، حتى أول أكتوبر عام 1940، حيث ساور الشك قلب شقيقة “إيلينا”، وزارت “كارل”، لتكتشف أن الطبيب يعيش مع أختها الميتة، منذ عقد كامل.

وأبلغت الشقيقة الشرطة عن الحادث، واقتحمت قوات الأمن المنزل، وتم فحص “كارل”، من قبل طبيب نفسي، أقر بأنه مؤهل للمحاكمة، وبالفعل تمت مقاضاته بتهمة تعمد تدمير قبر، وإخراج جثة دون تصريح.

والمثير للدهشة، أنه بدلا من الاشمئزاز، كان الجمهور متعاطفا جدا مع الطبيب العاشق، وشعر الكثيرون بالأسف لسوء حظه، كما اعتقد البعض بأنه مضطرب نفسيا، خاصة أنه بعد إسقاط الحكم عنه بالتقادم، سأل “كارل” القاضي إذا كان يمكن إرجاع جثة “إيلينا” إليه!

عرض جثة “إيلينا”

وبناء على طلب الجمهور، قررت السلطات عرض الجثة في المتحف، وجاء لمشاهدتها أكثر من 6 آلاف شخص .

وبعد فترة وجيزة، تم دفن الجثة في النهاية بالمقبرة، لكن هذه المرة كان القبر غير مميز وغير معروف للعامة، حتى لا يجد المعجبون المنحرفون طريقا لسرقتها.

أما “كارل” فظل في ضلاله القديم، وحين يأس من استعادة جسد حبيبته، أنشأ دمية بحجمها الطبيعي في صورتها، وأمضى السنوات المتبقية من حياته إلى جانبها، حتى توفى عام 1952، عن عمر يناهز 75 عاما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى