Uncategorized

قصة البخيل الجزء الثالث

أجاب الطفل بعد تردد : ” عمو حسين .. “
وتابع ليسأله بهدوء : ” عمو حسين جوز دادا حميدة ؟؟ ” أجاب الطفل :” نعم “..
أخذ الطفل ينظر في العيون المحدّقة به ثم التفت الى أمه و أخذ يسألها : ” معلش أحكي لعمو ؟ ” …
هجمت الوالدة على الطفل وعيناها تقدحان بالشرر ” اخرس …اخرس يا كلب ” فظهر الخوف على وجه الطفل وأخذ يبكي …
القي القبض على جميع أفراد الأسرة ..وحاول انتزاع مزيد من المعلومات منهم لكنهم جميعاً لاذوا بالصمت حتى الطفل أحمد لم يعد يتكلم وكلما سئل عن الجريمة يشرع بالبكاء .. وفي اليوم التالي انهارت صغرى البنات و اعترفت للمحقق …
انه قبل شهر علموا أن والدهم ينوي الزواج بأخرى .. وكانوا قبل ذلك يتحمّلون سوء معاملته وبخله الشديد عليهم آملين أن تفرج الأمور يوماً ما …
أما والدهم فقد قرر الزواج من أخرى فهذا يعني أنه لم يبق لهم أمل بالفرج ولا بد أنه سيكتب لها كل شيء فهذا ما كان يهددهم به منذ مدّة ولكنهم لم يأخذوا تلك التهديدات مأخذ الجد في ذلك الحين …
عندما علموا بعزمه على الزواج وخطبته لفتاة في عمر بناته .. اجتمعوا جميعاً الأم وبناتها الثلاث والصهر حسين واسماعيل ..
قالت الأم : ” ليته يموت ونخلص منه “
أجاب الصهر ” عمر الشقي باقي ” .. اذن ما العمل ؟؟؟
أجابت الأم : ” لو كنت رجلاً لقتلته ” ..
سكتت البنات و أجاب اسماعيل ” أنا لا أقتل أبي مهما حصل “
رد حسين عليهم ” اذا بدكم أنا أقتله ” ..
ثم أخذ حسين يتردد على والدتي ويبحثان في الأمر وبعدها بأيام أحضر لها قليلاً من مادة الزئبق وقال لها : ” ضعيها في أذنه بعد ما ينام “
ولكنه انسكب من يدها بعد ذهاب حسين وعندما عاد في اليوم التالي أخبرته بذلك فقد كان واضحاً أنها مترددة فقد كانت تخاف من أبي جداً..
وفي يوم الحادثة قالت حميدة لشقيقتي هناء أن تتظاهر بالنوم عندما يحضر والدي وتفتح الباب وتتركه موارباً وأن تشعل النور الخافت عندما ينام ..وعندما سألتها لماذا قالت لي اسكتي مو شغلتك …
كانت والدتي قد ذهبت لزيارة أختي حميدة بعد أن تخاصمت مع والدي ..
ليلتها لم نستطع النوم حتى أحمد كان مستيقظاً رغم أننا حاولنا تنويمه في ساعة مبكرة ..حضر والدي ودخل الى غرفته ..
بعدها بلحظات انسلت هناء وفتحت الباب ثم تسللت الى غرفة والدي وعندما سمعت شخيره أشعلت نور المصباح الخافت ..
بعد لحظات شعرنا بأقدام تتسلل الى البيت وتتجه نحو غرفة أبي ..تسمّرنا من الخوف ..ثم سمعنا صوت أبي يصرخ ركضنا الى الباب فتحناه قليلاً وأخذنا ثلاثتنا ننظر من شق الباب ..كان باب غرفة أبي مفتوحاً..
رأيت حسين يجلس فوق صدر أبي أمّا أمي وأختي حميدة فكانتا تمسكان به من رجليه .. بعدها هدأ الصراخ لم يكن صراخاً قوياً بل كان أقرب الى التأوه ..
ركضنا أنا وأحمد الى الفراش ورفعنا اللحاف فوق رأسينا أما هناء فبقيت تتفرج .. ثم قامت أمي ببعثرة الأغراض وذهبوا وفي الصباح الباكر أخذتنا هناء الى بيت حميدة …
عندما فوجئ باقي المتهمين بأقوال هناء انهاروا واعترفوا بجريمتهم الا حسين فقد ظل ينكر علاقته ..
أحيل المتهمون الى محكمة الجنايات حيث حكم على حسين بالاعدام .. بينما حكم على باقي الشركاء بأحكام مختلفة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى