قصة كهف المقايضة الجزء الثاني
لقيتني بسمع كلامه، شديت جثة ندى لجوه المكتب وقفلت الباب..
ندى.. ندى انتي كويسة؟!
لقيتها بتحاول تطلع صوت بس كان عبارة عن صوت شخص بيطلع في الروح!
ندى ايه الي حصل؟!
سمعت منها صوت همس، قربت ودني من بوقها وهى بتقول:م.. مش بني آدمين، م.. مستحيل يكونوا بني آدمين!
وسكتت فجأة، لأ.. لأ دي مسكتتش..ندى.. ندى! لأ.. لأ مستحيل!
ندى ماتت! أنا.. مش مصدق، أكيد ده حلم، مستحيل يكون الي بيحصل ده حقيقي! جريت على الموبايل، كتبلته: أرجوك فهمني ايه الي بيحصل؟! كتبتها وأنا حاطط ودني على باب المكتب، بحاول أسمع ايه الي بيحصل بره، سمعت أصوات كتير، صرخات رعب، ألم، استنجاد!
بعدت عن الباب في رعب قبل ما أسمع صوت رسالة الواتس، بصيت، لقيته كاتب ” فاكر الي حصل من ١٠ سنين؟! ” أول ما قرأت الجملة قلبي اتقبض، بس ده مكنش السبب الوحيد،
لإني بدأت أسمع صوت خطوات قدام الباب، تقيلة، وفي نفس الوقت نور اللمض بتاعة للمكتب بدأت ترعش جامد، فضلت أبعد عن الباب، سامع صوت الخطوات بيقرب، بطيئة، باردة! أنا.. أنا خايف، بس خوفي ورعبي مقدروش يمنعوا تفكيري في جملته، الي حصل من عشر سنين..
أيوه أنا فاكر، لما كنت شاب في العشرينات، تعبت من كتر ما دورت على شغل، مش لاقي شغل، ولا فلوس، ولا حتى بيت أستقر فيه، لحد ما سمعت عن موضوع الكهف، ”
كهف المقايضة ” زي ما كانوا بيسموه، واحد قالي عليه ونصحني أروح، مصدقتش كلامه.. قولت تخاريف، بس بعد شوية تفكير روحت، كان مكان مضلم جداً في نص الصحرا الغربية،
بيقولوا اتكون نتاج السحر الاسود، مكنتش مصدق الكلام الي بيتحكي عنه الصراحة لحد ما روحت، الدنيا كانت عاتمة ساعتها بس دخلت، عملت الطقوس الي قالوا عليها، لحد ما سمعت صوته، صوت قوي، أجش، كان بيقولي ” قول طلبك! “
في الأول اترعبت، كنت هجري من الرعب، بس استجمعت قوتي، هو ده حقيقي ولا حلم ولا.. مقلب؟! اثبت، فضلت أفكر قبل ما أعمل زي ما الناس قالتلي،
مش هخسر حاجة يعني، طلبت كل الطلبات الي عايزها، شركة، عربية، فلوس، فلوس كتير، طلبت كل الي أنا عايزه، قبل ما اسمعه بيقولي ” طلباتك هتتنفذ،
بس بعد الشرط الأساسي، المقايضة ” زي ما قالولي فعلاً لازم أقايض بحاجة، من اختيار الكيان الي بيتكلم، الي معرفش هو عبارة عن ايه، بس هقايض بإيه!
لحد ما سمعته بيقول ” نصف ما تملك “، رغم خوفي ساعتها بس ضحكت، هو أنا معايا حاجة عشان تاخد نصها! بس ساعتها قولتله موافق، وحتى كان معايا
فلوس في جيبي، طلعت نصها ورمتها على الأرض، نص ما أملك، وسيبت المكان وخرجت وأنا الصراحة في دماغي إن كله أي كلام وهيطلع أكيد في خدعة في الموضوع،
بس معداش كام يوم وطلباتي بدأت تتحقق، مش عارف ازاي ولا امتى! فلوس، شركات، عربيات! مش مصدق، مستحيل! بس.. ده ايه علاقته بالي بيحصل؟! والشخص الي بيكلمني! وهو عرف منين أصلاً!
سألته وقولتله تقصد ايه؟! لقيته بيكتب وبيقول ” أنا الشخص الي أنت قابلته وأنت خارج.. فاكرني؟! ” أيوه صح، وأنا خارج شوفت شاب، كان في نفس سني تقريباً ساعتها،
لقيته بيكمل كتابة ” وعملت زي ما أنت عملت وطلبت طلب، بس طلبي كان مختلف “، هيكون طلب ايه يعني؟! لقيته بيكمل ” طلبت الموهبة الي عندي دلوقتي،
أشوف الأحداث قبل ما تحصل “، ممكن ده يكون حصل فعلاً؟! كان لسه بيكتب ” وطبعاً انت عارف شرط المقايضة، الشرط بتاعي كان إن.. مصيري يكون مرتبط بمصير الشخص الي قبلي، يعني مصيري يكون مرتبط ب.. “، بمصيري أنا!
ده جنون، بغض النظر عن إني مش فاهم حاجة، بس ده برضو ايه علاقته بالي هيحصل؟! في أصوات غريبة بره، صوت الصمت ممزوج بأصوات تنفس غريبة، قوية، وحاسس ببرودتها! سألته ” معلش فهمني، ايه علاقة ده بالي بيحصل
دلوقتي؟! ” قالي ” أنا عارف إنك قايضت بنص ما تملك، هو قالي، بس الي أنت متعرفوش إن نص ما تملك كان نص ما تملك حرفياً “، سألته ” قصدك ايه؟! “، قال ” يعني نص عيلتك،
نص معارفك، نص سعادتك وهكذا.. “، ساعتها افتكرت، أيوه، حالات الوفاة الكتير الي بتحصل حواليا في الفترة الأخيرة، المشاكل، و..و.. ، كان لسه بيكتب ” وللأسف.. نص عمرك”.
ايه مستحيل! أكيد.. أكيد أنا فهمت غلط، أكيد مكنش يقصد، بس.. كان لسه بيكتب ” هو ميعرفش عمرك الأصلي، بس هو قدره بمتوسط عمر الإنسان، الي هو تقريباً، ٧٠ سنة،
ونص عمرك يعني.. ” ٣٥، النهاردة عيد ميلادي.. النهاردة هكمل ال ٣٥ سنة! جسمي بدأ يترعش، ثانية واحدة أنا سامع صوت خبط على الباب، سألته بسرعة ” المفروض أعمل ايه؟!
أرجوك قولي “، كان بيكتب ” الحل في الثغرة.. ” قولتله ” ثغرة ايه؟! ” قال ” هم جايين النهاردة عشان ينفذوا مهمتهم وياخدوا روحك، لو قدرت تهرب منهم، ساعتها
هيستنوا لحد الدورة التانية، يعني بعد كمان ٣٥ سنة، وهكذا، لو قدرت تهرب منهم النهاردة هتعيش، وأنا هعيش لإني زي ما قولتلك مصيري مرتبط بيك “.
الخبط الي ع الباب أصبح رزع، أنا خايف، مرعوب، الخوف من المجهول، أنا مش عارف دول عبارة عن ايه! قولتله إني خايف، عايز أهرب، فلقيته بيكتب ” متخافش،
أنا شوفت كل الاحتمالات الي هربت فيها من المكتب، كلها كان نهايتها واحدة؛ الم..وت، الحالة الوحيدة الي نجيت فيها كان وأنت قاعد في المكتب، لإنه كان
أكتر شيء غير منطقي ليهم، الطبيعي إنك تهرب مش تفضل مكانك، لما تعوز تخبي حاجة، حطها قدام عين الكل، بمجرد ما يمشوا، هيختفوا وترجع لحياتك مرة تانية.. “يتبع
الجزء الثالث والأخير من هنا