قصة منتصف الليل.. لحم صغير
هذه القصة واقعية وحدثت في أروقة محكمة الأسرة.. وأي تشابه مع الواقع ليس من قبيل الصدفة.
عاشت رحاب بعد وفاة زوجها الموظف البسيط؛ لترعى أولادها الثلاثة، فلم يكن لديها معاش يكفي احتياجات أسرتها، وهو ما اضطرها للخروج للعمل لساعات طويلة، وتترك أبناءها لقضاء يومهم في منزل عمهم وزوجته، وهو المكان المحبذ ليلهو مع أولاد العم.
وبعد مرور عدة أشهر، لاحظت الأم أن الفتاة الكبرى والتي لا يتعدى عمرها 5 سنوات، تحاول أن تتهرب من الذهاب إلى منزل عمها، تارةً تصاب بوعكة صحية، وتارةً أخرى تود الجلوس بمفردها ل التلفاز.
لم تظهر اهتمامًا، ولكن بدأ الشك يدخل قلبها لتبحث عن سبب تغير ابنتها، معتقدة أن هناك من يوبخها في منزل عمها أو يحاول إيذاءها، وفي اليوم التالي أجبرتهم على الذهاب لمنزل عمهم؛ لتطمئن عليهم طوال ساعات عملها، وأسرعت في إنهاء عملها وانصرفت مبكرا لترى كيف يعيش أولادها بمنزل عمهم في غيابها محاولة منها للبحث عن سبب تغير طفلتها.
وعنا وصلت إلى منزل عمهم، لاحظت ارتباك الابنة الكبرى فلم تتحدث معها، وأخذتهم وذهبت إلى المنزل، وعنا حل موعد شعرت بابنتها التي يوقظها التفكير أو الخوف من شيء ما، وأخذت تتردد على دورة المياه، فسألتها عن سبب ع قدرتها على فازداد ارتباك الفتاة وردت بكل متلعثمة، فتأكدت الأم أن هناك شيئًا تخفيه.
فاحتضنت ابنتها ليطمئن قلبها وتستطيع ، إلا أنها شعرت بوعها تتساقط في صمت لتبلل ذراعيها، فقامت مفزوعة، وأخذت تتساءل عن سبب وعها، فلم تستطع الفتاة الحديث إلا أن الأم لم تتركها ولم تكف عن السؤال وأكدت لها أن مهما حدث لن تؤذيها ولم تخبر أحد بالأمر، فبدأت الابنة تقص على والدتها كيف عمها بها ولمس أماكن متفرقة ب، وطلب منها أن تمسك بوه الذكري لته.
وهو الحديث الذي لم تته الأم، فتساقطت وعها ومنعها وعدها لابنتها ألا تخبر أحدًا بحديثها من افتعال مشكلة مع العم الم، وبعد عدة أيام قررت أن تترك القاهرة بأكملها لتذهب إلى خالتها المقيمة بمحافظة الإسكندرية، برفقة صغارها خوفا من تعرض العم لهم أو البحث عنهم.
وبحثت عن عمل جديد واستقرت به، واستأجرت منزلا مع صغارها، بعد أن استضافتها خالتها بمنزلها عدة أسابيع، وبعد مرور شهرين تعرفت على زميل لها بالعمل، وعلم بظروفها وتطورت ال بينهما سريعا ليطلب منها الزواج، وكان شرطها الوحيد هو أن يعامل صغارها معاملة الأب لأبنائه، وهو الشرط الذي وافق عليه الزوج دون تفكير ووعدها بأن يحسن معاملتهم.
إلا أن القدر شاء بأن ما هربت منه الأسرة يتكرر مجددا، فقد التزم زوج الأم بوعده لعدة سنوات، إلا أنه لن يستمر أكثر من ذلك، فقد بدأ يفعل ما فعله العم ويتمثل الفرق بينهما بأن العم بالبنت الكبرى أما زوج الأم بالطفلتين معا، وكان يفعل ذلك في وقت واحد مع الاثنتين، وعلى الرغم من التزام الطفلتين الصمت لفترة إلا أن البنت الكبرى ثقتها بأمها جعلتها تخبرها بما حدث.
وعنا استمعت الأم لحديثها ت كل ما يلزم من ومنقولات لها ولأطفالها وعادت إلى القاهرة، إلا أن زوجها لم يتركها فاستطاع بسهولة الوصول إليها ونشبت مشادة كلامية بينهما انتهت ب.
وفي لحظة ضعف انتابت الأم الرحالة، حاولت ال بتناول دواء الضغط بجرعات كبيرة، إلا أن أطفالها تعالت أصوات هم فور ما رأوا والدتهم تتألم وهي الأصوات التي جاء على أثرها جيرانهم ونقلوها إلى المستشفى على الفور، واستردت صحتها.
وبعا فشلت في ال ذهبت إلى مسجد الإمام الحسين، وهو المكان الذي اعتادت الذهاب إليه وقت ضيقها، وجلست بجوار سيدة عجوز، وظلت تفكر فيما حدث معها فلم تستطيع كتم وعها التي سقطت لتق لها العجوز ة قماش صغيرة تمسح بها وعها، ووضعت يدها على رأسها ورددت مجموعة من الأدعية.
وبعد أن أدت صلاة العصر بالمسجد، ذهب مرة أخرى إلى المنزل محاولة منها أن تبدأ حياة جديدة، وتمحو ما حدث من ذاكرتها ويتملكها شعور أنها استقبلت مؤشرا قويا من ربها بحبه إليها، ورفضه أن ت كافرة نتيجة ها، وهو ما بث روح الأمل بداخلها لت صعاب الحياة، وقررت التوجه إلى محكمة الأسرة لطلب ال من زوجها، وأجرت مسكنا بعيدا عن عم أولادها واستبعدت فكرة الزواج ليتهم وقررت التعايش مع الأمر بمفردها.