قصة المرأة التي تركها زوجها بثلاث بنات الجزء الرابع
حاولت بقدر الإمكان أن أقنعه بالمكوث في الحجرة مع أمي وأختى الصغرى ولكنه أبى إلا أن يساعدني حاولت أن ألهيه بعض الشيء حتى أختفي عنه خوفا عليه من البرد ولأني اخاف عليه مما أقاسيه من المعاملة الجافة من البعض أحيانا كثيرة . وعندما وجدته متعلقا بي بشدة سمحت له بالمجيء معي ولكني اشترطت عليه أن يسمع الكلام .
حاولت أن ألتمس له ملابس ثقيلة ولكني لم أجد فقلت في نفسي لعل بعض الناس يلقون بعض ملابس الحمراء التي يرتدونها للاحتفال بعد الانتهاء من احتفالاتهم فكثيرا ما كانوا يفعلون ذلك ويلقونها على الطرقات
وصلنا إلى المكان الذي أقف فيه دوما وكانت الساعة تقترب من العاشرة مساءا وطلبت من أخي أن يجلس بجانب السور بعيدا عن الهواء الطلق والرياح التي تعوي في الأرجاء وكذلك حتى لا يشاهد شقائي ومعاملة البعض الجافة لي من خلف زجاج عرباتهم
أمسك أخي الزهور والحلوى التي أقف لبيعها وطلبت منه أن يجلس ويحافظ عليها مرت الساعتان وبعت بعض الأشياء ولكن أحسست بالتعب فألجأت ظهري بجانب أخي وجلست لأستريح بعض الوقت وأغمضت عيني وأخذت أنفخ في يدي كي أشعر بالدفء .
ولم تمض لحظات إلا وأنا أحس بجسد ذلك الصبي النقي الذي مال علي بكامل جسده كي يضفي علي بعض الدفء ويطلب مني أن يقوم هو بالعمل بدلا مني لبعض الوقت ولكني رفضت فألح علي كعادته فسمحت له بالتجربة وكانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة
وأصبحت السيارات تسير بسرعة وبينما هو يقف على الرصيف إذ بسيارة قد أتت مسرعة وتوقفت فجأة وأحدث توقفها تناثر للماء الذي على الطريق فأغرق جسد أخي ولكنه لم يستسلم ولم يأبه فنهضت وسرت نحوه ولكني وجدته يتجه ليحاول بيع شيئا ما لتلك السيارة ولكنه من فيها نهره وشتمه وطلب منه عدم لمس السيارة
استدار أخي وفجأة وجدني في وجهه وهو يمسك دموعه من النزول وجسده يرتجف من البرد فاحتضنته وأخذت أبكي وسرت معه حتى أجلسته وخلعت المعطف البالي الذي أرتديه وغطيته وقلت له ألا يتحرك من مكانه نهائيا وأن يصمد حتى يعود إلى البيت وألا يكرر ذلك مرة ثانية وأن يهتم بمذاكرته حتى يكون ذا شأن في هذا المجتمع .
ظللت أبيع وأنادي وكلما ذهبت ناحية الصندوق الذي أضع فيه أشيائي وجدت أخي ملتحفا بالمعطف ومائلا بوجهه تجاه ركبتيه فأطمئن أنه نائم وأعود للبيع وعند الرابعة فجرا أنهيت عملي وفَرُغ الصندوق أخيرا واشتريت لعبة ببضع جنيهات كي أفرح أخي
فذهبت إليه وأخذت أوقظه ببطء ولكنه لم يتحرك حركته بشدة أكثر ولكنه سقط على الأرض فأخذت أصيح به ولكنه لم يجيب حاولت بكل الطرق ولكنه لم يجبني فاحتضنته وكان جسده باردا ومتجمدا فأجهشت بالبكاء لضياع أخي الذي كنت أرى الحنان في نظراته
وإشفاقه علي ولا أدرى من قتله ؟ هل قتلته أنا عندما سمحت له باصطحابي ؟ أم هل قتله تعلقه وإصراره ؟ أم قتله البرد ؟ أم مات محسورا من أسلوب ومعاملة أحدهم الجافة بينما هو ذهب إلى سريره الدافئ ونام ولم يدر النفس التي ماتت بسببه
حاولت الا ابكي لاكنني بكيت لان قلوبنا بريئة تتأثر بمشاعر الناس أكثر من مشاعرنا.