قصة الطاهرة الجزء الثالث والأخير
أجابه الوالد : لم يأت منذ بداية العام الى البلدة ..وعاد ليسأله : وهل أحضر معه بعضاً من كتبه فأجابه : لا..لم يحضر شيئاً معه..سأله عن معارف ابنته وعن أصدقائها الذين يترددون الى بيتها فنفى أن يكون لها أصدقاء من الذكور …
استدعي حكمت من العاصمة وأدخل على وكيل النيابة وكانت أمارات الاضطراب ظاهرة عليه..سأله مباشرةً عن سلوك شقيقته ..أجاب انه لا يعرف شيئاً..
بدأت أسئلة وكيل النيابة لحكمت تأخذ مجرى آخر ..سأله عن الدراسة وعن الكلية وأحوالها ثم قال له : أعتقد أنكم تدرسون هذه المادة ؟ وأخرج كتاب علم التشريح من درجه وناوله اياه أجاب : نعم ..
ساله ألديك كتاب مثله ؟ قال : لقد استلمنا بعض الكتب منذ عشرة أيام وأعتقد أنه من بينها ..وعاد ليسأله : هل أحضرت كتبك معك ؟ قال له : لا لم يكن هناك مجال لذلك …
ولكني رأيته بجانب جثة شقيقتك..صمت طويلاً ثم قال: هل وجدتم الجثة ؟؟ أين ؟؟..
كان وجهه قد تحول الى قطعة شمع..
لم يمهله وكيل النيابة فقال له مستغلاً فترة اضطرابه : احكي لنا لماذا قتلتها ؟ لم ينبس حكمت ببنت شفة ..تابع وكيل النيابة مجازفاً بآخر سهم بجعبته :
لقد شاهدك بعض الشهود وأنت تعود الى البيت يوم الجمعة فلا داعي للانكار .. وصرخ في وجهه : لماذا قتلتها يا مجرم ؟؟
أجاب وبسرعة : لا لم أقتلها ..هي التي انتحرت..
تابع وكيل النيابة حديثه وهو يتصنع الغضب: كاذب قتلتها بالسم لقد كشفنا كل شيء..
أخذ حكمت يبكي وهو يصرخ : والله لم أقتلها لقد انتحرت .. حاولت منعها ولكن لم أستطع ..
اذاً لماذا دفنت الجثة ؟؟ أجاب : لقد خفت من الفضيحة ..كانت حاملاً ..لقد اعتديت عليها منذ شهرين في لحظة ضعف وعندما عدت ذلك اليوم وجدتها لوحدها ..
أغراني الشيطان أن أمارس معها مرة أخرى لكنها تناولت السم ..أخذت تتلوى فوراً .. لم استطع اسعافها خفت أن أتصل بالاسعاف …لم تمض دقائق الا وقد فارقت الحياة ..
وقفت للحظات لا أعرف كيف أتصرف ..ثم خطر لي أن أخفي الجثة فحفرت بالحديقة وطمرت الجثة وعدت من حيث أتيت بعد أن أزلت كل الآثار بما فيها زجاجة السم …ألقي القبض عليه تمهيداً لمحاكمته ولكنه تمكن بعد يومين من الانتحار في الزنزانة بقطع شرايين يديه .