قصة العروسة المظلومة الجزء الثاني
بود كبير ، فطلبت منها أن أكمل دراستي العليا حتى أجد ما يخفف عني عذابي ويلهيني عن تلك المأساة التي أعيشها كل يوم ، فلم تعترض بل على العكس
تكفلت بكل مصاريف الدراسة ودعمتني ، شغلتني الدراسة عنه وعن نفسي وهو أيضًا شغله الزواج فلم يكن يأتي إلي مطلقًا ، وأنا كرهته ولم أعد أنتظر منه شيء .
رغم أنه كان يعيش في منزل مجاور خارج بيت الأسرة ، وبعد شهر واحد سمعت أن ريم حامل فأدركت أنه سليم وليس به شيء كما كنت أظن ، ولكني رغم المفاجأة لم أعد أهتم ،
كان اهتمامي كله منصب على دراستي ، توالت الأيام سريعًا ومرت شهور الحمل حتى حان وقت الولادة ، كان الجميع بالمشفى وأنا الوحيدة بالمنزل ، ولدت ريم وضعت
طفلة لكنها للأسف لم تراها فقد ماتت بعد وضع الطفلة مباشرة . خيم الحزن على الأسرة التي كانت تنتظر الفرح مع قدوم المولودة ، أما أنا فلم أحزن ولم أفرح فلم يعد يعنيني
ما يحدث حولي ، وكأنني كنت أعيش في عالم وحدي عالم عابس لا يعرف الابتسامة ، وبينما أنا في غرفتي دخلت عليّ والدة زوجي ووضعت بين يدي الطفلة الصغيرة ، فحاولت إعادتها لها ولكن قالت لي
أنها طفلة يتيمة ولم يعد لها أحد سواكِ ، وأنا لا أرغب أن تكون بيني وبين جدتها . تعللت بدراستي فطلبت مني تأجيلها قليلًا حتى يشتد عود الفتاة ، وبعدها ستحقق
لي كل ما أريد وتتكفل بأي مصاريف للدراسة ، لم أعرف حينها ماذا أفعل كيف سأعطيها الحب وأنا لا أملك سوى الكره لأبيها وأمها الراحلة ، نظرت إلى الفتاة الرضيعة
فابتسمت وضحكت لي ، حينها قذف الله حبها في قلبي وشعرت أن العالم بأسره يضحك لي ، احتضنتها وقررت رعايتها واعتبرتها ابنتي . حتى أنني أنا من اختار اسمها ،
سميتها جنا فأبوها حتى رفض أن يراها وقال هي من تسببت في موت حبيبتي أنا لا أريدها ، لعل كرهه لها هو ما جعلني أحبها ، لقد أخذتني هذه الصغيرة من كل العالم حتى دراستي ،
أحببتها أكثر من أي شيء وأحبتني لقد شعرت بهذا ، أما فارس فقد أغلق على نفسه في منزل والده ، لم يعد يذهب للعمل وكلما حاول أحد محادثته كان ينهره ، ويصرخ فيه .
حتى والدته حينما دخلت عليه كي تنصحه طردها من الغرفة ، فوبخته وقالت له إياك أن تطردني من أي مكان ببيتي ، عد إلى منزلك الأن ولا تبقى هنا ، تعجبت حينها من تصرف والدة زوجي الحنونة ،
ولكني لم أتدخل رغم أنني اعتدت الوحدة ، وقد شكل وجود فارس في المنزل عبئًا على قلبي رغم أني كنت مشفقة عليه ، رغم ما فعله بي ، خلال الأيام الأولى لم يدر بيننا أي كلام ،
كنت فقط أضع له طعام ولا يتناوله فأذهب بعد فترة وأخذه . ولكن في الأسبوع الثاني حينما وضعت الطعام تناوله ، وكنت ألاحظ أنه…يتبع
الجزء الثالث من هنا