قصة الاخوات السفاحات الجزء الثاني
بعد التعب النفسي الذي تلقينه الفتيات جراء المعاناة والتعذيب من والدهن طول تلك السنين قررت والدتهن ان تنهي عذابها وعذابهن للابد بقتل زوجها وهذا مافعلته حقيقة حيث ألقين الجثة في النهر و قررن بعدها الرحيل عبرة على متن قوارب الآلهة المحروسة..
هي قوارب صغيرة مصفوفة على ضفتي النهر دون صاحب او مالك لها… وتكنى بهذا الإسم بسبب معتقدات قديمة للبلدة انها حارسة من يركبها من الموت غرقا .
قسمن الفتيات أنفسهن على قاربين بما ان القوارب صغيرة ولاتتسع لخمسة افراد.. وقبل ان يمضين في غيباته قالت ديفا لهن ان إحدى القوارب سيثقب وعليهن ان يحذرن من الغرق..
لم يلقين بالا أخوات ديفا ووالدتها بما قالته وظنوا انها مجرد ثرثرة خوف مازالت تحت تأثير الصدمة.
زحف الفتيات القاربين إلى مياه النهر وركبن عليهما مبحرين وهن يجذفن بكامل قوتهن فتلك الليلة كان ريحها خفيفا إلا ان ركوبهن على القوارب كان بالنسبة لهن شاقا لانها اول تجربة لهن.
وهن على ذاك الحال يمضين تحت وطأة نور القمر الخافت حتى إرتطم إحدى القاربين فجأة وهو في عرض النهر صخرة عملاقة أحدثت على إثرها ثقبا بليغا.. بالرغم من صغره إلا ان الامر كان مرعبا للفتيات إذ المياه بدأت تتسرب على متنه وهن يحاولن بكل مايمكنهن ان يسدونه بأيديهن أوبثيابهن ولكن دون جدوى ..
كان القاربان يبحران تقريبا قرب بعضهما البعض تحسبا لأي خطر يحدث لهما وماتوقعته وتحدثت عنه ديفا سابقا وقع بالفعل. وماعليها إلا إنقاذ أخواتها الثلاثة بصعودهن إلى القارب التي تركب فيه هي ووالدتها وبصعوبة تم ذلك وماإن صعدن على متنه بعد دقائق قليلة حتى غرق القارب بأكمله..
لم تبقى مسافة طويلة حتى وصلن كلهن بسلام على الضفة الاخرى من النهر وهن في حالة يرثى لها من الخوف والرعب.والجوع. وماإن حطت أقدامهن على بره حتى إلتفتن جميعهن إلى ديفا ليسألنها كيف علمت بما حدث للقارب.. وماكان جوابها إلا ان والدها هو من اخبرها.بالأمر…فصعق الجميع ولم ينطقن بكلمة بعدها
لم يبقى القليل ويشرق يوم تتجدد فيه الأحداث معلنا بدايات حديثة العهد لمن له الحظ في حياة افضل من السابق.
مضت العائلة كسرب صغير خائف من المجهول إلى بلدة لايعرفن عنها الكثير إلا مايقال عنها انها بلدة خير والرزق فيها هين وهذا ماطمأنهن في كل مايحدث.
توجهت الاخوات ووالدتهن إلى الكنيسة القريبة منهن بتوجيه المارة امامهن حتى وصلن إليها. إذ طلبت الوالدة بإلحاح للقس ان يساعدها بإيجاد بيت صغير تبيت فيه هي وبناتها. وأخبرته أنها وحيدة وغريبة عن الديار والفتيات يتيمات الاب منذ زمن وهي لجأت لبلدته لكي يكسبن رزقهن منها بعد ماحل الخراب والجوع لبلدتها.
تأثر القس بوالدة التوائم الاربعة وبشرها بوجود بيت ناء قريب منهم ومالكيه مسافرين وعليها ان تمكث فيه حتى تستطيع إستئجار بيت أفضل.وقدم لهن بعد ذلك الطعام واستسقاهم من عطشهن الشديد.
فرحت أم البنات بالخبر وفرحن بناتها كذلك.. وانتقلن إلى البيت بسرعة ذو الأثاث القليل وهن لايملكن في ايديهن سوى بعض الثياب الرثة والبالية… ولكنهن كن جدا راضيات بالتغيير.
مع الايام ساعد القس العائلة في التعرف على البلدة وحاول إيجاد لهن مصدر رزق في الحقول.. ولم يعمل منهن سوى والدتهن وبيرلا… ولكن لم تمضي أيام أيضا قليلة حتى الوالدة اصبحت تشتكي من الالم الشديد الذي يسكن يدها ليلا نهارا جراء إلتهاب واضح إثر حملها تلك الياجورة الساخنة التي قتلت بها زوجها.
فتحتمت الظروف على إحدى البنات ان تعمل في مكانها اما والدتهن زاد عليها المرض فأحضرت بيرلا طبيبا نصحوها به عاملات الحقل الذي تعمل فيه.. ولكن ماإن فحصها الطبيب لم يطمئنهن على صحتها واخبرهن ان يدها تتآكل بمرض الغرغرينا وعليها ان تقطع يدها أو ينتقل المرض لباقي جسمها وتموت على إثرها..
كان الامر صعب جدا تقبله لبناتها خاصة انهن متعلقات بوالدتهن فهن لم يأخذن نفس من الأسى الذي مررن به آنفا.. ولكن لايوجد حل إلا الإستمرار ومواجهة كل مايحدث لهن وخاصة بعد موت والدتهن بعد تفاقم المرض لبقية جسمها في وقت قياسي.. فتوفيت وخلفت وراءها اربع بنات لم يجدن أنفسهن مابين ليلة وضحاها إلا انهن يتيمات في بلدة غريبة دون اي كافل او معيل لهن