ألمانيا

كان يدخر سعر تذكرة الحافلة ..لاجئ سوري يخسر بيته ظـ.ـلما في سوريا وبريطانيا

اشترى لاجئ سوري في بريطانيا منزلا ليكتشف بعدها أنه معرض للإفلاس بسببه، حيث أصبح مسؤولا عن إصلاح عمارته بالكامل هو وجيرانه بسبب أن إكساء المبنى الخارجي يحتوي على مواد قابلة للاشتعال إلى جانب مشكلات تتعلق بالسلامة.

قال “باسل ديب”، لـ”BCC” إنه خسر منزله في سوريا بسبب قصـ.ـف النظام مما اضـ.ـطره للقدوم إلى بريطانيا كلاجئ، وبدأ ببناء نفسه من الصفر.

وأضاف، “كنت أدخر سعر تذكرة الحافلة لأستطيع شراء منزل، واستطعت أن أوفر دفعة مقدمة لشقة مكونة من غرفة واحدة ولأنني لاجئ كان يجب أن أدفع ضعف ما يتم دفعه بالعادة كدفعة أولى.

وشرح، أن عليه تسديد دين للحكومة لا علاقة له به بسبب أن إكساء المبنى غير متوافق للسلامة من الحريق، ومغطى بمواد قابلة للاشتعال ويتحمل هو وجيرانه مئة بالمئة من تكلفة استبدال إكساء المبنى مما يؤدي إلى إفلاسه.

وكان يأمل الملاك بمساعدة الصندوق الحكومي لسلامة المباني الذي تبلغ قيمته 5 مليارات جنيه استرليني ولكن طلبهم تم رفضه لأن المبنى لم يستوف الارتفاع المطلوب فهو أقل من 50 سم.

وقالت وزارة الإسكان؛ إن المباني التي تستوفي المعايير فقط هي المؤهلة للتمويل وتضيف أن سلامة المباني مسؤولية المالك.

وذكر “باسل” أن يشعر بالظلم الكبير حيث أن كل ما تم ادخاره سوف يفقده حيث يطالبونه بدفع قرض البيت والرسوم بشكل عاجل ولا يستطيع مغادرته فهو لا يملك مكانا أخر وهو المكان الذي استثمر فيه. إضافة لشعوره بالعجز التام.

وطالب “باسل” الحكومة البريطانية بوجوب التضامن مع من يعيشون في مثل هذه المواقف فهو ألم مشترك على جميع المستويات، فيجب أن تقف مع المجتمع ضد الظلم.

المصدر : بلدي نيوز

لماذا تستمر معـ.ـاناة اللاجئين السوريين وأزمـ.ـاتهم النفـ.ـسية في ألمانيا؟

وجد كثير من السوريين ملاذا آمنا في ألمانيا وبدأوا حياة جديدة، بعد هـ.ـروبهم من ويلات الحـ.ـرب في بلدهم. لكن صـ.ـد.مة ما عاشوه خلال الحـ.ـرب وما مروا به خلال رحلة اللجوء، قد تكون له تبعات نفـ.ـسية قـ.ـاسية عليهم، حسب ما تراه أخصائية نفـ.ـسية تحدثت لمهاجر نيوز عن تجـ.ـربتها في معـ.ـالجة ومساعدة اللاجئين.

منذ انـ.ـدلاع الصـ.ـراع في سوريا، نزح عـ.ـدة ملايين من السوريين إلى خارج البلاد ولجأ مئات الآلاف منهم إلى أوروبا، ووجد عدد كبير منهم ملاذًا في ألمانيا. ورغم الصـ.ـعوبات الهائلة، تمكن كثيرون منهم من تعلم اللغة والاستقرار خلال بضع سنوات فقط.

لكن الوصول إلى بلد جديد مثل ألمانيا ليس نهاية المشـ.ـوار ولا المشـ.ـاكل النفـ.ـسية بالنسبة لغالبية اللاجئين السوريين. فكثيرون منهم يعـ.ـانون من مشاكل صـ.ـحية نفـ.ـسية نتيجة الصـ.ـد.مات والذكـ.ـريات الأليـ.ـمة التي لا تزال تطـ.ـاردهم.

ماريا بروشازكوفا، أخصائية نفـ.ـسية مقيمة في برلين ومتخصصة في معالجة الناجين من التعـ.ـذيب والحـ.ـرب، تحدثت مع مهاجر نيوز حول عملها على مساعدة اللاجئين في رحلة التعـ.ـافي النفـ.ـسي.

وأشارت بروشازكوفا في حوارها مع مهاجر نيوز إلى عدة أسباب للمشاكل النفـ.ـسية التي يعـ.ـاني منها لاجئون سوريون في ألمانيا،

مؤكدة أن الضغـ.ـوط لا تنـ.ـتهي بمجـ.ـرد وصول اللاجئين إلى ألمانيا. واعتبرت المتحدثة أن الافتقار إلى الخصوصية في المكان الذي يعيشون فيه بعد وصولهم (المخيـ.ـمات)، إضافة إلى المعـ.ـاملات البيـ.ـروقراطية تمثل عقـ.ـبات رئيسية.

وأوضحت أن “تعلم اللغة لدى بعضهم يكون بطيئًا، بسبب صعـ.ـوبة التركيز، مما يجعل الاندماج أكثر صعوبة ويؤثر على تقـ.ـديرمـ.ـهم لذاتهم”.

كما شـ.ـددت على أن “الهدوء المفاجئ في حياتهم بعد هـ.ـروبهم من سوريا، يؤدي إلى تدفـ.ـق سيل من الذكريات المـ.ـرو عة إلى ذهنهم”.

وتبقى معـ.ـاناة السـ.ـوريين الهـ.ـاربين من الـ.ـحـ.ـرب شـ.ـديدة للغـ.ـاية، كما يمكن، حسب بروشازكوفا، أن تكون تجـ.ـارب العنـ.ـصرية في الحياة اليومية في البلد المستقبل سبـ.ـباً لضغـ.ـط من نوع آخر.

استمرار المعـ.ـاناة بعد اللجوء

وأوضحت الأخصائية النفـ.ـسية أن للانفصال عن الأسرة والأحباء واستمرار متابعة أخبار الصـ.ـراع في سوريا ومشاهد الد.مـ.ـار، آثار نفـ.ـسية مختلفة،

وتقول إن “الأسرة تمثل دعماً نفـ.ـسيا للفرد، إنه المكان الذي يتم فيه مشاركة الهمـ.ـوم والمسـ.ـؤوليات”. فتواجد شخص قادم من سوريا هنا لوحده أو حتى مع بعض أفراد أسرته، لا يريح باله من التفكير بأمن الأهل في البلد الأصلي المتضـ.ـرر من الحـ.ـرب، وهو ما يمكن أن يجعل تقدم اللاجئ في ألمانيا صـ.ـعـ.ـباً.

وأشارت المتحدثة إلى أن القـ.ـلق والتـ.ـوتر والشعـ.ـور بالذنـ.ـب والعـ.ـجز أو الحـ.ـزن هي ردود أفعـ.ـال مفـ.ـهومة جدا في هذا الموقـ.ـف.

ضمن الأسرة الواحدة، لا يمكن تحـ.ـديد الأكثـ.ـر تضـ.ـرراً بين أفرادها، إذ يواجهون جميعا خلال رحلة اللجـ.ـوء إجهـ.ـاداً كبيراً. غالبا ما يتعلم الأطفال اللغة الجديدة بسرعة أكبر من البالغين، ويقومون ببعض الأدوار التي يقوم بها الكبار ويحـ.ـرمون من طفـ.ـولتهم.

أما الوالدان، فغالباً ما يعـ.ـانون من الإحسـ.ـاس بالذنب والعـ.ـار، فالرجال يشعـ.ـرون بدو نـ.ـية بسبب عدم قدرتهم على العمل.

ويحاول اللاجـ.ـئون التغـ.ـلب على مشـ.ـاكلهم النفـ.ـسية عبر استراتيجيات المـ.ـواجهة “الوظيفية” و”المعـ.ـطلة”، حسب الخبيرة النفـ.ـسية، لكنها في المجمل تبقى غير فعـ.ـالة ولها آثار سـ.ـلبية على المدى الطويل.

فتعامل الناس مع مشـ.ـاكلهم النفـ.ـسية بأنفـ.ـسهم، يبقيـ.ـهم قادرين على الاعـ.ـتناء بأنفـ.ـسهم وأحبـ.ـائهم، يدرسون ويعملون ويتابعون اهتمامات مختلفة.

لكن الآثار الجانبية لذلك تظـ.ـهر مثلا بعدم الثـ.ـقة بالآخـ.ـرين، مما يؤدي إلى العـ.ـزلة والشعـ.ـور بالوحدة في المجتـ.ـمع الجديد.

طلب المساعدة

قـ.ـرار طـ.ـلب العلاج النفـ.ـسي اعتبرته الخبيرة النفـ.ـسية علامة على الرعاية الذاتية الصحية، إذ يعد الخضـ.ـوع للعلاج النفـ.ـسي قرارا مهما للغاية، حسب رأيها.

فالشعـ.ـور بالـ.ـيأس، أو الافتـ.ـقار إلى احتـ.ـرام الذات أو قلة الدافـ.ـع والاكتـ.ـئاب، يمنع الناس من طلب المساعدة. كما ذكرت المتحدثة، أن هناك عقبات أيضا في البحث عن مواعـ.ـيد العلاج النفـ.ـسي المتـ.ـاحة والتي نادرا ما تكون متوفرة باللغة المـ.ـناسبة وفي الوقت المناسب.

ويمكن التعامل مع المشـ.ـكلات النفـ.ـسية والاجتماعية بسهولة إذا كانت قصيرة الأجل، وإذا كان نظام الدعم مناسبا وكان لدى الناس موارد أكثر ومشكلات أقل.

كما يمكن للعـ.ـكس أن يطلق العـ.ـنان لـدوامة اكتـ.ـئاب تسبب للمصاب بها اضـ.ـطـ.ـرابا في النـ.ـوم، مما يجعل الناس مرهـ.ـقين وضـ.ـعفاء خلال النهار، وهذا يؤدي إلى الانـ.ـكفاء على الذات والشـ.ـعور بالخـ.ـجل وعدم القيـ.ـام بأي شيء.

وعندما ينكفئ المـ.ـرء ولا يكون لديه اتصـ.ـال بأشخاص آخرين، يصـ.ـبح لديه وقت للقلق واجتـ.ـرار الذكـ.ـريات والشعور بالوحدة، والتفكير في أن الآخرين لا يحبونه أو لا يحتاجون إليه.

وبالتالي يصبح كل شيء مـ.ـرهـ.ـقا لدرجة أنه لا يجـ.ـرؤ أو لا يمتلك القـ.ـوة للتعامل مع أبسط الأشياء، أوالعودة إلى المسار الصحيح والخروج من دوامة الاكتـ.ـئاب، الذي يعتبر عـ.ـاملا سيـ.ـئًا للغـ.ـاية أثناء محاولة القيام ببداية جديدة وكسب القبـ.ـول في المجتـ.ـمع الجديد. فبسببه، يشـ.ـعر الناس بالوحـ.ـدة والانفـ.ـصال عن بيئتهم الاجتماعية.

ماريون ماكغريغور/ ترجمة: ماجدة بوعزة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى