close
Uncategorized

كانت تعد ثالث أكبر ترسانة في العالم..كيف جُرّدت أوكرانيا من أسلحتها النوويـ.ـة بخدعـ.ـة امريكية بريطانية.؟

مع انهـ.ـيار الاتحاد السوفييتي سنة 1991، أصبحت أوكرانيا ثالث قوة نووية في العالم، بترسانة بلغت وقتها 175 صاروخاً بعيد المدى وأكثر من 1800 رأس نووي ورثتها عن الجمهورية الشيوعية السابقة.

بحكم اتفاقيات تخفيض الترسانة النووية التي وقعتها موسكو وواشنطن، تخلَّت أوكرانيا على سلاحها النووي بموجب اتفاق لشبونة سنة 1994، ذلك مقابل ضمانات أمريكية وبريطانية بالدفاع عنها في حال تعرضها لاعتداء روسي.

ضمانات تبقى بعيدة التنفيذ من قبل الدول الضامنة، مع تزايد الاعتـ.ـداءات الروسية على أوكرانيا منذ 2014. فيما احتج الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، على الأمر مهدداً بالخروج من مذكرة بودابيست النووية.

ستارت 1 لشبونة وبودابيست

مع انهـ.ـيار الاتحاد السوفييتي، وجدت جمهورية أوكرانيا الوليدة نفسها بترسانة نووية ضخمة، قدرت بـ 175 صاروخاً باليستياً عابراً للقارات و44 قاذفة ثقيلة، مزودة بأكثر من ألف صاروخ نووي مجنح بعيد المدى و1800 رأس نووي حربي.

وقبل الانهيار، تعهد كل من الجانب السوفييتي والجانب الأمريكي بتخفيض أسلحتهما النووية، في معاهدة “ستارت 1” التي وقَّعها ميخائيل غورباتشوف وجورج بوش الأب، والتي بموجبها التزم الطرفان بعدم نشر أكثر من 6000 رأس نووي و 1600 بين صواريخ بالستية عابرة للقارات والقاذفات.

وبموجب هذه المعاهدة جرى نزع السلاح النووي من الجمهوريات الثلاث الوريثة للاتحاد السوفييتي، أوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان، عبر بروتوكول لشبونة الموقع سنة 1994. والذي أتى نتيجة مذكرات التفاهم في بودابيست، التي وقعتها الدول الثلاث، إضافة إلى روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة.

ونصت المادة الثانية من مذكرة بودابيست على تأكيد روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة على “التزامها بالامتناع عن التهديد بالقوة أو استخدامها ضد وحدة أراضي أوكرانيا أو استقلالها السياسي وعدم استخدام أي من أسلحتها ضد أوكرانيا إلا بهدف الدفاع عن النفس أو أي طريقة أخرى وفقاً لميثاق الأمم المتحدة”.

إحساس أوكراني بالخذلان

حسب خبيرة شؤون الأسلحة النووية، ماريانا بودجرين، فإن ما شجَّع الأوكرانيين على التخلي عن ترسانتهم النووية بأنه “كان هناك شعور بالرضا بعد التوقيع على هذه المذكرة، كانوا يتفاخرون بالقول: انظر، لدينا هذه الضمانات التي جرى توقيعها! وكان لديهم هذا الإيمان بأن الغرب سوف يقف إلى جانبهم”.

إيمان وزهو الأوكرانيين بتلك الضمانات الأمنية، تحول إلى إحساس بالخذلان بعد نحو 30 سنة من توقيع المذكرة، توضح بودجرين، مضيفة بأن “أوكرانيا سعت إلى إحياء تلك المذكرة بعد خرق من قبل روسيا سنة 2014، ودعت إلى اجتماع للموقعين عليها في باريس، حيث كان هناك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي ببساطة لم يحضر”.

وفي السياق نفسه يورد خبير الغلاقات الدولية الأمريكي والتر راسل ميد: “لو كانت أوكرانيا لاتزال تحتفظ بأسلحتها النووية لربما لم تكن لتفقد أوكرانيا. وبالتالي هي تخلت عن ترسانتها الاستراتيجية مقابل ورقة بلا قيمة، وحصلت في الأخير على غزو من قبل جارتها النووية القوية”.

ولوح الرئيس زيلينسكي، أثناء مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن يوم السبت الماضي، بإمكانية انسحاب بلاده من مذكرة بودابيست. واحتج قائلاً: “منذ عام 2014، حاولت أوكرانيا ثلاث مرات إجراء مشاورات مع الدول الضامنة لمذكرة بودابست. ثلاث مرات دون نجاح. اليوم أوكرانيا ستفعل ذلك للمرة الرابعة. أنا، كرئيس، سأفعل ذلك للمرة الأولى. لكن أنا وأوكرانيا نقوم بذلك للمرة الأخيرة”.

وأضاف زيلينسكي: “في حال لم تنعقد تلك المشاورات مرة أخرى أو إذا جاءت نتائجها لا تضمن الأمن لبلدنا، فسيكون لأوكرانيا كل الحق في الاعتقاد بأن مذكرة بودابيست لا تعمل وأن جميع القرارات الشاملة لعام 1994 موضع شك”.

وعلَّق وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، على ذلك قائلاً: إن “تصريحات زيلينسكي حول إعادة الوضع الأوكراني لدولة نووية هي بيان خطير للغاية (…) أوكرانيا لديها قدرات لتصنيع أسلحة نووية أكثر بكثير من إيران وكوريا الشمالية، قد تظهر الأسلحة النووية التكتيكية على أراضي أوكرانيا”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى