التاريخ

دفـ.ـن في أنقرة وشـ.ـيع جثـ.ـمانه بمـوكب مهـيب.. الأميـر العربي الذي يمـجده الأتراك – تعرف عليه

الأمير العربي الذي يمجده الأتراك نفى مقولة ان العرب خانو الخلافة دفن في أنقرة وشيعة في مركب عسكري مهيب.
الأمير عجمي باشا بن سعدون الشبيبي أمير أتحاد قبائل المنتفق والتي كانت شبه دولة ضمن الدولة العثمانية.

هي الأسرة الحاكمة في إمارة المنتفق من عام 1530 م وإلى عام 1918 م، وهي أسرة المشيخة تاريخيا في اتحاد قبائل المنتفق (أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول شهده العراق تحت مشيخة شيخ مشائخ فعلي)

وهو الاتحاد القبلي الضخم الممتد من شمال وشمال شرق الجزيرة العربية وإلى وسط العراق والذي كان يشكل جزءا هاما من مملكة المنتفق، وأسرة ثويني الشبيبي هي أسرة المشيخة في قبائل المنتفق حاليا.
.

عجمي “باشا” بن سعدون بن منصور بن راشد السعدون هو زعيم عراقي، كان لأسرته إقطاع “المنتفق” ومشيخة عشائره. ونشأ عونا لأبيه وفيه شجاعة وله أخبار وحروب مع قبائل الظّفير وعنزة ومطير. وكان يقيم في مكان يسمى “المغبيشية” بقرب البصرة وامانع على الحكومة العثمانية مدة. لخصومة بينه وبين السيد طالب النقيب، فاسترضاه والي بغداد (جاويد باشا) قُبيل الحرب العامة الأولى.

فلما نشبت الحرب خاض غمارها مع الحكومة، وقاتل الإنجليز، وثبت في مواقف عصيبة إلى أن سقطت بغداد، فرحل إلى بعض قبائل عنزة، وهاجمته قوة إنجليزية فتغلب عليها، وأوغل في البر فنزل معهم إلى أواخر الحرب (سنة 1918م) فمنحوه مزارع في بلدة “كرموس” من ملحقات أورفة، فأقام فيها

عندما قامت الحرب العالمية الأولى قاتل السعدون الإنجليز بقيادة عجمي باشا مع جيوش الدولة العثمانية ولكن الجيوش الإنجليزية كانت أقوى. فبدأت القوات العثمانية بالتقهقر.

ظل عجمي باشا معهم يقاتل حتى سقوط بغداد بيد القوات الإنجليزية الغازية. عند ذاك ارتحل عجمي باشا نحو عشائر عنزة وكاتبهم يسأذنهم بالمرور على أراضيهم ليتجه نحو الشمال عله يجتمع بالعثمانيين.

فامتنع (فهد بن عبد المحسن الهذال) رئيس عنزة جمعاء من قبول المرور على أراضي عنزة قاطبة. وأما ابن عمه (فهد ابن دغيم الهذال) فأنه أذن لعجمي باشا بالمجيء إلى أراضيه والمرور عليها.

وأرسل له خطا بذلك قال فيه (اننا نترك العداوة القديمة التي بيننا لوقت آخر. وأما اليوم فإنه يجب علينا أن نتفق مع إخواننا المسلمين في الجهاد ضد الأعداء) فارتحل عجمي باشا نحو أراضي عنزة حتى خيم بجوار الشيخ فهد بن دغيم الهذال.

فغاظ ذلك الأمر فهدًا بن عبد المحسن وأرسل إلى قائد جيش الاحتلال الإنجليزي يطلب منه قوة ليمشي بها على عجمي باشا فلبى طلبه ووجه إليه فرقة من الجنود الإنجليزية تحت قيادة الكولونيل لجمن ولما بلغ عجمي باشا خبر زحف الجنود الإنجليزية نحوه بادر في تضغين عائلته وأثقاله ووجههم إلى ماء يبعد عن موضعه بأربعة مراحل.

واستعد هو في محله إلى لقاء الأعداء فهاجمته الجنود الإنجليزية في ثاني يوم وجرت بينهما معركة عنيفة دامت بضع ساعات وكان النصر فيها حليف عجمي باشا.

ثم أتاه مساءً نبأ بأن غالب قبائل عنزة تريد الانضمام مع الجنود الإنجليزية ضده فخشي من البقاء في مكانه خوفا من الفشل فيما إذا حصلت معركة أخرى. فأدلج في تلك الليلة قاصدًا أهله حتى نزل على عائلته سالمًا. ثم ضغن بهم متباعدًا عن أراضي عنزة إلى أن خيم في أراضي شمر.

وهناك أبقى عائلته وأثقاله مع قسم من رجاله وخدمه يرأسهم أخوه سعود بيك وذهب في خاصته مع بعض خدمه نحو العثمانيين حتى أدركهم والتحق بهم وظل معهم يسير بسيرهم ويتحرك حسب إرادتهم.

فلما تأكد لديهم صدقه وصداقته لهم أكرموه إكرامًا جزيلًا وعزوه إعزازًا عظيمًا ثم منحوه في سنة 1918م بلدة كرموش بملحقاتها يستغل حاصلات زراعتها لنفسه) بقي أن نعلم إن لعجمي باشا خمسة أولاد هم (مطشر ونجم وأسعد وعيسى وعباس وابنة واحدة). وتوفي الباشا عجمي في أنقرة عاصمة تركيا ودفن فيها

أطلقت السلطات التركية اسم الشيخ “عجمي باشا السعدون” على شارع كبير في ولاية شانلي أورفة جنوب شرقي البلاد، تكريمًا لموقفه المناصر للخلافة العثمانية ودفاعه عنها ضد الإنكليزي إبان الحرب العالمية الأولى.


وتقول وثائق تاريخية إن العميل البريطاني “توماس إدوارد لورنس”، المشهور بـ”لورنس العرب”، عرض على “عجمي باشا” خيانة الأتراك مقابل تعيينه حاكمًا على العراق بعد انتهاء الحرب، لكن الأخير رفض بشدّة.

ووقف عجمي باشا إلى جانب الخلافة العثمانية ضد الإنكليز والفرنسيين، وانتقل من العراق إلى ماردين التركية عام 1920، وساهم بشكل كبير في تحرير أورفة، وتوفي في أنقرة يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1960.

ويُروى عن عجمي باشا أن عمّه الدكتور عبد الإله سأله عندما كان لاجئا في أنقرة عن سر وقوفه مع العثمانيين في الحرب. فأجاب بأن الإنكليز كانوا غزاة كفارا. كيف أقف معهم ضد إخواني المسلمين العثمانيين والذين كانوا يعيشون معنا، نأكل ونصلي معهم؟ ذلك ضد تقاليدنا العربية وشيمنا الإسلامية. وكنا قد أقسمنا على القرآن بالولاء للخلافة.

ويقول الكاتب خالد القشطيني، في مقال سابق بصحيفة الشرق الأوسط السعودية، إن الأتراك قدّروا موقف عجي باشا المخلص فأحسنوا معاملته بينهم. وعندما توفاه الله، شيعوه في موكب عسكري مهيب، وأطلقوا عليه أمير الأمراء والصديق الوفي للشعب التركي.

ودفنوه في مقبرة الشهداء. رحمه الله.


ويُضيف الكاتب: “لدى قراءتي لمذكرات عبد العزيز القصاب، وجدت أن رجال السعدون قاتلوا قتالا بطوليا ضد الإنكليز (…) وكان عبد العزيز قد التقاه في منفاه في أنقرة ودعاه للعودة للعراق.

فقال له كيف أعود والإنكليز يحكمون البلاد وليس بيدي القوة لمحاربتهم”.
وتُشير بعض الكتابات إلى أن ولاء عجمي باشا وقف مع العثمانيين لأنه مسلم والصراع كان بين مسلمين وصليبين، ولم يخن دينه ووطنه من أجل حفنه من الدولارات كما خانت قبائل وشيوخ معروفة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى