close
الأخبار

ما علاقة الانتخابات في تركيا بعملية الولايات المتحدة ضد روسيا …. إليكم التفاصيل في الرابط

تتطلع واشنطن بفارغ الصبر لوصول كتلة المعارضة التركية التي وعدت بدعم سياساتها في روسيا والمنطقة دون قيد أو شرط، إلى السلطة.

وتركز تركيا حالياً على مداواة جروح الزلازل الكبرى التي ضربت 11 ولاية وأودت بحياة ما يقرب من 50.000 شخص. وتعد منطقة الزلزال المتاخمة لشمال سوريا والتي تهيمن عليها مجموعات إرهابية مختلفة بما في ذلك تنظيم واي بي جي

بي كي كي الإرهابي وإرهابيو داعش، موقعاً استراتيجياً هاماً. علاوة على ذلك فإن محطة أق أويو للطاقة النووية التي دخلت تركيا في شراكة مع روسيا لتشييدها في مرسين، تقع في مكان قريب.

وفي مثل هذه الأجواء المتوترة، أثارت الزيارة المفاجئة للجنرال الأمريكي مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة إلى شمال سوريا، رد فعل قوي بين أوساط الشعب التركي.

وحاول العقيد ديفيد بتلر المتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة، تخفيف حدة التوتر الذي أثارته تلك الزيارة بالقول إن “ميلي تلقى معلومات محدثة حول مهمة محاربة داعش”.

لكن الحقيقة هي أن القائد الأعلى للولايات المتحدة وحليف تركيا في الناتو، يزور منطقة تسيطر عليها واي بي جي/بي كي كي الإرهابية. فيما تواري الولايات المتحدة أهداف هذه المهمة تحت غطاء “المهمة ضد داعش”.

وفوق كل هذا، فإن الزيارة الأخيرة التي قام بها الجنرال مايكل إريك كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية إلى نفس المنطقة التي زارها ميلي في وقت سابق،

قد زادت من حدة الجدل. كذلك، استخدم كوريلا الذريعة نفسها وهي تنسيق القتال ضد داعش لتبرير اتصاله المفتوح مع الإرهابيين.

ومع ذلك، فإن الجميع بمن فيهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي اتهم سلفه باراك أوباما ذات مرة بأنه “مؤسس داعش”،

ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بأنها “نائبة المؤسس”، يدرك جيداً أن هذه الذريعة غير واقعية.

ومن المعروف على نطاق واسع أن داعش كانت دائماً أداةً لاختلاق الأزمات تسيطر عليها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط،

وقد تم الكشف عنها الآن. وهي حالياً خاضعة لسيطرة ميليشيات واي بي جي/بي ي دي التي تمثل حرس القيادة المركزية في المنطقة.

وكما شهدنا في الهجوم الإرهابي على شارع الاستقلال الشهير في إسطنبول في نوفمبر/تشرين الثاني، فإن اتخاذ داعش “

إجراءات مع استخبارات بي واي دي الجناح السياسي لتنظيم واي بي جي/بي كي كي الإرهابي” هو أحد المؤشرات الواضحة عن المسؤول على الهجوم.

فإذا كان تنظيم داعش الخاضع للسيطرة غطاءً للوجود الأمريكي في المنطقة، فما هو الهدف الحقيقي لتعبئة البنتاغون الأخيرة على الحدود التركية؟

كما سأل الصحفيون الذين رافقوا ميلي، وما هي المخاطر التي تنطوي عليها زيارة الجنرال الأول في الجيش الأمريكي إلى أخطر منطقة حرب في العالم؟

مرحلة جديدة

تشير الدلائل إلى مرحلة جديدة من “عملية تطويق روسيا”، والتي تركز الآن على الجبهة الأوكرانية.

ومن ثم، فإن واشنطن لا تهتم ببشار الأسد السوري ولا بقيادات دمشق الذين سافروا على الفور إلى موسكو للوقوف على التطورات. وكل ما تنتظره من خلال الاستعدادات التي تجريها، هو وصول كتلة المعارضة إلى السلطة في تركيا

التي ستجري انتخاباتها الرئاسية والبرلمانية في غضون شهرين، وخصوصاً أن “طاولة الستة” تعهدت بدعم سياسات واشنطن في روسيا والمنطقة دون قيد أو شرط. حتى أن تحالف الأمة المعارض، قدّم التزاماً مكتوباً بوقف مشروع

محطة الطاقة النووية التي تعد روسيا شريكاً فيها، كما تعهّد بالابتعاد عن روسيا بسرعة والتخلي عن سياسة التوازن التي أغضبت الغرب.

ومما لا شك فيه أن الحضور القوي للرئيس رجب طيب أردوغان الذي يقود المصالح الوطنية لتركيا، في الانتخابات المقبلة سيغير جميع التوازنات العسكرية في الميدان، من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى بحر إيجة والبحر الأسود.

وقد تفقد المشكلة السورية أهميتها الأساسية، بل من الممكن أن تصبح تركيا التي تسيطر على مضيق البحر الأسود، جبهة فعالة في عملية تطويق روسيا،

ويمكن تخفيف الضغط على أوكرانيا وبالطبع يمكن إنقاذ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ومن المؤكد أيضاً أن مثل هذا “النجاح” سيكون مفيداً للغاية ضد ترامب، الذي يتوقع أن يكون على الساحة مرة أخرى في الانتخابات المقبلة.

لأنه بالنظر إلى البنوك المفلسة والتطورات الأخرى، من الواضح أن العولمة لا تمر بأحسن أوضاعها.

وأنا أشعر بحدسي كصحفي، أنهم سيخرجون بأيدٍ فارغة مرة أخرى، كما فعلوا في الانتخابات قبل 8 سنوات عندما حاولوا وضع تركيا وروسيا في مواجهة بعضهما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى