9 آلاف بالانتظار..المُدرسون السوريون في تركيا يواجهون مصير مجهول بعد قبول 2495 مدرس فقط من اصل 12 الف
9 آلاف بالانتظار..المُدرسون السوريون في تركيا يواجهون مصير مجهول بعد قبول 2495 مدرس فقط من اصل 12 الف
تسود حالة قلق وأمل في نفس الوقت، عند ألاف المُدرسين السوريين في تركيا، والذين فصلتهم التربية التركية بداية العام الدراسي الحالي عن وظائفهم كمتطوعين في البرنامج الذي كانت تدعمه منظمة رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونسيف)، إذ يُرجح أن بعضهم قد يعودون لوظائفهم وفق معايير مُحددة.
ونهاية الشهر الماضي، أصدرت مديريات التربية التركية، قوائم تضم 2495 مدرساً، لإعادة تعيينهم من نحو 12 ألفاً قالت إنه توفرت فيهم الشروط المناسبة لعودتهم إلى المدارس.
وأثارت القائمة الجديدة جدلاً واسعاً في الأوساط التربوية السورية في تركيا، خاصة أنها أن لم تشمل مدرسين توافرت فيهم الشروط التي حددتها التربية التركية وهي (شهادة جامعية، ومستوى b1 في اللغة التركية).
في هذا السياق، قالت المُدرسة بيان يونس، في حديث لـ”السورية نت”، إنها فوجئت “بأسماءٍ في القائمة لا تتوفر فيها الشروط بينما استُبعدت أسماء أثبتت جدارتها خلال الأعوام الماضية من حيث اللغة أو التعليم الأكاديمي” حسب قولها.
وأضافت أن منظمة الـ”يونسيف”، ووزارة “التربية التركية لم تعوض المدرسين الذين عمل بعضهم لأكثر من 7 سنوات في المدارس بأجور ضئيلة وتركتهم في مهب الريح فجأة”، مشيرة إلى أن “بعض العائلات كان هذا الراتب هو الوحيد الذي يعيشون عليه”.
لماذا فُصلَ المعلمون؟
من جانبه قال الأستاذ مأمون صعيدي، إن هناك “ادعاءات من التربية التركية بأن الحزم المالية المخصصة للمعلمين السوريين لم تعد مثل السابق، وبالتالي تمويل التعليم يعاني من الضعف، الأمر الذي أوصل الحال إلى عمليات الفصل”.
ويعمل في إطار مشروع “piktis” المدعوم من “الاتحاد الأوربي” ومنظمة “اليونسيف” معلمون سوريون، وأتراكاً أيضاً، كانوا قد دخلوا أولا من أجل تعليم اللغة التركية، ومن ثم توسع نطاق عملهم في سياقات أخرى، وبينما تم فصل المدرسين السوريين استمر المدرسون الأتراك على رأس عملهم.
قوائم أخرى
ويحصل المدرّس السوري على 2020 ليرة تركية شهرياً، وهو أقل من الحد الأدنى للأجور في البلاد للعام 2021 (2800 ليرة تركية الحد الأدنى حالياً) كما أنهم لا يحظون بأي تأمين صحي أو اجتماعي رغم أن معظمهم حصل على الجنسية التركية.
من جانبه قال عضو “الهيئة التربوية السورية في تركيا”، الأستاذ عمران حمصي، والمُعين في القوائم الجديدة لموقع “السورية نت”، إن المعلمين المعينين حديثاً “لا زالوا بانتظار الموافقة النهائية من أنقرة و أنهوا إجراءاتهم بشأن الضمان الإجتماعي”.
وأضاف أن هناك قائمة ثانية خلال 3 أشهر، تشمل حوالي 2250 من بقية الجامعيين الذين فُصلوا، بالإضافة لقائمة من الهلال الأحمر تشمل نحو 500 اسم.
ما مصير 9 آلاف مدرس؟
وحول مصير أكثر من 9 آلاف مدرسين لم ترد أسماءهم في القوائم الجديدة، قال رئيس “الهيئة التربوية السورية في تركيا”، الأستاذ طه الغازي،
خلال تسجيل مصور نشره على وسائل الاتصال الاجتماعي، إن الهيئة اجتمعت مؤخراً بالعديد من المسؤولين الأتراك بينهم نائب وزير التعليم أحمد بلغلي، وشخصيات سورية منهم الأستاذ جميل أبو الورد وأنور البني ورياض حجاب، لبحث إعادة المدرسين السوريين المفصولين.
وأضاف “خلال اللقاءات تم بحث عدة خيارات منها إعادة كل المدرسين المفصولين أو تعويضهم أو حتى البحث عن جهة ممولة بديلة عن اليونسيف كما حدث في مخيم الركبان وإمكانية تمويل الحكومة القطرية لرواتب المدرسين السوريين في تركيا”.
ومن الحلول المقترحة التي أشار لها غازي، هو إعادة توطين المدرسين المفصولين المتضررين اعتماداً على اتفاقية سابقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي في عام 2016.
كما صرح غازي عن نيته تقديم شكوى رسمية في المحكمة التركية، ضد مؤسسة التربية التركية والهلال الأحمر نتيجة طريقة تعاطي المؤسستين مع ملف المدرسين السوريين.
من جهته أبدى الأستاذ معتز اسطنبولي يأسه من إعادة باقي المدرسين وقال لـ “السورية نت”، إن “المشكلة الأساسية ليست في الفصل بل في التلاعب بمصيرنا وكمية الاستهتار الكبيرة.
منذ أشهر طويلة شائعات هنا وهناك والتربية التركية لا توضح أي شيئ”.
وتابع:” نطلب فقط توضيح مصيرنا. ما هي المعايير التي تم الاستناد إليها لإعادة قِسم منّا وترك بقية الزملاء؟.. وجدت العديد من الأسماء في القوائم الجديدة لا تنطبق عليها الشروط التي أعلنِت”.
المُدرس أبوعبد الله، المقيم في ولاية أنطاكيا، كان أحد المتضررين مع زوجته من فصل المدرسين السوريين،
يقول الرجل الخمسيني في حديثه لـ”السورية نت”:”التعليم مهنتي الوحيدة وكذلك زوجتي كنا نعيش من راتبينا. لم يتم إعادة أي منّا للمدرسة ولا قدرة لي للعمل بأي شيئ آخر.. لدي شاب يدرس في الجامعة اضطر لتأجيل تخرجه ليعمل لإعانتنا(…) قرار الفصل الأخير أثر بالسلب على مئات العائلات”.
ومثل أبو عبد الله فقدت مئات الأسر السورية في تركيا مصدر رزقها الوحيد، الذي كان يؤمن معيشتها منذ سنوات طويلة بانتظار أي جديد يعيدهم لعملهم.