التاريخ

كيد النساء..أذلت الحجاج مُـ.ـرعب زمانه وكسـ.ـرت جبـ.ـروته وأجبرته على السير حافياً..فمن تكون!

كيد النساء.. أذلت الحجاج مُـ.ـرعب زمانه وكسـ.ـرت جبـ.ـروته وأجـ.ـبرته على السير حافياً.. فمن تكون هند!

هند بنت المهلب من أشهر نساء العرب وأفصحهم، عرفت بطلاقة لسانها، ورجاحة عقلها وبلاغتها، كما اشتهرت بأنها قد أذلت الحجاج بن يوسف الثقفي رغم انه كان سَفَّاكاً سَفَّاحاً مُرْعِب زمانه.

وهي من أشهر نساء القرن الهجري الأول وأوائل القرن الثاني للهجرة، وابنة القائد التابعي المهلب بن أبي صفرة، وتنتمي إلى قبيلة العتيك الأزدية، يعد آل المهلب من أحفاد الحارث بن العتيك، وجدها أبو صفرة الذي يعرف باسم ظالم بن سراق، لها ثلاثة وعشرون أخًا وأحدى عشر أخت

حبها لعائلتها

كافحت هند بنت المهلب مع أخوتها حيث حدث ابن عساكر وقال: قدمت هند بنت المهلب على عمر بن عبد العزيز بخناصره وكان قد حبس اخاها يزيد بن المهلب فقالت له: يا أمير المؤمنين علام حبست أخي؟

قال: تخوفت أن يشق عصا المسلمين. فقالت له: فالعقوبة بعد الذنب أو قبل الذنب؟.[2] وكانت دائما تدافع عن إخوتها وأبنائهم حيث أرسلت ليزيد بن عبد الملك تشفع لبعض من أبناء أسرتها وتستأمنه عليه فأمنهم

زواجها من الحجاج

واتفق معظم المؤرخين على أن الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان جبارا عنيدا مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة، وكان اسمه كُليب ثم أبدَلَهُ بالحجَّاج.

من أشهر أقواله: “إني لأري رؤوساً قد أينعت وحان قطافها و إني لصاحبها”، نشأ في الطائف، وتعلَّم القرآن والحديث والفصاحة، ثم عمل في مطلع شبابه معلم صبيان مع أبيه، يعلم الفتية القرآن والحديث، ويفقههم في الدين، لكنه لم يكن راضياً بعمله هذا، على الرغم من تأثيره الكبير عليه، فقد اشتُهِر بتعظيمه للقرآن

حُكي أن هند بنت المهلب كانت أحسن نساء زمانها، فوُصف للحجاج حسنها وجمالها فخطبها، ودفع لها مالاً كثيراً وتزوجها رُغما عنها، واشترط على نفسه بعد الصداق مائتي ألف درهم، مكث معها مدة طويلة ثم دخل عليها في يوم من الأيام وهي تنظر إلى وجهها في المرآة وتقول:

وما هند إلا مـهـرة عــربـية.. سـلالة أفـــراس تحللـها بـغـل
فإن ولدت فحلاً فللـه درهـا.. وإن ولدت بغلاً فجاء به البغل

طلاقها من الحجاج

فلما سمع الحجاج ذلك عاد راجعاً ولم يدخل عليها ولم تكن تعلم أنه سمعها، فأراد الحجاج أن يطلقها، فأرسل إليها عبد الله بن طاهر فدخل عليها قائلا: يقول لك الحجاج أبو محمد كان تأخر لك عليه من الصداق مائتي ألف درهم

وهي هذه أحضرتها معي ووكلني الحجاج في الطلاق فقالت هند: اعلم يا ابن طاهر أننا كنا معه والله ما فرحت به يوماً قط وإن تفرقنا والله لا أندم عليه أبداً، وهذه المائتا ألف درهم لك بشارة خلاصي من كلب ثقيف.

وكانت رابع زوجاته، حيث كانت تربطه صله متينة بآل المهلب حتى تقلب الزمان وخشي من نفوذهم فوضعهم في السجن في سنة 86 للهجرة إلى سنة 90 للهجرة.

كانت هند شديدة الحب والتعلق بأخوتها، لم يرضها ما يفعل بهم من عذاب وغضب عليها الحجاج بن يوسف عندما سمعها تصيح بعد أن سمعت صياح أخاها يزيد بن المهلب وهو يعذب في السـ.ـجن،

طلقها الحجاج بن يوسف بعد هذه الحادثة خوفا من أن تقـ.ـتله، وأختلف سبب طلاقهم في رواية أخرى حيث روي أن الحجاج رأى رؤيا اقتلاع عينيه في منامه، حينها كان متزوجًا بهند بنت المهلب وهند بنت أسماء فطلقهما ظنا منه أن رؤياه تتأول بطلاقهما،

حتى جاءه خبر وفاة أخاه محمد بن يوسف في يوم وفاة ابنة محمد بن الحجاج فعلم أن هذا هو تأويل رؤيا اقتلاع عينيه حيث قال: والله هذا تأويل رؤياي من قبل، محمد ومحمد في يوم واحد، إنا لله وإنا إليه راجعون

إذلال الحجاج

ثم بلغ أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان خبرها ووُصِف له حسنها وجمالها وعذوبة ألفاظها فأرسل إليها يخطبها

زواجها من عبد الملك بن مروان[عدل]

بلغها أن عبد الملك بن مروان يريد أن يخطبها عندما سمع عن حسنها وجمالها، فأرسلت إليه كتابًا تقول فيه: بعد الثناء على الله والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد، فاعلم يا أمير المؤمنين أن الكـ.ـلب ولغ في الإناء،

فلما قرأ عبد الملك بن مروان كتابها ضحك من قولها وكتب لها حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً إحداهن بالتراب ثم قال: اغسلي القذى عن محل الاستعمال.

فلما قرأت كتابه لم يمكنها المخالفة، وكتبت إليه تقول: بعد الثناء على الله تعالى يا أمير المؤمنين إني لا أجري العقد إلا بشرط فإن قلت ما الشرط؟ أقول: أن يقود الحجاج محملي إلى بلدك التي أنت فيها ويكون حافياً بملبوسه.

فلما قرأ عبد الملك الكتاب ضحك ضحكاً عالياً شديداً وأرسل إلى الحجاج يأمره بذلك، فلما قرأ الحجاج رسالة عبد الملك بن مروان امتثل الأمر ولم يخالف ثم أرسل إلى هند يأمرها بالتجهيز فتجهزت في محمل وجاء الحجاج في موكبه حتى وصل إلى باب هند،

فلما ركبت المحمل وركب حولها جواريها وخدمها ترجل الحجاج وهو حافٍ وأخذ بزمام البعير يقوده وسار بها، فصـ.ـارت تسخر منه وتهزأ به وتضحك عليه مع جواريها ثم إنها قالت لإحدى جواريها: اكشفي لي ستارة المحمل فكشفتها، حتى قابل وجهها وجهه فضـ.ـحكت عليه فأنشد الحجاج هذا البيت:

فإن تضحكي يا هند رب ليلة
تركتك فيها تسهرين نواحـا

فأجابته هند بهذين البيتين:

وما نبالي إذا أرواحنـا سـلـمـت
فما فــقدناه مـن مـــال ومـن نـــسـب


المال مكتسب والعـز مـرتـجـع
إذا اشتفى المرء من داء ومن عطب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى