close
الأخبار

مستشار اردوغان يكشف عن مناشدة سيدة تركية لمنع ترحيل جارهم السوري

كشف ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حزب العدالة والتنمية، عن تفاصيل مكالمة هاتفية تلقاها من سيدة تركية في محاولة لحماية جيرانها السوريين ومنع ترحيلهم من مدينة إسطنبول إلى المدينة التي توجد فيها سجلاتهم.

كان لها جار سوري يجاورها منذ سنوات، ومنذ أن سكن في حيهم فقد اعتادوا عليه وصار جزءا من حياة كل واحد من سكانه لدرجة أنه أصبح وكأنه فردا من أسرة كل ساكن من سكان الحي.

وتقول “فعلى سبيل المثال عندما أمرض يهتم بي ويساعدني بالقدر الذي لا أراه من عائلتي”. ثم تضيف “لقد حارب هو وأقاربه ضد ظلم نظام الأسد والتنظيمات الإرهابية المتطرفة في سوريا، فقتل شقيقه وأصيب هو في قدمه، والآن يعيش حياته الطبيعية بعدما ركب قطعة من البلاتين.

جاء إلى تركيا حيث سُمح له بالإقامة في إحدى مدنها، لكنه عجز عن توفير احتياجاته في تلك المدينة، ولهذا أتى إلى إسطنبول، ومنذ ذلك اليوم وهو يعيش في المكان ذاته.

كان وهو في سوريا رجل أعمال لديه القدر الكافي من التجارة. لكنه الآن يعمل في أي عمل يجده في إسطنبول، أعمال نقاشة أو مقاولات أو ما إلى ذلك. لكن عندما يجلس في منزله وهو جائع لا يخبر أحدا بأنه جائع ويحتاج المساعدة.

يحبه كل سكان الحي ويعتبرونه واحدا منهم. لكنه اضطر للاختباء بمنزله ما إن بدأت الإجراءات المعروفة قبل فترة قصيرة، فهو لا يخرج منه أبدا. ذلك أنه لو عاد إلى المدينة المسجل بها فإنه سيكون قد فقد الحياة التي أسسها لنفسه هنا، كما أنه يستطيع توفير احتياجاته بطريقة ما بالعمل هنا، فماذا سيفعل هناك إذن؟ ولهذا فقد جمعنا التوقيعات نحن سكان الحي لأننا لا نريد أن يتركنا جارنا السوري، فنقول للمسؤولين لا تأخذوا جارنا منا”.

تحول صوت السيدة المتصلة وكأنها ستبكي بنهاية كلامها، وبالفعل بعدما أنهت كلامها بكت بكاء شديدا. ولا أخفيكم سرا أنني كذلك لم أستطع السيطرة على دموعي، وشعرت وكأن الكلام قد وقف في حلقي، فبلعت ريقي ولم أستطع أن أرد عليها بشيء لبعض الوقت.

لقد كانت هذه هي المعجزة التي ظهرت فجأة في وقت كاد الأمل فيه أن يختفي. فهذه هي المرة الأولى التي أتلقى فيها مكالمة كهذه من بين المكالمات التي تأتيني ويحكي أصحابها آلامهم وطلباتهم الشخصية. فذلك الصوت لم يكن يطلب شيئا لنفسه، بل لشخص آخر.. لم يكن يبكي على حاله، بل على حال شخص آخر. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى