قصة صاحب محل السجائر الجزء الثاني
قال: لا أعلم سمعت صوت صراخك فهرعت إليك و طرقت الباب كثيرا لكنك لم ترد فكسرته و دخلت ووجدتك على الأرض مغما عليك ثم أردف قائلاً: لماذا كنت تصرخ؟
أخبرته بالقصة فقال: لا بأس عليك و كانت نظرات عدم التصديق بادية عليه فقلت أنت لم تصدقني صحيح لكن أُقسم لك أن صاحب المتجر كان في منزلي
و كان رده لست أقول أنك تكذب لكنك متعب قليلا لذالك تتوهم كنت مستائا من عدم تصديقه لي
ثم أمر الطبيب الجميع بالخروج حتى أرتاح و بعد أن خرج الجميع دخل للغرفة ممرض طلبت منه كأس ماء رد علي قائلا مرحبا بعودتك مرةًّ أُخرى
مهلا مهلا هذا الصوت و هذه الكلمات هذا هو
نظرت لوجهه بكل صدق شعرت أن الدمّ قد تجمد في عروقي هو نفسه مرةّ أُخرى صاحب المتجر
لم يكن في وسعي فعل شيئ سوى الصراخ فدخل الأطباء بفزع يسألونني ماذا بك لما تصرخ؟
أخبرتهم عن الرجل لكن كان حالهم كحال جاري لم يصدقونني أقسمت لهم بأغلظ الإيمان أنه معنا في الغرفة الآن و أشرت إليه نظروا إلى حيث أشرت لكن لم يروا أحدا
يبدو أنني الوحيد الذي يراه
حاول الطبيب تهدئتي وقال: إنها مجرد هلوسات و عندما تنام و ترتاح لن تراها مجددا حاولت إقناع نفسي بكلام الطبيب بأن الأمر مجرد وهم لكنه إقترب مني صاحب المتجر
و همس في أذني و هو يضحك ضحكة مرعبة قائلا: سأعود إليك بعد أن يخرج الأطباء
لم أتمالك أعصابي و عدت لشرح الأمر للأطباء بخوف و أرجوهم ألا يخرجوا عندها قال كبير الأطباء أحيلوه إلى مستشفى الأمراض العقلية بأقصى سرعة
دخلت للمستشفى و أعطاني الطبيب حبوبا مهدئة فنمت و أرتحت قليلا و إذا بي أستيقظ على صوت أحد الأطباء و هو يقول لي:لم يكن يجدر بك الذهاب إلى ذالك المكان لقد حذرتك
فتحت عيناي و أنا لا أفهم ماذا يقول و عندما رأيته فهمت الأمر لم يكن صوته غريبا إنه ذاك الرجل مرة أخرى صاحب المتجر لا أستطيع وصف الخوف و الرعب الذي انتابني ثم قال و هو يضحك ضحكته المرعبة سررت بمعرفتك و وداعا
شعرت أن نبض قلبي ينخفض بشدة و يكاد يتوقف من هول الرعب ثم أخرج حقنة من جيبه و حقنني بها، ثم دخل ال…
….كانت هذه قصة صديقي خالد الذي توفي منذ يومين و قد تركها لي برسالة تحت وسادته لكنه لم يكملها لإنه فارق الحياة
أنا هو سامي الذي تكلم عنه بالرسالة لكنني لم أكن معه في المكان الذي ذكره و لم ألتقيه قبل وفاته بأسبوعٍ على الأقل
و عندما سمعت بخبر وفاته جئت مسرعا و بعد قرائتي للرسالة قررت الذهاب للمكان الذي ذكره حيث المتجر لأتأكد من صحة كلامه لأن صديقي خالد عاقل جدا
و ليس من عادته الهلوسة أو كتابة شيئٍ غير حقيقي ثم ذهبت لمكان المتجر المذكور في الرسالة و لم أجده لكنني وجدت عبارة على الحائط حيث مكان المتجر المزعوم
مكتوبةً باللون الأحمر المائل للسواد كانت العبارة هي ” أهلاً بك يا سامي لم يكن يجدر بك أن تأتي إلى هنا لكنك فعلت و الآن عليك تحمل عاقبة فعلتك و ستلقى نفس مصير خالد
بعد قرائتي للعبارة ركضتُ بسرعة لم أركض مثلها من قبل شعرت أن رئتاي كادت أن تتمزق و قدامي لا تحملانني عندما رأيتُ إسمي مكتوبا على الحائط علمت أن مصيري لن يختلف عن مصير صديقي خالد
لذا و بأقصى سرعة هممتُ بكتابة هذه الرسالة و أودعتها عن أحد أصدقائي وطلبت منه الإحتفاظ بها و ألا ينشرها إلا إذا مت في وقت قريب من وقت كتابة هذه الرسالة و قد كتبتها في تاريخ 20 من الشهر السادس
لعام 2022 ،فإذا كنتم تقرأونها الآن فهذا يعني أنني قد فارقت الحياة و قد تعمدت عدم ذكر مكان المتجر و حرق رسالة صديقي خالد حتى لا يذهب أحد إلى ذالك المكان و يلقى نفس المصير