Uncategorized

فتاة قبيحة الفصل الاخير

كانت #ازل تقرأ كتابا في غرفة الاطباء
قررت الحديث معها مرة أخرى…
فجلست قربها وقلت : إلى متى؟
و بغير تهكم أو تغابي او سؤال اجابت فورا بثقة : إلى يوم غد !
نهضت من مكاني… وقلت : ماذا تقصدين؟
: اقصد ما قصدته انت!
فقلتُ مبتسما :هل ستوافقين غدا؟
فقالت : لو سمحت !! من قال موافقة او رفض؟
سأرد الجواب لك غدا !
و تركتني في فرحتي و قلقي.. حيرتي و املي منتظراً الغد بكل حمـــاس

في تلك الليلة
على الرغم من محاولاتي الكثيرة و حبوب ات و مهدئات الاعصاب و مسكنات الالم، إلا أنه لم يغفو لي جفن
انتظرت الشمس.. فحين تشرق ستأتي ازل
و أتى الصبـــاح.. مارست طبيبتي عملها باعتيادية غريبة، و كأن شخصاً لا ينتظر، و كأن كلاما لم يقال !
و عند الثانية ظهر ذاك اليوم، قبل نهاية الدوام، أتيت إليها.. كانت تضع أغراضها في أماكنهم مستعدة للمغادرة،
فقلت لها : ازل، كيف حالك؟

لأول مرة أشعر بأن هذه الفتاة مضطربة إلى هذا الحد، مترددة بالكلام، متلعثمة بالجمل ! فرّدت و هي تفرك يديها بب اً او خوفاً : الحمد لله و انت؟
ــ ازل انا انتظر جوابك!
لا أعلم ماذا اقول لك
ــ قولي لي ما عندك

في الحقيقة يا علي فكرت كثيراً… منذ ان صارحتني و أنا افكر بكلامك،
و اتسائل.. هل يمكنني الزواج من متنمر، متكبر، متغطرس امته التي سيفنيها الكبر؟
هل يمكنني أن ابني معه أسرة؟
و جملتك القاسية تلك، لكـــن، أكون قد كذبت عليك إن قلت لك أني نسيتها ياعلي.
كلامك عن قبح مظهري بناظرك.. عن الشفقة، أقل ما يصفه أنه كان امرضني !

فأنا أعلم، أعلم أني ، لا أملك معايير الجمال، لكن صدقني لو كان الأمر عائداً لي، لأبقيتُ منظري على ما هو عليه
فأنا بي راضيـــةٌ و جداً ..
لكـــن ، أنت؟
يتبع …
الفصل السادس والأخير

و قبل أن تكمل جملتها قلت لها : أزل يا حلوتي ، انا راضٍ بك، جملتي كانت سطحية، لم أكن اعلم من انت، لم أرى جمال قلبك، و شخصيتك، اريدك بصدق، ستكونين جميلةً جدا بالفستان الأبيض، و ستكونين أماً رائعةً لأطفالي ، ارجوك ازل! لا تحرميني قلبكِ الياسميني على ٍ قدي !
فابتسمت قائلة : صحيح أني لن أنسى جرحك ذاك، وصحيح أنه ابكاني كثيراً ، وجعلني انظر إلى مرآتي في اليوم عشرات المرات ، لكـــن ، بالمقابل.. (النفسُ تميل لمن يستثنيها)
لا أنسى استثناءاتك لي، نظراتك، و اهتمامك، حنية قلبك المتعجرف

صبرك عليٍ شهورا طويلة و محاولاتك
شعرت بال****ِ يسري في عروقي وقلت : هل هذا يعني انكِ موافقة؟
فأجابت وهي ترفع حاجبها الأيسر : لا من اخبرك، قلت إني لن أنسى فقط
قلت لها : لكـــن يا ازل أنا احببتكِ والله
كان وجهها محمراً جداً، تبدو و كأنها حبةُ طماطم وقالت : لكـــن يا علي أنا موافقة !
لـــن أنسى عظمة تلك اللحظة بالنسبة لي

رهبة أن تكون ملكي في آخر المطاف
أن لا تضيع كل تلك الاتعاب..
أن لم أسِر في طريقٍ غير طريقي.. ثم
لك الحمد يا الله..ثــــــــــــم
تق****ت لطلب يدها من الرجل الذي رباها، قلت له (أني أريد جميلتك الاميرة ازل لتكمل جميلتي كـــملكة)
أعلننا خطبتنا الرسمية وسط انبهار الجميع، ضحكنا معا على غروري في ذلك الموقف الذي وصفتها فيه بالقبيحة، صراحةً أصبحت ممتناً له، فهو من جعلني ألتفت على جمال مكنون فيها

احتفلنا بالخطبة احتفالاً بسيطاً بالتفاصيل مليئاً بالحب.. كانت المرة الأولى التي أراها بهذا القدر من الجمال ارتدت فيه ازل فستانا خمريا، وضعت كحلاً و أحمر شفاه فقط و إكليل وردٍ و عطرلطالما احببت بساطتها، بل ان اكثر ما لفت انتباهي إليها أنها – لم تحاول لفت انتباهي-
ضحكت مع ازل من قلبي.. شعرت أني ولدتُ معها بقلبٍ آخر، عملنا معاً في المستشفى، تحدثت لها عن تلك العجوز التي عالجناها معاً،
خططنا لحفل الزفاف المرتقب بعد شهور * .. أسمينا أطفالنا الذين لم يولدوا بعد، قررت أن أسمي ابنتي ازل أريدها كـــوالدتها اسماً و مسمى !

فلهذا الإسم معنى ( الدوام الذي لا بدءَ له ) و كذلك كان حبـــي..
عشت أجمل أيام عمري معها، حلمت بها كـــعروستي، و شكرتُ الله على عطيته السماوية ذيو ما لبثنا مع بنا شهراً….
حتى شعرتُ بتغيرها معي، لم تعد سعيدة بحضوري كما كانت… لم تعد ذاتها تلك الجورية المتفتحة منذ الازل
لم تعد تعمل كثيرا، و حين تأتي للمستشفى.. تتجاهلني !
حاولت فهم الأمر منها، سألت أهلها.. سألت صديقاتها.. و لكـــن، عبثاً أحاول

وقبل أن تخرج من المسشفى ذات يوم أتيت إليها وقلت :
ازل حبيبتي مابكِ؟ هل بدر ما يجعلك هكذا؟هل اخطئت بحقك؟
فقالت : لا يا علي لا تفكر بهذه الطريقة
لكنني متعبة قليلاً
فأمسكتها وضممتها إلى
و ما ان فعلت حتى اجهشت ب و قالت : أريد أن ننــــــفصل !
مسحتُ المطر الغزير الذي جادت به عينيها… هدأتها وضممتها إليّ لم اجادلها بشيء ، حاولت أن استوعبها فقط !
ضلت كثيرا كـــمن عن العمر كله.. و حين هدأت تحدثنا..قالت لي آخر ما كنت أريد سماعه في عمري .. قالت انها مؤخراً اكتشفت إصابتها بسرطانٍ ، قد انهها تمامة.. لم أستطع أن أقول شيئاً، فب الحزن لا يعبرُ عنه بغير ع، فلم أفعل سوى أن اشاركها البكـــاء

…………تها و بكيتُ كثيرا.. كنتع طفل.. كع فاقد ابن، ككـــل الوجع في هذا العالم

حتـــــى تغيرت الموازين.. و جلست ازل تواسيني
بدلا من العكس !!بالفـــعل ما مرّ شهر…. إلا و ودعت فيه ازل إلى مثواها الأخير.. ر حلمي بها معها، ر فستان الزفاف الذي لم ترتديه لي بعد و رحلت معها ابنتي التي لم يكتب لها القدر أن تولد…
لا اذكر اني بكيت بحياتي على شيءٍ كما بكيت بعدها
رحلت ازل رحيلا مبكراً جدا.. و كأنها أقسمت أن لا تكون لي حتى و إن كانت، وكأنها أصرت أن تضل حسرتي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى