وفاة رامز حسام بطل الملاكمة.. متى تتوقف الضربة القاضية؟
توفي الملاكم المصري الشاب رامز حسام (17 سنة) داخل العناية المركزة بـ مستشفى طنطا الجامعى، بعد خسارته بالضربة القاضية فى ختام بطولة الجمهورية للشباب فى لعبة الملاكمة المقامة بنادي السكة الحديد في طنطا.
حسام ابن السابعة عشر ربيعا، يلعب لنادي اتحاد الشرطة، وذهب لتمثيل فريقه أملا في الحصول على ميدالية، لكنه بدلا من ذلك كان يسير نحو حتفه، خسر حسام المباراة أمام منافسه بالضربة القاضية، وتقبل الهزيمة، لكنه بعدها سقط أرضا لأنه يعاني نزيف داخلي في المخ.
هنا يتسع المجال للحديث عن الاهمال في مسابقاتنا وكم الحالات التي رحلت بسبب نقص تجهيز طبي، أو غياب سيارة الاسعاف، أو الازدحام المروري، أو ما شابه من الحالات التي يمكننا التغلب عليها لو أدى كل واحد منا عمله دون تقاعس أو إهمال ودون تبرير للفشل بأننا “زي الفل”.
تأثر حسام بالضربة القاضية، فأصيب بنزيف فى المخ ودخل فى غيبوبة، ليتم نقله علي أجهزة التنفس داخل مستشفى الطوارئ بجامعة طنطا في حالة خطيرة، وظل في الغيبوبة 3 أيام.
ودعني هنا استعير حديث الكاتب الصحفي صلاح بديوي: “مرات قليلة ونادرة في العالم ان يتنافس شابان تحت العشرين، في بطولة مصر للملاكمة ويقتل احدهما الآخر، بلاشك أما يوجد خطأ ولا بد من أن يتم كشفه والتحقيق فيه، وإلا إذا كانت الملاكمة تعني القتل نرى أن تلغى كلعبة”.
وزير الرياضة يعلق
رياضة الملاكمة ما هي إلا محاولة لتقنين همجية البشر وميلهم للصراع وعراك الجسد وحب الآذي، فهي لا تحمل في تفاصيلها أي نبل، ولا يترجم عشق مشاهدتها غير عنف دفين في النفوس، وأضرار هذه الرياضة على المخ أكيدة، ومن يمارس هذه اللعبة يعرف ذلك جيدا.
وعلق وزير الرياضة المصري الدكتور أشرف صبحي على الواقعة بالقول: “أنقل التعازي إلى أسرته، ومقدر كأب مشاعر والده، اللجان المتخصصة ستبحث الإجراءات المتبعة والتقارير الطبية، بقول للأب والأم ربنا يصبركم، وإحنا متابعين وسننفذ الإجراءات القانونية المطلوبة”.
إيهاب لاظوغلي، خال الملاكم الراحل، صرح في مداخلة هاتفية لبرنامج حقائق وأسرار عن تفاصيل حياة الملاكم الراحل ابن مدينة حلوان قائلا: “سمعنا أكاذيب كتير من السيد المحترم رئيس الاتحاد المصري للملاكمة، لإن أنا اللي شايله بأيدي وعارف كل حاجة، الأول روحت أنا وأمه علشان نشوف البطل من القاهرة لطنطا ونشجعه في المباراة، ووصلت طنطا الساعة 10 الصبح، وقلت أعملهاله مفاجأة، وأول ما أمه شافته.. قالت دا مش رامز.. الواد مبهوت وفيه حاجة، قلتلها لا دا هو مركز بس علشان المباراة”.
وأضاف:”روحتله على جنب، وقلتله قوم سخن كدا انت مالك، قالي يا خالي أنا دماغي تعبانة شوية ورجلي شادة، بس هكمل البطولة، الناس كها بتسخن الا هو، قلت يمكن مركز، ولعب الماتش، والماتش مكملش دقايق، وهو فضل صامد لانه بطل وعايز يكسب ميدالية ويلعب باسم مصر، والحكم صفر، ونزلي لبسته التيشيرت، قلتله مالك، راح مسك دماغه ومرجع، وخده الكابتن إسلام الحمام”.
وواصل: “دخلت وراه الحمام لقيته ممدد على الارض، قعدت اصرخ هاتولي دكتور هاتولي دكتور، فين وفين جالي واحد اقل من مسعف، فقالي اتصرف في اسعاف، انا اللي اتصرف مش النادي مش الاتحاد.. اتصلت باسعاف مفيش أي استجابة، شيلته وبالعافية دخلوني مستشفى القوات المسلحة، وعملناله اشعة وقالوا فيه تجمعات دموية، وقالولنا اجروا بيه على مخ وأعصاب، قلتلهم طيب ما أنا في مستشفى القوات المسلحة ما تعملوا العملية، قالولي لا روح طنطا، اتصلت باسعاف محدش رد، خدته في تاكسي ومنيمه على رجلي، من مستشفى القوات المسلحة لمستشفى طنطا واي حد يقولك الشارع عاكل إزاي، وبقيت اصرخ ألحقوا ابني الحقوا ابني، وبعون الله دخلنا المستشفى، قالولي عايزين دم، والدكتور يقولي خد هات الدوا دا من برا، إزاي مستشفى ميبقاش فيها دوا لواحد عنده نزيف، ودي حالات مينفعش فيها تجيب الادوية من برا لأن هيكون المريض خلص”.
وتابع: “مفيش حد وقف جنبي غير كابتن اسلام من نادي اتحاد الشرطة، لكن القائمين على البطولة جم قالولي متقلقش وسابوني ومشيوا، اتحاد الملاكمة ولا هنا، وطلبت يجيلي استشاري أو مستشفى محترمة لكن ولا حد سأل فيا، والاتحاد طلع بيان علشان يشيل المسئولية عنه مع إنه والله ما كان فيه إسعاف، وبيكدبوا وبيقولوا كان فيه”.
قضية إسلام تثبت أن الضربة القاضية ليست في لعبة الملاكمة فقط، هذه يمكن التعامل معه، ولكن الضربة القاضية كانت في غياب الإسعاف، وغياب التجهيزات الطبية، وازدحام الشوارع، كل هذا يثبت أن الضربة القاضية تميتنا كل يوم، ليبقى السؤال .. متى تتوقف الضربة القاضية؟.