قصة حماتي الجزء الأول
كان فاضل على فرحي 24 ساعة .. كنت فاكرة أنهم هيعدوا بسلام بس للأسف دول عدوا عليا كأنهم 24 سنة مش ساعة …. أنا كنت بعد الأيام والساعات عشان اللحظة دي … بس بعد اللي حصلي … اتمنيت لو العمر كله يقف هنا …يقف ف اللحظة دي من غير ما يقدم ولا يأخر ثانية ….. واللحظة دي كانت قبل فرحي بيوم بالظبط …. لما كنت ف الشغل واتفاجئت بشخص داخل عليا وبيقولي :
…….. حضرتك آنسة ملك
قُلت له وأنا مستغربة :
….. أيوة يا فندم أنا ملك
قالي بهدوء وثبات :
….. أنا إبراهيم رشاد والد وليد خطيبك
ما استغربتش أنه يكون والد وليد لأن فعلا الاسم مظبوط بس استغربت الزيارة المفاجأة دي …ياترا عايزني ف إيه … أنا اصلا أول مرة أشوفه وده وضع طبيعي لأنه مش عايش مع وليد … وليد من صغره عايش مع والدته بعد انفصالها عن والده ….. والغريب إن وليد قايلي أنه مسافر ومايعرفش حاجة عنه نهائي …. قُلت له بحيرة:
……. أهلا يا عمي … حمدلله على سلامتك … هو حضرتك رجعت امتى من السفر
ضحك ضحكة غريبة وقالي:
…. هو مفهمك إني مسافر …طول عمره جبان ومش هيتغير أبدا
ماكنتش فاهمة قصده … معقول يكون بيتكلم عن وليد …قُلت له باستغراب :
….. حضرتك تقصد مين ؟؟؟؟
قالي والحزن مالي وشه :
…. قصدي وليد ابني …. وليد ابني الوحيد والمفروض أنه سند ليا بس للأسف ده هو بصمة العار الوحيدة اللي ف حياتي
كلامه خوّفني … أيوة خُفت طبعا …. ده بيتكلم عن خطيبي اللي كمان كام ساعة بالظبط هيكون جوزي ….
قُلت له بلهفة وحزن :
….. ليه حضرتك بتقول عليه كدا … وليد شاب محترم جدا والكل يشهد ب ده
رد وقالي :
…. ده الظاهر بس … لكن ف الحقيقة أنتِ ماتعرفيش عنه حاجة عشان كدا جيت أعرفك وافهمك قبل ما تتدبسي ف الجوازة دي ….
وقبل ما يكمل كلامه واحد زميلي دخل علينا …. وطبعا الكلام اتقطع. .. ووالد وليد مشى وسابني لوحدي مش فاهمة حاجة ….. بس وهو ماشي قالي جملة غريبة ….قالي :
…… فكري ف كلامي يا ملك يا بنتي … وليد وامه وراهم مصايب كبيرة …. مصايب ماحدش يقدر يستحملها أبدا واوعى تقوليله إني جيت لك … كدا هيتاكد أنك كشفتيهم وأكيد هيحاول يتخلص منك
روّحت البيت وأنا مصدومة ….مصدومة من كلامه جدا .. أنا مخطوبة لوليد بقالي سنة وعمري ما شُفت منه حاجة وحشة حتى مامته ست طيبة جدا وف حالها هي أصلا مريضة جدا … والمفروض إني هعيش معاها ف نفس البيت …. ومش متضايقة نهائي من كدا …. إيه يعني لما أعيش مع حماتي ف بيت واحد …. ايه يعني لما اخدمها واراعيها … مش يمكن ألاقي معاها مشاعر الأمومة اللي اتحرمت منها…مش يمكن تعوّضني عن حرماني لأمي طول السنين اللي فاتت يمكن تعوّضني عن قسوة وعذاب مرات الأب . .. العذاب اللي مايعرفوش غير اللي جربه بس…….
أنا امي ماتت وأنا ف تالتة ابتدائي …. ماتت وسابتنا أنا وبابا لوحدنا. …. أو بالأخص سابتني أنا لوحدي لأن بابا اتجوز ف خلال كام شهر…. كان دايما يقولي أنه اتجوز عشاني … بصراحة كنت بصدقه ف الأول ….. بس مع معاملة مراته القاسية عرفت الحقيقة …. الحقيقة أنه اتجوز عشانه هو … عشان راحته وسعادته …. إنما أنا راحتي وسعادتي ادفنوا مع امي. …. وفضلت عايشة سنين عمري كله من غيرهم .. عايشة لمجرد العيشة … وطبعا بابا نسيني ف زحمة الحياة وانشغل بمراته الجديدة وعياله اللي منها….. اللي هما أخواتي بس للأسف أخوات ف الورق بس …. علاقتي بيهم كانت جافة جدا …. حاولت معاهم كتير ….حاولت أقرب لهم واحتويهم …بس هما كانوا رافضيني تماما…. وطبعا امهم هي السبب ف كل الجفا ده. …
عشان كدا وافقت على أول عريس اتقدملي … وهو وليد… وافقت عليه عشان أهرب من شبح مرات الأب اللي بيطاردني …. كنت محتاجة أحس بالحب والحنان …. أنا حقيقي ماكنتش محتاجة غير حضن دافي استخبى فيه … حضن يحتويني ويطمني …. وبعد ما لاقيت وليد وخلاص هتجوز كمان 24 ساعة يحصلي كدا ….. هو أنا ليه فرحتي مش كاملة ….. ليه أبو وليد يظهر دلوقتي بالذات ويقولي الكلام ده ويخوّفني كدا….. كان لازم أفهم الحقيقة … كنت عايزة اتصل ب وليد واسأله … بس افتكرت كلام والده وخُفت جدا وف الآخر اتصلت وحاولت أسأله عن والده بطريقة غير مباشرة من غير ما احسسه اني شُفته ….قُلت له ف وسط الكلام :
….. صح يا وليد… قُلت لباباك على ميعاد فرحنا
رد عليّ بصوت متردد وقالي :
…. لا ماقلتش …. ما أنتِ عارفة أنه مسافر من زمان
حسيت برعشة خوف ف صوته …. نبرة صوته نفسها خوّفتني ….هو ليه خاف بالشكل ده. … معقول يكون كلام والده صح ….. معقول وليد وراه مصايب كبيرة طب أنا أعمل إيه دلوقتي ….ده أنا كتب كتابي بكرة …يعني كمان كام ساعة …… قفلت مع وليد من غير ما أقوله الحقيقة … وللأسف مقدرتش أعرف منه أي معلومات عن والده …هو طول عمره ما بيتكلمش عن أبوه خالص كل كلامه عن أمه بس …. عن حنيتها وطيبتها …. ولما كنت اسأله عن أبوه كان دايما يتهرب من الإجابة بجملة:
.. …ماعشتش معاه كتير … عشان كدا مش فاكره كويس … وكمان مش بعرف أشوفه لأنه مسافر برا مصر
بس ابوه لما جالي قالي أنه عُمره ما سافر برا مصر… حسيت بصداع هيموتني … ماكنتش عارفة احكي مع مين … مالقتش غيره قدامي … بابا … لازم أحكي معاه ويسمعني … أنا بجد محتاجة له أوي …. محتاجة اسند على أي حد حتى لو هيجاملني …. عشان كدا روحت عند بابا وقُلت له :
….. بابا لو سمحت عايزة أتكلم معاك ف موضوع مهم
رد عليّ وقالي:
….. تعالي يا عروسة … خير يا حبيبتي عايزاني ف إيه
بصّيت على مراته اللي قاعدة ف وسطنا وعاملة نفسها مش سامعة … وقُلت له :
…. عايزاك لوحدك يا بابا
وف ثانية الدنيا ولعت حريقة … إزاي أطلب من أبويا دقيقة من وقته … إزاي أقوله عايزاك لوحدك … قامت سعاد من مكانها وهي بتمثل الحزن وقالت:
….. أنا سايبة لكم البيت كله وماشية …. أصل أنا العزول اللي هتنكد عليكم فرحتكم ….
طبعا بابا قام وراها يجبر بخاطرها ونسي خاطري اللي اتكسر من سنين …. ده حتى مافكرش بعدها يسألني كنت عايزاه ليه …. نسيني زي كل مرة بينساني فيها طول السنين اللي فاتت ….
عشان كدا قررت أتجوز وليد واتجاهل كلام والده …. مهما شُفت منه مش هيكون زي العذاب اللي عايشاه دلوقتي …. لازم أتجوز وامشي من جحيم مرات الأب ف أسرع وقت …. ومهما كانت النتيجة هتحملها. … عادي يعني ما أنا طول عمري متحملة وساكتة. ….
وبالفعل اتجوزت وليد وأنا فرحتي مكسورة … كنت خايفة منه وف نفس الوقت شايفاه ملجأي الوحيد …. مامته سابتنا أول أسبوع لوحدنا وقعدت عند أختها. … كان أسبوع جميل أوي. .. تقريبا كدا أحلى أسبوع ف حياتي. … اكتشفت فيه إن وليد إنسان بمعنى الكلمة ….حنين أوي وطيب لأقصى درجة شُفت فيه الأب والأخ والحبيب …. استغربت أوي كلام باباه ليه يقول عليه الكلام البشع ده …. ليه يشوّه أخلاقه بالشكل ده فكرت احكي له عن مقابلة والده ليا …. بس مش عارفة ليه كنت مترددة وخايفة ….. عشان كدا حاولت اتناسى الموضوع ده وحمدت ربنا من قلبي على حياتي الجديدة … وعلى وليد اللي اعتبرته هدية ربنا ليّ
بس للأسف اكتشفت بعد كدا إن البدايات دايما بتخدعنا …. دايما بتتجمّل وتتلّون على اللون اللي يزغلل عينينا …. ومع الوقت يبدأ لونها يطفي خطوة خطوة لغاية ما يوصل للون الأسود … ومن هنا بتبدأ الحقايق كلها تظهر وتوضح اكتر من أي وقت فات. ….
بعد ما عدى أول أسبوع والدة وليد اللي هي حماتي رجعت تاني البيت .. أنا من زمان شايفاها هادية وف حالها …. وفعلا هي ماكنتش بتتكلم كتير … هي أصلا مريضة وحركتها قليلة جدا … كانت طول الوقت قاعدة ف اوضتها وف حالها …. بس من أول ليلة رجعت فيها لاحظت حاجة غريبة أوي ….. حاجة مش مفهومة نهائي …حاجة خلّتني أفتكر كلام والد وليد …….افتكرت كل كلامه عنهم وبالذات الجملة دي …. وليد وامه وراهم مصايب مستخبية ……
والحاجة دي اكتشفتها ف نفس الليلة اللي حماتي جت فيها من عند أختها … كنت نايمة عادي ووليد كالعادة نايم جنبي … وفجأة ف نُص الليل حسيت بيه قايم يتسحب بهدوء لغاية ما طلع من الأوضة خالص …. جي ف بالي وقتها أنه ممكن يكون رايح الحمام أو المطبخ …. بس لاقيته اتأخر أوي. .. قلقت عليه وقُمت من مكاني وطلعت بِراحة أشوفه فين …. دوّرت عليه بس مش لاقيته خالص …. قربت من أوضة حماتي … كانت مقفولة ….استغربت أوي احنا مش بنقفل عليها الباب …. وليد هو اللي قالي كدا … عشان لو نادت علينا نسمعها …. قربت أكتر من باب الأوضة. … سمعت صوتها هي وليد …. مش قادرة أحدد بيتكلموا ف إيه ….هيكونوا يعني بيقولوا إيه ف نُص الليل كدا ….
استغربتهم أوي بصراحة …. جريت بسرعة على أوضتي قبل ما يحسوا بيّ …. جريت وأنا مُندهشة من اللي بيحصل ده …. معقول تكون نادت عليه وأنا ماسمعتش … يمكن محتاجة حاجة منه …. بس أنا ماسمعتش صوتها … وهتحتاج إيه ف نُص الليل!!!!!!!
بعد شوية وليد رجع الأوضة بتاعتنا ….. وعلى طول حط راسه على المخدة ونام ف ثوانى ….. نام وسابني ف حيرتي لوحدي….. وطبعا ماعرفتش أنام من كتر التفكير. .. فكرت ف كل حاجة ممكن تخطر ببالكم ….
أول لما النهار طلع حضرت الفطار …..قعدت قدام وليد وهو بيفطر …شكله برئ جدا …. فعلا شكله طيب أوي. … معقول أكون مخدوعة فيه للدرجة دي ….. كان نفسي أوي اسأله عن ليلة امبارح بس بصراحة مقدرتش …. الخوف مسيطر عليّ … فضلت ساكتة وكاتمة ف نفسي …. وبعد الفطار وليد نزل على شغله …. وأنا جهزت الفطار لحماتي ووديتهولها لغاية عندها استقبلتني ب ابتسامتها الهادية ….. ابتسامتها اللي محيراني ومخوّفاني جدا منها …. أنا عارفة إني ماشُفتش منها لغاية دلوقتي حاجة وحشة بس برضه أنا مش قادرة أبدا أنسى كلام والد وليد عليهم …. يمكن لو ماكنش قالي الكلام ده …كنت اتعاملت عادي وماركزتش ف أي حاجة بتحصل …. بس سبحان الله كلامه كان عامل زي المنبه اللي كل شوية يفوّقني وينبهني إن ف لغز مش مفهوم ……. قدِّمت لها الأكل وقُلت لها :
….. مش محتاجة مني أي حاجة تاني يا ماما
قالت لي بهدوء:
…. عايزاكِ بخير يا بنتي … ربنا يريح قلبك
خرجت من عندها وأنا ساكتة … أنا أصلا اتعودت على السكوت …. اتعودت أشوف بعيني واسكت … استحمل واشيل الطين وبرضه اسكت …. الله يسامحها مرات أبويا هي السبب ف كل اللي أنا فيه ده …..
حاولت أشغل نفسي بترتيب البيت وتجهيز الأكل قبل رجوع وليد من الشغل …. وليد عنده محل عطور وبخور وما شاء الله ناجح جدا جدا …… والنهاردة أول يوم نزول ليه من بعد جوازنا …. هو المفروض أنه بيقعد طول النهار ف المحل وبيرجع على آخر الليل …. بس الغريب إني لاقيته جاي بعد ساعتين بس من نزوله ….. فتح الباب وسلم عليّ وبعدها دخل على أوضة والدته من سُكات. … وبرضه قفل الباب عليهم …. فضل عندها جوا فترة بسيطة … بس بصراحة عدت عليّ كأنها سنين ….. ماكنتش عارفة أتصرف إزاي. … أدخل عليهم وأشوف بنفسي اللي بيحصل ولا أسكت واستنى زي ما بعمل كل مرة …..
قربت من الأوضة بِراحة خالص …. بصراحة نفسي أفتح الباب عليهم بأي شكل … ولسا همسك الأُكرة ….. لاقيت وليد فتح الباب ووقف ف وشى بالظبط … اتلغبطت طبعا وكان لازم أداري الموقف … عشان كدا قلت له :
…… خير يا وليد … إيه اللي جابك فجأة كدا
قالي بهدوء:
….. متقلقيش يا حبيبتي أنا متعود على كدا ع طول
وفجأة قرب مني و أداني علبة غريبة …. وقالي :
…. صح كنت هنسى. .. ده نوع بخور جديد …جربيه وقوليلي رأيك. … وياريت تبخري بيه النهاردة … أنا بحب البخور أوي
اخدته منه وابتسمت ….. أنا مش فاهمة حاجة وف نفس الوقت خايفة اسأله أكتر من كدا. … هو اه وليد لغاية دلوقتي كويس معايا …. بس أنا برضه قلقانة من تصرفاته وأخاف اسأله واتلغبط وأجيب سيرة والده …. خليه فاكرني مش فاهمة حاجة أحسن. … أنا لسا لغاية دلوقتي ماعرفش هما وراهم إيه بالظبط…..
كملت شغل البيت وف نفس الوقت كنت بدخل اطمن على حماتي كل شوية…. كنت بسالها إذا كانت عايزة حاجة … بس ردها دايما كان:
…. ربنا يبارك لك يا بنتي …
ماكنتش بتتطلع برا اوضتها نهائي … واللي كان مساعدها على كدا إن اوضتها كانت واسعة جدا وفيها حمام خاص بيها …. كانت بتتحرك فيها بصعوبة …. التعب كان واضح جدا عليها … كان نفسي اقرب منها أوي. .. بس خوفي وقلقي كانوا أكبر مني …. واللي زود خوفي أكتر رجوع وليد مرة تانية قبل ميعاد انتهاء شغله…. وبرضه عمل زي المرة الفاتت. …دخل على أوضة حماتي وقفل الباب وبعدها نزل من غير كلام خالص …….
والكلام ده كان بيتكرر يوميا …. كان كل ليلة يقوم ويروح اوضتها من غير ما احس….. وف النهار يسيب شغله ويرجع مخصوص عشانها وبرضه يقفل الباب عليهم …. ده غير أنواع البخور اللي كان بيجيبها كل يوم ويطلب مني أبخر منها …. .كنت بنفذ كل طلباته … من غير كلام ولا أسئلة ….كنت هادية جدا قدامهم بس ف الحقيقة كنت بموت كل يوم من الرعب …… كنت حاسة إني عايشة مع ناس غامضة … ناس غريبة الأطوار. … مع أنهم كانوا كويسين جدا معايا بس غصب عني خُفت منهم …. ده أنا ما خُفتش من مرات أبويا بالشكل ده …. أصل سعاد كانت واضحة معايا … مرات أبويا وبتكرهني …. إنما وليد ومامته ناس غريبة … طيبين أوي وف نفس الوقت مُريبين …..
وف مرة جرس الباب رنّ …. ماكنتش متعودة على الزيارات من يوم ما اتجوزت ….ماحدش بيزورهم نهائي .. ولا حتى هما بيزوروا حد …. حتى خالة وليد اللي كانوا على صلة بيها سافرت السعودية عند بنتها ….. فرحت لما لاقيت الجرس بيرن ….بس لما فتحت الباب ولاقيته قدامي اتصدمت ….اتصدمت عشان ماتوقعتش زيارته …..ماتوقعتش أنه ممكن يجي لغاية هنا ….. ياترا جاي ليه وعشان إيه ….معقول يكون عنده كلام يريح قلبي وعقلي …..الشخص اللي بتكلم عنه ده يبقى والد وليد …. أستاذ إبراهيم اللي جالي ف شغلي وقلب حياتي بكلامه قبل فرحي ب 24 ساعة ….
رحبت بيه عادي جدا … اينعم وليد ما بيتكلمش عنه خالص بس برضه هو ابوه. … ولازم اعامله احسن معاملة … وبعد ما قعدنا سألني وقالي :
….. أخبارك ايه يا ملك يا بنتي … أنا جاي النهاردة مخصوص عشان اطمن عليكِ
رديت عليه وقُلت له :
…….. الحمد لله أنا بخير بس برضه محتاجة أفهم من حضرتك حاجات كتير
قالي :
…….. أنا معنديش كلام تاني اقولهولك …. معنديش أكتر من اللي قلته قبل كدا
قُلت له وأنا بعيط :
….. تقريبا كدا كلامك كله صح … أنا مش عارفة أتصرف إزاي أو اعمل إيه
قالي بسرعة :
…… أمشي يا بنتي من البيت ده بسرعة …. أمشي قبل فوات الأوان …..
وقبل ما أرد عليه سمعت صوت خطوات بطيئة جاية ناحيتنا ركزت مع الصوت لاقيتها حماتي …. كانت ماشية بالعافية عشان تيجي عندنا …. بصّت علينا جامد أوي .. ووجهت كلامها لوالد وليد وقالت له :
…… أنتَ إيه اللي جابك هنا …. عايز مننا إيه تاني
قالها :
…. جيت عشان أحذر بنت الناس منكم. .. بنت الناس اللي مخدوعة فيكم
قالت له بصوت ضعيف :
… أمشي أطلع برا …. حرام عليك يا أخي
قالت الجملة دي وفضلت تعيط جامد …ماكنتش قادرة تتحكم ف أعصابها …. قربت عليها عشان اساعدها بس للأسف ملحقتش ….. ف ثواني وقعت على الأرض واغمى عليها ….
ماكنتش عارفة أتصرف إزاي. .. . حتى والد وليد مشي بسرعة وسابني لوحدي … اختفى ف لمح البصر …. اتصلت بسرعة ب وليد اللي ف ثواني كان عندي … وبعدها بلحظات نقلناها المستشفى …. كنت مرعوبة جدا وخصوصا بعد كلام الدكتور لما قالنا أنها عندها انهيار عصبي قوي جدا …وأنها أكيد اتعرضت لموقف ضايقها …..
كنت ساكتة مش قادرة أتكلم … وليد بصّلي جامد وقالي :
….. إيه اللي حصل يا ملك …
ماكنتش قادرة أتكلم ….. مش عارفة ليه سكت… مقدرتش أقوله إن باباه هو السبب …. قلت له :
…….. معرفش أنا لقيتها واقعة كدا
بصلي بنظرة غريبة أوي. …. لأول مرة احس إن وليد مش طيب زي ما كنت فاكرة … نظرته خوفتني جدا … واكتفى بالنظرة دي ومانطقش بأي كلمة تاني ….
حسيت إن فعلا ف لغز ف الموضوع …. تصرفات وليد غريبة ومش مفهومة …. ورغم احساسي ده فضلت ساكتة . ….
ومن ضمن تصرفات وليد الغريبة ……اختفاءه المفاجئ …سابني ف المستشفى واختفى … ماعرفش راح فين …. غاب كتير جدا …. اتصلت بيه بس كان قافل تليفونه ….. فضلت قاعدة ف المستشفى جنب حماتي …. وف آخر اليوم الممرضة طلبت مني هدوم لحماتي….. فاضطريت طبعا أروح البيت عشان أجيب الهدوم …والحمد لله إني روحت ف الوقت ده بالذات ….زي ما يكون ربنا كان عايزني أكتشف بنفسي كل حاجة …..
أول لما دخلت البيت …. قعدت ف الصالون ارتاح من تعب المشوار …. وفجأة سمعت صوت غريب جاي من أوضة حماتي …. اتخضيت جدا …. أنا متأكدة إن مفيش حد ف البيت ….. قربت بِراحة خالص عشان أقدر أسمع كويس .. والمفاجأة لما سمعت صوت وليد وهو بيقول :
……. حرام عليك أنتَ ليه بتأذينا بالشكل ده …. احنا نفذنا كل طلباتك
وفجأة صوت تاني رد عليه وقاله…يتبع