Uncategorized

قصة المـ.ـوت والفتاة الصغيرة

close

ذات يوم :
مر الموت عبر الغابة ، وجدته فتاة صغيرة فى طريقها ، عندما رأته على حصانه الأسود اللامع الجميل سألته بكل براءة : هل ضعتُ أيضا ؟
الموت نظر إليها وبإبتسامة أجاب : نعم أنا ضائع ، وأنت هل تعرفين طريقة العودة إلى المنزل .
أجابت الفتاة لا ، ولكن الآن ماعدت أشعر بالوحدة ، الآن ماعدتُ خائفة لأنك معى .
تفاجأ الموت !!!
أخبرتنى أنكِ لست خائفة منى ! وهل تعرفين من أنا ؟؟
ردت الفتاة بهدوء : إذا أتيت لأجلى فهذا جيد
لكنى سأطلب منك معروف فقط
والموت يجيب :نعم
وأى معروف هذا الذى قد تطلبينه من الموت !
ردت الفتاة بوجه حزين : أنقذ والدتى فهى مريضة جداً ، فلهذا خرجت للحصول على بعض الأعشاب الطبية فى الغابة وضعت ، أكثر مايقلقنى أننى إذا لم أعد لأمى ستموت من المرض والحزن لفقدانى .
لأننا وحدنا ! توفى أبى منذ عام ، منذ ذلك الحين امى مسئولة عنى وعن المنزل .
أحس الموت بالخجل وغمر وجهه الأسف والحزن لأول مرة وذلك لأنه كان ينوى أخذ الفتاة معه بدون رجعه .
وهكذا استمروا فى المشى هى تعرج من ألم قدميها الناعمتين وهو يركب حصانه الضخم حتى وصلوا إلى طريق يقود مباشرة إلى المنزل الذى صار واضحاً من بعيد ، وقبل أن يغادرا الغابة توقف الموت وتقدمت الفتاة بإتجاه المنزل فالتفتت له وسألته مستغربه :
ماذا تفعل ؟ لماذا لا تتحرك؟
رد عليها الموت :
لا استطيع المواصلة أكثر
الفتاة مندهشة ، إذن ألن تأخذنى ؟! ألستُ ذاهبة معك؟!
الموت نظر إلى عينيها الصغيرتين وأجاب : لا لن تذهبى معى ولا أمك أيضاً
فقط اذهبى واهتمى بها لأنه وفى الوقت المناسب سأعود لأجلها ولأجلك أيضاً ، وستذهبان معى
أخذت الفتاة الفرحة وكأنها قد رأت طائراً سحرياً لامعاً جميلاً .
قالت للموت بصوت مرتجف من شدة السعادة : شكراً لك وسأكون فى إنتظارك بسعادة لأننى أعلم أنك لست سيئاً
ضرب الموت جلد حصانه الذى صار يمزق الأرض بحوافره وصار أشبه بظل تلاشى فى ظلام الغابة
الموت ليس سيئاً ، هو أحياناً الأمان
وذلك عندما يأتى فى الوقت المناسب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى