بحجة الزلزال.. مشروع برلماني تركي للتصويت على طرد فوري للسوريين من تركيا وهذا ماحصل .. اليك التفاصيل
عرقل الائتلاف الحكومي في تركيا المكون من حزبي العدالة والتنمية الحاكم وحلفيه حزب الحركة القومية مشروعاً برلمانياً تقدّم به حزب الجيد المعارض لترحيل السوريين بعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد، محذراً من هجرة جماعية للأتراك في تلك المناطق، ما قد يغير من التركيبة الديموغرافية فيها لحساب اللاجئين السوريين.
وذكرت صحيفة “سوزجو” التركية، الثلاثاء، أن الائتلاف الحكومي التركي رفض مشروعاً برلمانياً تقدم به حزب الجيد بهدف “التخطيط الفوري والبدء في عملية عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم بسبب الآثار والنتائج المدمّرة لكارثة الزلزال والمخاطر السياسية والاقتصادية والديموغرافية”.
ورفض نواب الحزبين في البرلمان، المشروع بعدما تقدّم به النائب في حزب الجيد عدنان سيزكين، محملاً السلطات التركية المسؤولية عن الإهمال والتقصير الحاصل عقب الزلزال الذي ضرب 11 ولاية جنوب تركيا في السادس من فبراير/شباط الماضي، ما أودى بحياة أكثر من 45 ألفاً حتى الآن.
وقال سيزكين إن كارثة الزلزال تسببت بوقوع خسائر غير مسبوقة في الأرواح في تاريخ الجمهورية، بالإضافة إلى الخسائر المادية في المنازل وأماكن الإنتاج، ما تسبب بهجرة داخلية واسعة قد تصبح دائمة لاحقاً، حيث غادر الناجون منطقة الزلزال وبدؤوا في الاستقرار في مقاطعات أخرى، الأمر الذي يزيد من المخاطر السياسية والديموغرافية التي أفرزها الزلزال.
وهاجم النائب المعارض، سياسة الحكومة التركية في التعامل مع ملف اللاجئين السوريين، حيث باتوا على حد زعمه يشكلون تهديداً كبيراً للتوازن الديموغرافي في بنية المنطقة ما يعمق الأخطار في المستقبل.
وقال إن تعامل الحكومة مع الملف السوري منذ 2011 ألحق ضرراً كبيراً في تركيا، حيث يقيم أكثر من 3.5 مليون سوري في البلاد التي أصبحت تحتضن أكبر عدد من اللاجئين في العالم.
كما انتقد بيع الجنسية بمئات الآلاف من الدولارات بسبب اليأس الاقتصادي والفرص المتاحة للأجانب لامتلاك العقارات ما جعل الوضع أكثر خطورة، مشيراً إلى أن مثل ذلك يتم فقط في الدول الجزرية ذات الماضي الاستعماري.
إستراتيجية فورية لعودة اللاجئين
ودعا النائب في مشروع القانون إلى وضع إستراتيجية فورية لعودة اللاجئين إلى بلدانهم وضمان عودتهم في أسرع وقت ممكن وبظروف لائقة، على حد وصفه، مؤكداً أنه يجب أن تبدأ المفاوضات لهذا الغرض مع حكومة أسد في أسرع وقت ممكن، كما “يجب تنفيذ المبادرات الدبلوماسية اللازمة على المستوى الدولي، إذ إن عودة اللاجئين إلى بلدانهم مهمة أيضًا للتوازنات السورية والتوازنات الجيوسياسية في المنطقة”.
كما لفت أنه بعد كارثة الزلزال، لم يعد من الممكن لتركيا أن تتحمل العبء الاقتصادي للاجئين والمخاطر الجسيمة في مختلف المناطق لفترة أطول من الزمن، فضلاً أن طالبي اللجوء باتوا يشكلون كتلة معرّضة للانتهاكات من جميع النواحي.
والثلاثاء، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، عودة نحو 42 ألف سوري إلى بلدهم من تلقاء أنفسهم عقب الزلزال المزدوج الذي ضربي جنوب البلاد في 6 فبراير/ شباط الماضي.
وتشهد تركيا استقطاباً سياسياً حاداً بين الأحزاب السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات المقرر إجراؤها في 14 مايو/أيار المقبل، فيما باتت قضية اللاجئين السوريين من أبرز القضايا التي تستخدمها المعارضة لانتقاد سياسة الحكومة والحصول على مكاسب سياسية من خلالها