قصة الرجل وبنته المريضة بعد وفاة زوجته الجزء الرابع والأخير
صمتت زوجتي للحظات وبدأت ترتجف والدموع تتساقط منها كزخات المطر ، لم تستطع أن تكمل كلامها ، ضممتها لصدري لعلها تهدأ قليلا ، وبدأ موج من الذكريات يضرب جدران رأسي وقلبي ، تذكرت زوجتي الاولى ، تذكرت وصيتها لي بأن أعتني برقية و بأن أهتم بها ،
أدركت أخيرا بأني أهملت وصيتها ، ادركت بأني أبا أحمقا حقا ، تأكدت بأني حثالة لاغير ، كانت رقية جميلة جدا ، لم تكن مريضة ولا قبيحة أبدا ، كان القبح بعيني أنا ، كانت رقية ملاكا طاهرا ، وورقة بيضاء ناصحة البياض ، وكنت أنا عفنا أو نفاية أو أشد من ذلك ، شعرت بالخزي والعار من كوني أبا لها ، تلفت صوب إبنتي رقية
لأرى الأن بأنها زهرة بيضاء ناصعة البياض بالغة الجمال ، بل كأني ارى حديقة أزهار كاملة ، أردت لمسها ، لكن لم أفعل ذلك ، يد كيدي لا ينبغي لها أن تمسها ، أحسست بألم في صدري ، شعور أصابني ، رجفة هزتني من أخمس قدميا لأعلى رأسي ، شعور أخر ، شهقات
وصعوبة بالتنفس ، عدة أحاسيس إختلجتني دفعة واحدة ، سقطت دمعة ، دمعتان ، إنها دموع الأن ، فيض من الدموع تساقط مني ليستقر فوق رأس زوجتي
نهظت زوجتي وأكملت قائلة: رقية كانت تنتظرك لتستيقظ ، لكن غلبها النعاس فنامت على أرضية الغرفة نامت بالقرب من سريرك ليلة أمس ، وقالت لي بأن لا أخبرك بأنها أتت لكي تستيقظ أنت ، وأنت أحمق حقا ، لما تقسو عليها دائما؟
س،، أدركت أن الجمال جمال الروح وجمال القلب ، لاجمال المظهر وخراب القلب ، أدركت بأن حنية صغيرتي رقية ونقاءقلبها هو أجمل شيء في الوجود ، أجمل شيء قد أحظى به
أدركت بأن لي حظ عظيما بإمتلاكي لطفلة مثلها
عضضت أناملي حسرة على كل مافعلته بصغيرتي رقية وبكيت كثيرا كدموع كطفل ، كحسرة العالم أجمع ، ووعدت نفسي بأن أعوضها عن كل ماسلف وسبق وأطلب العفو و الغفران منها ، كان يوم مليئا بالدموع مليئا بالأحاسيس والمشاعر
بعد أيام وبعد خروجي من المستشفى ، أذكر جيدا أني حددت يوما للخروج للتنزه أنا وزوجتي وحبيبتي رقية
في عشية يوم التنزه خرجت من عملي وراسلت زوجتي لكنها لم ترد علي راسلتها مرات ومرات لكن دون جدوى
عـ،، وصلت لمنزلي أخيرا ، وجدت أن أنوار المنزل مغلقة ، أقلقني ذلك كثيرا ، دخلت مسرعا ، ناديت زوجتي لكنها لم ترد علي ، تفقدت رقية لم أجدها ، صوت بكاء سمعته عند باب المنزل ، خرجت مسرعا ناحيته ، وجدت زوجتي تبكي ، سألتها “ماالذي حدث؟
قالت بصوت متقطع رقية ؟
قلت مابها رقية قالت وهي تبكي بصوت محشرج “رقية ماتت إصطدمت بها سيارة قبل قليل وهي تلعب مع أبناء الجيران
سقط ذلك الخبر علي كالصاعقة ، هرولت مسرعا ناحية ذلك الشارع وأنا أبكي ، وأصرخ بقوة ” رقية لا تتركيني ، سقطت مرة اولى تبعتها سقطة أخرى م ، فمرات ، تمزقت وإتسخت ثيابي ، وشج رأسي وإنفتح جرح رأسي مرة أخرى
د،، وصلت أخيرا ، وجدت عددا غفير من الناس ، دفعتهم ومررت من بينهم ، تقدمت ناحية رقية ، حملتها وهي جثة هامدة ، بكيت بحرارة وعضضت على شاربيا فتطايرت منهما الد!! ماء وصرخت حتى بحت رقبتي ” رقية لا تتركيني ، أحبك ياإبنتي ، عزيزتي لا تتركي أباك وحيدا ، أحسست ” بثقل بجسدي ، ثم سقطت مغميا عليا بعدما فقدت الكثير من الد!! ماء
إستيقظت فزعا من نومي وعرق ثخنا يتصبب من جسدي ، كان حلما مرعبا حقا ، لقدأخذت قيلولة طويلة لثلاث ساعات كاملة ، إستيقظت على صوت رقية وهي تمسك بيديا ” لن أتلكك أبدا ياأبي ، قم يا أبي قم ، سيفوتنا موعد اللزهة ، وقبلتني وقالت أحبك يا أبي ستكون لزهة جميلة معك ياأبي ، ضممتها لصدري وقلت أحبك ياسعادتي