قصة القاتـ.ـل الجزء الثالث
وعلى ما يبدو احتفظ بالمبلغ في عيادته كالعادة لأنها لم تره يحضره للبيت … وربما كان هو هدف الجناة … وبعد أن أدلت بإفادتها خرجت بهدوء …
كثرت التساؤلات في ذهن القاضي …. لماذا أخذ القتيل هذا المبلغ الضخم الى العيادة ؟؟؟ وكيف عرف الجاني بوجوده ؟؟ وما هي العلاقة بين الزوجين ؟؟؟….
كلف رجال الأمن باستجواب المشبوهين و أصحاب السوابق واجراء المطابقة على آثار الأقدام ولكن بدون نتيجة …واستدعى مشتري الأرض الذي أكد عملية الشراء
ودفعه الثمن منذ يومين وذكر أنه يوم الحادث التقى بسمير ابن المغدور وطلب منه ابلاغ والده بوجوب حضوره الى ادارة السجل العقاري لتثبيت هذا البيع ….
سئل سمير عن أسباب عدم ذكره لهذه الواقعة فأجاب : أنه يعتقد أن المبلغ في بيت أبيه و ربما أخفته زوجة أبيه في محاولة منها لحرمانهم منه … فهي تكرهه و تكره والدته …
لم تستطع فجاجة سمير وأسلوبه غير المهذب في الكلام أن يخفيا مظاهر الاضطراب التي بدت على ملامحه …
تم تفتيش البيت الذي يقيم فيه سمير مع والدته وشقيقه … وفي أثناء التفتيش عثر على حذاء مطاطي تبين أنه مطابق للآثار التي شوهدت على حافة النافذة …
القي القبض على سمير الذي أنكر في البداية ارتكاب الجريمة لكنه لم يصمد أمام مواجهته بآثار الأقدام فانهار وأخذ يصرخ : ما كان قصدي أن أقتله … والله …ما كان قصدي … وتابع قائلاً :
لقد كنت أريد السفر الى خارج البلاد وتأمين مستقبلي هناك … ولكن أبي رفض مساعدتي وكان يصر على أن أتابع الدراسة … وعندما علمت بأنه باع الأرض خطر لي أنه لابد أن يكون قد وضع النقود في العيادة كعادته …
أردت أن آخذ قسماً منها فهي من حقنا نحن أولاده وليست من حق تلك الامرأة … وعندما تسللت الى العيادة لم ألحظ في البداية الضوء الخافت المنبعث من مصباح المكتب … وعندما لاحظته كان والدي قد شعر بي …
رأيته يمد يده ليسحب المسدس … خفت …لم أشعر بنفسي إلا ويدي تهوي على رأسه بالتمثال الموضوع قرب النافذة …
لم ألتفت إليه … كنت أعتقد أنه أغمي عليه فقط …
بحثت عن المال حتى عثرت عليه … وعدت من حيث أتيت .. وأخذ يجهش بالبكاء …
أحيل سمير للقضاء لينال جزاءه العادل على جريمته النكراء … النهاية